حديث: أعْتِقُوا أَوْ تَصَدَّقُوا أَوْ حُجُّوا عَنِ الْمَيِّتِ يَبْلُغُهُ ذَلِكَ

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب صدقة الحي عن الميّت

عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جدّه، أَنَّ العَاصَ بْنَ وَائِل أَوْصَى أَنْ يُعْتَقَ عَنْهُ مِائَةُ رَقَبَةٍ، فَأَعْتَقَ ابْنُهُ هِشَامٌ خَمْسِينَ رَقَبَةً، وَأَرَادَ ابْنُهُ عَمْرٌو أَنْ يُعْتِقَ عَنْهُ الْخَمْسِينَ الْبَاقِيَةَ، قَالَ: حَتَّى أَسْأَلَ رَسُولَ اللهِ ﷺ، فَأَتَى النَّبِيَّ ﷺ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ أَبِي أَوْصَى أَنْ يُعْتَقَ عَنْهُ مِائَةُ رَقَبَةٍ، وَإِنَّ هِشَامًا أَعْتَقَ عَنْهُ خَمْسِينَ، وَبَقِيَتْ عَلَيْهِ خَمْسُونَ رَقَبَةً، أَفَأُعْتِقُ عَنْهُ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «إِنَّهُ لَوْ كَانَ مُسْلِمًا فَأَعْتَقْتُمْ أَوْ تَصَدَّقْتُمْ عَنْهُ أَوْ حَجَجْتُمْ عَنْهُ بَلَغَهُ ذَلِكَ».

حسن: رواه أبو داود (٢٨٨٣) عن العباس بن الوليد بن مزيد، أخبرني أبي، حدّثنا الأوزاعيّ، حدّثني حسان بن عطية، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، فذكره.

عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جدّه، أَنَّ العَاصَ بْنَ وَائِل أَوْصَى أَنْ يُعْتَقَ عَنْهُ مِائَةُ رَقَبَةٍ، فَأَعْتَقَ ابْنُهُ هِشَامٌ خَمْسِينَ رَقَبَةً، وَأَرَادَ ابْنُهُ عَمْرٌو أَنْ يُعْتِقَ عَنْهُ الْخَمْسِينَ الْبَاقِيَةَ، قَالَ: حَتَّى أَسْأَلَ رَسُولَ اللهِ ﷺ، فَأَتَى النَّبِيَّ ﷺ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ أَبِي أَوْصَى أَنْ يُعْتَقَ عَنْهُ مِائَةُ رَقَبَةٍ، وَإِنَّ هِشَامًا أَعْتَقَ عَنْهُ خَمْسِينَ، وَبَقِيَتْ عَلَيْهِ خَمْسُونَ رَقَبَةً، أَفَأُعْتِقُ عَنْهُ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «إِنَّهُ لَوْ كَانَ مُسْلِمًا فَأَعْتَقْتُمْ أَوْ تَصَدَّقْتُمْ عَنْهُ أَوْ حَجَجْتُمْ عَنْهُ بَلَغَهُ ذَلِكَ».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليكم شرح هذا الحديث النبوي الشريف شرحًا وافيًا مستندًا إلى كلام أهل العلم المعتبرين:

الحديث:


عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جدّه، أَنَّ العَاصَ بْنَ وَائِل أَوْصَى أَنْ يُعْتَقَ عَنْهُ مِائَةُ رَقَبَةٍ، فَأَعْتَقَ ابْنُهُ هِشَامٌ خَمْسِينَ رَقَبَةً، وَأَرَادَ ابْنُهُ عَمْرٌو أَنْ يُعْتِقَ عَنْهُ الْخَمْسِينَ الْبَاقِيَةَ، قَالَ: حَتَّى أَسْأَلَ رَسُولَ اللهِ ﷺ، فَأَتَى النَّبِيَّ ﷺ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ أَبِي أَوْصَى أَنْ يُعْتَقَ عَنْهُ مِائَةُ رَقَبَةٍ، وَإِنَّ هِشَامًا أَعْتَقَ عَنْهُ خَمْسِينَ، وَبَقِيَتْ عَلَيْهِ خَمْسُونَ رَقَبَةً، أَفَأُعْتِقُ عَنْهُ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «إِنَّهُ لَوْ كَانَ مُسْلِمًا فَأَعْتَقْتُمْ أَوْ تَصَدَّقْتُمْ عَنْهُ أَوْ حَجَجْتُمْ عَنْهُ بَلَغَهُ ذَلِكَ».

1. شرح المفردات:


● العاص بن وائل: والد الصحابي عمرو بن العاص، وكان من أشراف قريش ومات على الكفر.
● أوصى: أوصى في وصيته قبل موته.
● أن يعتق عنه: أن يُحرر من ماله بعد موته عدد من الرقيق تكفيرًا عن ذنوبه أو طلبًا للأجر.
● مائة رقبة: مائة عبد أو أمة.
● أعتق ابنه هشام خمسين رقبة: نفذ الابن جزءًا من الوصية.
● بلغه ذلك: وصل ثواب ذلك العمل إليه ونفعه.

2. شرح الحديث:


يخبرنا هذا الحديث عن قصة العاص بن وائل، والد الصحابي الجليل عمرو بن العاص رضي الله عنه، والذي مات على الكفر. وقد أوصى قبل موته أن يعتق عنه مائة رقبة (عبد) من ماله بعد وفاته. فقام أحد أبنائه، هشام، بتنفيذ جزء من الوصية فأعتق خمسين عبدًا. ثم أراد الابن الآخر، عمرو بن العاص (الذي أسلم بعد ذلك)، أن يعتق الخمسين الباقية، ولكنه توقف واستفتى رسول الله صلى الله عليه وسلم في أمرين:
الأول: حكم تنفيذ وصية الكافر.
الثالث: هل يصل ثواب العتق والصدقة والحج إلى الميت؟
فأجابه النبي صلى الله عليه وسلم بأنه لو كان أبوك مسلمًا (أي: لو كان مات على الإسلام) فأعتقتم أو تصدقتم أو حججتم عنه بلغه ذلك، أي: لوصل إليه ثواب هذا العمل ونفعه.
وهنا تأتي الفائدة العظيمة والدقة النبوية في الجواب:
- لم يقل النبي صلى الله عليه وسلم "إنه كان كافرًا فلا تفعل" مباشرة، بل قيد النفع بالإسلام.
- فالجواب يفيد بأن الشرط الأساسي لنفع العمل الصالح عن الميت هو أن يكون الميت مسلمًا. فأعمال البر من عتق وصدقة وحج ونحوها تنفع الميت المسلم ويصل إليه ثوابها بإجماع أهل السنة، كما دلّت عليه نصوص كثيرة.
- أما الكافر فلا تنفعه أعمال أولاده ولا غيرهم، لقوله تعالى: {وَقَدِمْنَا إِلَىٰ مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَّنثُورًا} [الفرقان: 23]. فالكافر لا ينتفع بعمل بعد موته.
فكأن النبي صلى الله عليه وسلم بين له أن السبب في عدم النفع هو كفر أبيه، لا بطلان أصل الوصية أو وصول الثواب.

3. الدروس المستفادة منه:


1- جواز الوصية بالعتق والصدقة عن الميت: وهذا من البر بالوالدين والأقارب بعد موتهم.
2- وصول ثواب الأعمال الصالحة إلى الميت المسلم: كالعِتق، والصدقة، والحج، والدعاء، والاستغفار. وهذا من رحمة الله تعالى بالأمة.
3- عدم انتفاع الكافر بأي عمل بعد موته: سواء كان من نفسه أو من غيره، لقوله تعالى: {مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ * قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ * وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ} [المدثر: 42-44]. فالكافر يحاسب على ما فعله فقط ولا يقبل منه عمل بعد موته.
4- الحكمة في التعبير النبوي: حيث وجه النبي السائل إلى العلة الحقيقية (كفر والده) دون أن يجرحه أو يغلظ عليه، مما يدل على حكمته ورحمته صلى الله عليه وسلم في الدعوة والفتوى.
5- استحباب سؤال أهل العلم في الأمور الشرعية: كما فعل عمرو بن العاص رضي الله عنه، وهذا من التقوى والورع.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث أصل عظيم في باب صلة الأموات ووصول الثواب إليهم، وهو مذهب أهل السنة والجماعة.
- يستثنى من ذلك الدعاء والاستغفار للميت الكافر، فإنه منهي عنه لقوله تعالى: {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَن يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَىٰ}
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٢٨٨٣) عن العباس بن الوليد بن مزيد، أخبرني أبي، حدّثنا الأوزاعيّ، حدّثني حسان بن عطية، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، فذكره.
وإسناده حسن من أجل عمرو بن شعيب فإنه حسن الحديث.
ومن هذا الوجه رواه أيضًا الإمام أحمد (٦٧٠٤) عن هشيم، أخبرنا حجاج، حدّثنا عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جدّه إلّا أن فيه: «أنّ العاص بن وائل نذر في الجاهلية أن ينحر مائة بدنة، وأن هشام بن العاص نحر حصته خمسين بدنة، وأن عمرًا سأل النبيّ ﷺ عن ذلك. فقال: «أمّا أبوك فلو
كان أقرّ بالتوحيد فصمت وتصدّقت عنه نفعه ذلك».
فلعل «رقبة»، التبس على بعض الرواة، فقال: «بدنة». والحجاج هو ابن أرطاة وصف بكثير الخطأ والتدليس، ولعل هذا من أخطائه، وأما تدليسه فهو منتف لأنه صرح بالتحديث. انظر بقية الأحاديث في كتاب العلم.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 201 من أصل 379 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أعْتِقُوا أَوْ تَصَدَّقُوا أَوْ حُجُّوا عَنِ الْمَيِّتِ يَبْلُغُهُ ذَلِكَ

  • 📜 حديث: أعْتِقُوا أَوْ تَصَدَّقُوا أَوْ حُجُّوا عَنِ الْمَيِّتِ يَبْلُغُهُ ذَلِكَ

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أعْتِقُوا أَوْ تَصَدَّقُوا أَوْ حُجُّوا عَنِ الْمَيِّتِ يَبْلُغُهُ ذَلِكَ

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أعْتِقُوا أَوْ تَصَدَّقُوا أَوْ حُجُّوا عَنِ الْمَيِّتِ يَبْلُغُهُ ذَلِكَ

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أعْتِقُوا أَوْ تَصَدَّقُوا أَوْ حُجُّوا عَنِ الْمَيِّتِ يَبْلُغُهُ ذَلِكَ

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب