حديث: صيام عاشوراء قبل فرض رمضان

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب بيان نسخ وجوب صوم يوم عاشوراء بعد فرض صيام شهر رمضان

عن قيس بن سعد بن عُبادة، قال: كنا نصوم عاشوراء، ونؤدي الفطر، فلما نزل رمضان، ونزلت الزكاة لم نؤمر به ولم نُنْه عنه، وكنّا نفعله.

صحيح: رواه النسائي (٢٥٠٦) عن إسماعيل بن مسعود، قال: حدّثنا يزيد بن زريع، قال: أنبأنا شعبة، عن الحكم بن عتيبة، عن القاسم بن مُخيمرة، عن عمرو بن شرحبيل، عن قيس بن سعد، فذكره.

عن قيس بن سعد بن عُبادة، قال: كنا نصوم عاشوراء، ونؤدي الفطر، فلما نزل رمضان، ونزلت الزكاة لم نؤمر به ولم نُنْه عنه، وكنّا نفعله.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النبوي الشريف شرحًا وافيًا، مستندًا إلى كلام أهل العلم المعتبرين من أهل السنة والجماعة.

نص الحديث:


عن قيس بن سعد بن عُبادة رضي الله عنهما قال: (كُنَّا نَصُومُ عَاشُورَاءَ، وَنُؤَدِّي زَكَاةَ الْفِطْرِ، فَلَمَّا نَزَلَ رَمَضَانُ، وَنَزَلَتِ الزَّكَاةُ، لَمْ نُؤْمَرْ بِهِ وَلَمْ نُنْهَ عَنْهُ، وَكُنَّا نَفْعَلُهُ).
مصدر الحديث: رواه النسائي في "السنن الكبرى" والدارقطني، وصححه الألباني.


1. شرح المفردات:


* نصوم عاشوراء: اليوم العاشر من شهر الله المحرم، وكان يصام قبل فرضية رمضان.
* نؤدي زكاة الفطر: نخرج الصدقة الخاصة بعيد الفطر، وهي طعام يخرجه المسلم عن نفسه وعن من يعول قبل صلاة العيد.
* فلما نزل رمضان: عندما فُرِض صيام شهر رمضان بالوحي.
* ونزلت الزكاة: أي فُرِضت زكاة المال المفروضة في الأموال.
* لم نؤمر به: لم يأتنا أمرٌ صريح بإلزامية صوم عاشوراء وإخراج زكاة الفطر بعد فرضية رمضان والزكاة.
* ولم ننه عنه: ولم يرد نهي صريح عن فعلهما.
* وكنا نفعله: فاستمر الصحابة رضي الله عنهم على صوم عاشوراء وإخراج زكاة الفطر.


2. شرح الحديث:


يخبر الصحابي الجليل قيس بن سعد بن عبادة رضي الله عنهما عن حال المسلمين في المدينة في بداية العهد النبوي، حيث كانوا يفعلون أمرين:
* صوم عاشوراء: وكان هذا الصوم معروفًا عند قريش في الجاهلية، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يصومه في مكة، فلما هاجر إلى المدينة وجد اليهود يصومونه فاستمر على صيامه وأمر بصيامه تأكيدًا له، وكان صومه واجبًا في بداية الأمر قبل فرض رمضان.
* إخراج زكاة الفطر: وهي صدقة تخرج طعامًا عن كل فرد من الأسرة قبل صلاة عيد الفطر.
ثم تغير الحال بحدثين عظيمين:
1- نزل رمضان: أي فُرِض صيام شهر رمضان في السنة الثانية للهجرة.
2- نزلت الزكاة: أي فُرِضت زكاة الأموال المفصلة في الأنواع والنصاب والمقادير.
وبعد هذا التشريع الجديد، الذي اشتمل على فريضتين عظيمتين (صوم رمضان وزكاة المال)، لم يرد نص صريح من النبي صلى الله عليه وسلم يأمر باستمرار وجوب صوم عاشوراء وزكاة الفطر، ولم يرد نص صريح ينهى عن فعلهما.
فاستمر الصحابة الكرام رضي الله عنهم على فعلهما، فهم أعلم الناس بسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم، وأحرص الناس على اتباعه، فاستدلوا من استمرارهم على الفعل دون أمر صريح جديد على أن كلا الأمرين:
* صوم عاشوراء: انتقل من الوجوب إلى السنة المؤكدة.
* زكاة الفطر: بقيت فريضة مستقلة لم تنسخ بفرضية زكاة الأموال، بل هي زكاة للأبدان تختلف عن زكاة الأموال.


3. الدروس المستفادة والعبر:


1- فقه الصحابة ودقتهم في فهم التشريع: فهم رضي الله عنهم أن عدم الأمر بعد النهي أو تغير الحال، وعدم النهي مع استمرار الفعل، دليل على بقاء الحكم على استحبابه أو وجوبه، وهذا من أعمق الفقه.
2- أن النسخ لا يثبت بالاحتمال: لم يظن الصحابة أن فرضية رمضان نسخت حكم عاشوراء لمجرد أنه صوم أيضًا، بل انتظروا البيان النبوي.
3- استمرار مشروعية صوم عاشوراء: فهو سنة مؤكدة، وفضله عظيم، يكفر sins السنة الماضية.
4- استقلال زكاة الفطر عن زكاة المال: فهي فريضة على كل مسلم، صغيرًا كان أم كبيرًا، ذكرًا أم أنثى، وتختص بطعام القوت في البلد، وتجب بغروب شمس آخر يوم من رمضان.
5- اتباع السنة والعمل بها: موقف الصحابة هو القدوة في التمسك بما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم ما لم يرد دليل صريح بالنسخ أو التغيير.
6- التدرج في التشريع الإسلامي: حيث نزلت الفرائض بشكل متدرج، مما ييسر على الناس قبولها وتطبيقها.


4. معلومات إضافية مفيدة:


* حكم صوم عاشوراء الآن هو سنة مؤكدة، ويستحب صوم اليوم التاسع معه (تاسوعاء) مخالفة لليهود.
* حكم زكاة الفطر هو فرض عين على كل مسلم قادر عليها.
* هذا الحديث من الأحاديث المهمة التي تبين منهج الصحابة رضي الله عنهم في التعامل مع النصوص، حيث لم يتركوا العمل بالسنة بمجرد حدوث ما يشتبه بأنه ناسخ، بل توقفوا حتى يتضح الأمر.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه النسائي (٢٥٠٦) عن إسماعيل بن مسعود، قال: حدّثنا يزيد بن زريع، قال: أنبأنا شعبة، عن الحكم بن عتيبة، عن القاسم بن مُخيمرة، عن عمرو بن شرحبيل، عن قيس بن سعد، فذكره.
ورواه الطحاوي في «مشكله» (٢٢٥٨) من حديث روح بن عبادة، قال: حدّثنا شعبة، فذكره. وإسناده صحيح.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 197 من أصل 428 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: صيام عاشوراء قبل فرض رمضان

  • 📜 حديث: صيام عاشوراء قبل فرض رمضان

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: صيام عاشوراء قبل فرض رمضان

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: صيام عاشوراء قبل فرض رمضان

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: صيام عاشوراء قبل فرض رمضان

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب