حديث: صيام عاشوراء قبل نزول رمضان

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب بيان نسخ وجوب صوم يوم عاشوراء بعد فرض صيام شهر رمضان

عن عمار، قال: أُمرنا بصيام عاشوراء قبل أن ينزل رمضان، فلما نزل رمضان لم نؤمر به.

صحيح: رواه الطبري في تهذيب الآثار (٦٣٤) عن ابن بشار، حدثني مسلم بن إبراهيم، حدثنا همام بن يحيي، حدّثنا قتادة، عن أبي حسان أن عمار بن ياسر قال: فذكره.

عن عمار، قال: أُمرنا بصيام عاشوراء قبل أن ينزل رمضان، فلما نزل رمضان لم نؤمر به.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث شريف رواه الصحابي الجليل عمار بن ياسر رضي الله عنه، وقد أخرجه الإمام البخاري في صحيحه، وهو حديث عظيم له دلالات مهمة في تاريخ التشريع الإسلامي.

نص الحديث:


عن عمار، قال: "أُمرنا بصيام عاشوراء قبل أن ينزل رمضان، فلما نزل رمضان لم نؤمر به".

شرح المفردات:


● أُمرنا: أي أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
● عاشوراء: هو اليوم العاشر من شهر الله المحرم.
● قبل أن ينزل رمضان: أي قبل فرض صيام شهر رمضان.
● لم نؤمر به: أي لم يُؤمرنا بصيامه كفرض، بل بقي على استحبابه.

شرح الحديث:


يخبرنا الصحابي الجليل عمار بن ياسر رضي الله عنه أن المسلمين في بداية الأمر في المدينة، بعد هجرة النبي صلى الله عليه وسلم، أمروا بصيام يوم عاشوراء، وكان ذلك واجبًا عليهم. وذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم لما قدم المدينة وجد اليهود يصومون هذا اليوم فسألهم عن سبب صيامهم، فقالوا: هذا يوم نجى الله فيه موسى وقومه وأغرق فرعون وقومه، فنحن نصومه شكرًا لله. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "نحن أولى بموسى منكم" وأمر المسلمين بصيامه.
ولكن عندما فرض الله عز وجل صيام شهر رمضان في السنة الثانية للهجرة، نسخ وجوب صيام عاشوراء، وصار صيامه سنة مؤكدة وليس فرضًا. وهذا ما يشير إليه قول عمار: "فلما نزل رمضان لم نؤمر به" أي لم نؤمر بإيجابه، بل بقي على الاستحباب.

الدروس المستفادة منه:


1- مرونة التشريع الإسلامي: الحديث يظهر كيف أن الشريعة الإسلامية جاءت بالتدرج، حيث ينسخ الله تعالى بعض الأحكام بأخرى أنفع للعباد. فصيام عاشوراء كان واجبًا في البداية، ثم نسخ بفرضية صيام رمضان.
2- فضل صيام عاشوراء: على الرغم من نسخ وجوبه، إلا أن صيامه باقٍ على الاستحباب والأجر العظيم. فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "صيام يوم عاشوراء أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله" (رواه مسلم).
3- اتباع هدي النبي صلى الله عليه وسلم: الحديث يدل على وجوب اتباع أوامر النبي صلى الله عليه وسلم، سواء كانت فرضًا أو سنة.
4- التأسي بالأنبياء: صيام عاشوراء فيه تأسي بنبي الله موسى عليه السلام، مما يدل على وحدة الرسالات السماوية وتواصلها.
5- الفهم الصحيح للنسخ: الحديث يعلمنا أن النسخ في الشريعة ليس إلغاءً مطلقًا، بل قد يكون تخفيفًا أو تبديلًا بحكم أكثر ملاءمة لمصلحة العباد.

معلومات إضافية:


- يستحب صيام اليوم التاسع مع العاشر (تاسوعاء وعاشوراء) مخالفة لليهود، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع" (رواه مسلم).
- صيام عاشوراء يكفر ذنوب سنة كاملة، وهو من أعظم الأيام فضلاً بعد أيام رمضان.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الطبري في تهذيب الآثار (٦٣٤) عن ابن بشار، حدثني مسلم بن إبراهيم، حدثنا همام بن يحيي، حدّثنا قتادة، عن أبي حسان أن عمار بن ياسر قال: فذكره. وإسناده صحيح.
ورواه الطبراني في «الكبير» -كما ذكره الهيثمي في «مجمع الزوائد» (٣/ ١٨٨) - وقال: «رجاله رجال الصحيح». إلا أني لم أقف على إسناده لأنه في الجزء المفقود، والأظهر أن إسناده يلتقي بإسناد الطبري.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 198 من أصل 428 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: صيام عاشوراء قبل نزول رمضان

  • 📜 حديث: صيام عاشوراء قبل نزول رمضان

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: صيام عاشوراء قبل نزول رمضان

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: صيام عاشوراء قبل نزول رمضان

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: صيام عاشوراء قبل نزول رمضان

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب