حديث: صوم يوم عاشوراء والتاسع معه

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في صوم يوم التاسع مع العاشر مخالفة لأهل الكتاب

عن عبد الله بن عباس، قال: حين صام رسول الله ﷺ يوم عاشوراء وأمر بصيامه، قالوا: يا رسول الله، إنه يوم تعظمه اليهود والنصارى. فقال رسول الله ﷺ: «فإذا كان العام المقبل إن شاء الله صُمْنا اليوم التاسع».
قال: فلم يأت العام المقبل حتى توفي رسول الله ﷺ.
وفي رواية: «لئن بقيت إلى قابل لأصومنَّ التاسع».
قال مسلم: وفي رواية أبي بكر (يعني ابن أبي شيبة شيخه) قال: «يعني يوم عاشوراء».

صحيح: رواه مسلم في الصيام (١١٣٤) عن الحسن بن علي الحلواني، حدّثنا ابن أبي مريم، حدّثنا يحيى بن أيوب، حدثني إسماعيل بن أمية، أنه سمع أبا غطفان بن طريف المرّي، يقول: سمعت عبد الله بن عباس يقول (فذكره).

عن عبد الله بن عباس، قال: حين صام رسول الله ﷺ يوم عاشوراء وأمر بصيامه، قالوا: يا رسول الله، إنه يوم تعظمه اليهود والنصارى. فقال رسول الله ﷺ: «فإذا كان العام المقبل إن شاء الله صُمْنا اليوم التاسع».
قال: فلم يأت العام المقبل حتى توفي رسول الله ﷺ.
وفي رواية: «لئن بقيت إلى قابل لأصومنَّ التاسع».
قال مسلم: وفي رواية أبي بكر (يعني ابن أبي شيبة شيخه) قال: «يعني يوم عاشوراء».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا جميعاً لفهم سنة نبيه ﷺ والعمل بها.
هذا الحديث العظيم رواه الإمام مسلم في صحيحه (رقم 1134) عن الصحابي الجليل عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، وهو حديث صحيح متفق على صحته. وإليك الشرح الوافي له على النحو التالي:


1. شرح المفردات:


● يوم عاشوراء: هو اليوم العاشر من شهر الله المحرم.
● تعظمه: تكرمه وتجله وتصومه احتفاءً به.
● لأصومنَّ التاسع: لأصومنَّ اليوم التاسع من المحرم مع العاشر.
● حتى توفي رسول الله ﷺ: أي لم يحل العام المقبل حتى انتقل النبي ﷺ إلى الرفيق الأعلى.


2. شرح الحديث:


يخبرنا عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أن النبي ﷺ حين صام يوم عاشوراء (العاشر من المحرم) وأمر الناس بصيامه، اعترض بعض الصحابة بأن هذا اليوم يصومه اليهود والنصارى ويعظمونه (إذ كانوا يصومونه شكراً لله على نجاة موسى وقومه من فرعون)، فكره النبي ﷺ مشابهتهم في صوم يوم واحد فقط، فأراد أن يُميز أمة الإسلام عنهم، فقال: «فإذا كان العام المقبل إن شاء الله صمنا اليوم التاسع» (أي مع العاشر)، وفي رواية أخرى: «لئن بقيت إلى قابل لأصومنَّ التاسع»، أي لو عشت إلى next year لصمت اليوم التاسع من المحرم مع العاشر. ولكن النبي ﷺ توفي قبل أن يحل العام المقبل، فلم يتمكن من صيام التاسع.


3. الدروس المستفادة منه:


1- مشروعية صوم يوم عاشوراء: فقد صامه النبي ﷺ وأمر بصيامه، وهو سنة مؤكدة، وفضله عظيم؛ حيث يكفر ذنوب سنة ماضية.
2- مخالفة أهل الكتاب: من مقاصد الشريعة الإسلامية مخالفة أهل الكتاب في عباداتهم وعاداتهم، لئلا نشابههم في خصائصهم.
3- استحباب صيام اليوم التاسع مع العاشر: وهذا ما استنبطه الفقهاء من هذا الحديث؛ حيث ندبوا صيام اليوم التاسع (تاسوعاء) مع العاشر (عاشوراء) لمخالفة اليهود. وقال الإمام الشافعي: "يستحب صوم التاسع والعاشر".
4- التعليل الشرعي للأحكام: بيان الحكمة من التشريع، وهي هنا تجنب المشابهة.
5- الاستثناء بالمشيئة: قوله ﷺ: «إن شاء الله» تعليماً للأمة أن تقترن خططها بإرادة الله تعالى.


4. معلومات إضافية مفيدة:


● حكم صيام عاشوراء: سنة مؤكدة، وذهب بعض العلماء إلى أنه كان واجباً ثم نسخ وجوبه إلى سنة.
● فضل صيامه: كما في صحيح مسلم: «يكفر السنة الماضية».
● كيفية صيامه: الأفضل صيام التاسع والعاشر معاً، فإن لم يتمكن فصوم العاشر فقط.
● لماذا التاسع؟: لأن اليهود كانوا يصومون العاشر فقط، فصوم التاسع معه يميز المسلمين.
● إذا اشتبهت الأشهر: يسن صيام ثلاثة أيام (التاسع والعاشر والحادي عشر) لتحري البراءة من المشابهة.

أسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يعيننا على طاعته وطاعة رسوله ﷺ، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الصيام (١١٣٤) عن الحسن بن علي الحلواني، حدّثنا ابن أبي مريم، حدّثنا يحيى بن أيوب، حدثني إسماعيل بن أمية، أنه سمع أبا غطفان بن طريف المرّي، يقول: سمعت عبد الله بن عباس يقول (فذكره).
والرواية الأخرى من طريق وكيع، عن ابن أبي ذئب، عن القاسم بن عباس، عن عبد الله بن عمير - لعله قال: عن عبد الله بن عباس قال (فذكره).
قوله: «لأصومنّ التاسع» يعني مع العاشر، فالعاشر من أجل صوم عاشوراء، والتاسع من أجل مخالفة اليهود، وهو الذي فسره ابن عباس.
ومن فهم منه التاسع وحده فهو بعيد من حيث اللغة وأسلوب البيان.
فمن لم يستطع أن يصوم التاسع فليصم العاشر والحادي عشر؛ لأنّ صوم يوم بعده أيضًا يدخل في مخالفة اليهود إلا أنه لم يثبت ذلك عن النبيّ ﷺ.
وأما ما رُوي عن ابن عباس مرفوعًا: «صوموا يوم عاشوراء، وخالفوا فيه اليهود، وصوموا قبله يومًا، أو بعده يومًا» فهو ضعيف.
رواه البيهقي (٤/ ٢٨٧). وفيه ابن أبي ليلي سيء الحفظ، وقد تفرد به.
والصحيح أنه موقوف كما رواه عبد الرزاق ومن طريقه البيهقي (٤/ ٢٨٧) عن ابن جريج، قال: أخبرني عطاء أنه سمع ابن عباس يقول: «صوموا التاسع والعاشر، وخالفوا اليهود».
وقال البيهقي: وكذلك رواه عبد الله بن أبي يزيد، عن ابن عباس.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 203 من أصل 428 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: صوم يوم عاشوراء والتاسع معه

  • 📜 حديث: صوم يوم عاشوراء والتاسع معه

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: صوم يوم عاشوراء والتاسع معه

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: صوم يوم عاشوراء والتاسع معه

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: صوم يوم عاشوراء والتاسع معه

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب