لا تصم يوم عرفة فإن النبي شرب حلاباً

حديث: لا تصم يوم عرفة فإن النبي شرب حلاباً

عن عبد الله بن عباس، أنه دعا الفضل يوم عرفة إلى طعام، فقال: إني صائم.
فقال عبد الله: لا تصمْ، فإن النبيَّ ﷺ قُرّب إليه حلاب فشرب منه هذا اليوم، وإنّ الناس يستنون بكم.

صحيح: رواه الإمام أحمد (٢٩٤٦)، وأبو يعلى (٢٧٤٤) كلاهما من حديث روح، حدّثنا ابن جريج، قال: أخبرني زكرياء بن عمر، أن عطاء أخبره أن عبد الله بن عباس دعا (فذكره).

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما:
الحديث:
عن عبد الله بن عباس، أنه دعا الفضل يوم عرفة إلى طعام، فقال: إني صائم. فقال عبد الله: لا تصمْ، فإن النبيَّ ﷺ قُرّب إليه حلاب فشرب منه هذا اليوم، وإنّ الناس يستنون بكم.

1. شرح المفردات:

● الفضل: هو الفضل بن عباس بن عبد المطلب، ابن عم النبي ﷺ وأخو عبد الله بن عباس.
● يوم عرفة: اليوم التاسع من ذي الحجة، وهو يوم الوقوف بعرفة في الحج.
● حلاب: لبن محلوب، أي لبن شاة أو ناقة حُلِبَ حديثًا.
● يستنون بكم: يقتدون بكم، أي يتخذونكم قدوة ويتبعون سنتكم.

2. شرح الحديث:

في هذا الحديث، يروي عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أنه دعا أخاه الفضل بن عباس إلى الطعام في يوم عرفة، فأخبره الفضل أنه صائم، فنهاه عبد الله عن الصوم ذلك اليوم، واستدلَّ بأن النبي ﷺ قد قُدِّم إليه لبن (حلاب) فشربه في يوم عرفة، وهذا يدل على أن النبي ﷺ لم يكن صائمًا في ذلك اليوم.
ثم أضاف عبد الله بن عباس قوله: "وإن الناس يستنون بكم"، أي أنكم –أهل بيت النبي ﷺ– قدوة للناس، فإذا رأوكم صائمين في يوم عرفة، ظنوا أن الصوم فيه مستحب أو مشروع، مع أن السنة فيه الإفطار؛ تأسيًا بالنبي ﷺ.

3. الدروس المستفادة منه:

● استحباب الإفطار يوم عرفة لغير الحاج: فإن النبي ﷺ أفطر فيه، وقد قال العلماء إن الإفطار في يوم عرفة مستحبٌ للحاج وغير الحاج؛ لتقويتهم على العبادة والدعاء.
● اتباع السنة النبوية: حيث إن فعل النبي ﷺ هو الأصل في التشريع، وقد أفطر ﷺ في يوم عرفة ليتقوى على الدعاء والذكر.
● مسؤولية العلماء وأهل البيوتات الصالحة: فهم قدوة للناس، فلا يفعلون ما يخالف السنة خشية أن يقتدي بهم العامة في شيء لم يشرعه الله.
● التناصح بين الإخوة والعلماء: حيث نصح عبد الله أخاه الفضل بترك الصوم اتباعًا للسنة، وهذا من التعاون على البر والتقوى.
● الفهم العميق للسنة: حيث فهم عبد الله بن عباس أن فعل النبي ﷺ بالإفطار في عرفة يدل على استحباب الإفطار، لا على مجرد الجواز.

4. معلومات إضافية مفيدة:

- الصوم في يوم عرفة سنة مؤكدة لغير الحاج، أما الحاج فالسنة في حقه الإفطار؛ ليتقوى على الدعاء والعبادة في عرفة.
- هذا الحديث يدل على أن الصحابة رضي الله عنهم كانوا حريصين على اتباع السنة وحريصين على أن لا يُقتدى بهم في غيرها.
- يستفاد منه أيضًا أن الدعوة إلى الطعام والعشرة الطيبة من الأمور المحمودة، خاصة في أيام الخير مثل يوم عرفة.

أسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن يتبعون السنة ويقتدون بالهدى، ويجنبنا البدع والضلالة. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الإمام أحمد (٢٩٤٦)، وأبو يعلى (٢٧٤٤) كلاهما من حديث روح، حدّثنا ابن جريج، قال: أخبرني زكرياء بن عمر، أن عطاء أخبره أن عبد الله بن عباس دعا (فذكره).
وإسناده صحيح. وعطاء وإن كان لم يحضر القصة لأنه لم يدرك الفضل، ولكن الظاهر أنه
سمعه من ابن عباس.
وقوله: «حلاب» بكسر الحاء: هو الإناء التي يحلب فيه اللبن.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 213 من أصل 428 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا تصم يوم عرفة فإن النبي شرب حلاباً

📜 حديث: لا تصم يوم عرفة فإن النبي شرب حلاباً

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: لا تصم يوم عرفة فإن النبي شرب حلاباً

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: لا تصم يوم عرفة فإن النبي شرب حلاباً

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: لا تصم يوم عرفة فإن النبي شرب حلاباً

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية