حديث: لا تصومن فإنها أيام أكل وشرب

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب النّهي عن الصّيام في أيام التّشريق

عن عمرو بن سليم الزرقيّ، عن أمِّه، قالت: كنا بمنى، فإذا صائح يصيح: ألا إنّ رسول الله ﷺ يقول: «لا تَصُومُنَّ فإنّها أيام أكل وشرب». قالت: فرفعتُ أطناب الفُسطاط، فإذا الصّائح علي بن أبي طالب.

صحيح: رواه الإمام أحمد (٨٢١) عن يحيى بن غيلان، حدّثنا المفضّل بن فضالة، حدّثني يزيد ابن عبد الله (هو ابن أسامة بن الهاد)، عن عبد الله بن أبي سلمة، عن عمرو بن سليم الزرقي، فذكره.

عن عمرو بن سليم الزرقيّ، عن أمِّه، قالت: كنا بمنى، فإذا صائح يصيح: ألا إنّ رسول الله ﷺ يقول: «لا تَصُومُنَّ فإنّها أيام أكل وشرب». قالت: فرفعتُ أطناب الفُسطاط، فإذا الصّائح علي بن أبي طالب.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن يوفقنا جميعاً لفهم سنة نبيه ﷺ والعمل بها.
هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، وابن حبان في صحيحه، وغيرهما، وهو حديث صحيح.

أولاً. شرح المفردات:


● عمرو بن سليم الزرقي: راوي الحديث، وهو ثقة من التابعين.
● أمّه: هي أم سليم بنت ملحان، الصحابية الجليلة، أم أنس بن مالك خادم رسول الله ﷺ، وهي من فضليات النساء الصحابيات.
● بمنى: المكان الذي ينزل فيه الحجاج أيام التشريق أثناء أداء مناسك الحج.
● صائح يصيح: شخص يرفع صوته وينادي على الناس.
● أَطْناب الفُسْطاط: الأطناب هي الحبال، والفسطاط هو الخيمة. أي أن أم سليم رفعت أطراف الخيمة لترى من المتكلم.
● علي بن أبي طالب: ابن عم النبي ﷺ، وصهره، وأحد الخلفاء الراشدين، وكرم الله وجهه.

ثانياً. شرح الحديث:


يخبرنا هذا الحديث أن الصحابية الجليلة أم سليم رضي الله عنها كانت في منى أثناء موسم الحج، فسمعت منادياً ينادي على الناس ويبلغهم أن رسول الله ﷺ ينهى عن الصيام في هذه الأيام، ويأمرهم بأنها أيام للأكل والشرب والتمتع بنعم الله.
ولكي تتأكد من هوية هذا المنادي، رفعت جانب خيمتها فإذا هو أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وهو الذي كلفه النبي ﷺ بتبليغ هذا الأمر الهام إلى الناس.
المقصود بالأيام: هي أيام التشريق الثلاثة التي تلي يوم النحر (أي 11، 12، 13 من ذي الحجة). فهذه الأيام هي جزء من أيام عيد الأضحى المبارك، وهي أيام فرح وسرور وإظهار لنعمة الله تعالى على عباده.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- تحريم صيام أيام التشريق: هذا الحديث أصل من أصول تحريم الصيام في أيام التشريق، وهي: اليوم الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر من شهر ذي الحجة. وهذا التحريم يتضمن نهياً صريحاً عن الصيام فيها، سواء كان صيام نفل أو قضاء أو نذر، إلا للحاج المتمتع أو القارن الذي لم يجد هدياً، فيجوز له صيامها بدلاً عن ذبح الهدي. قال النبي ﷺ: «أَيَّامُ التَّشْرِيقِ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ وَذِكْرٍ لِلَّهِ» (رواه مسلم).
2- إظهار نعمة الله والفرح بها: شرع الله تعالى للمسلمين في أعيادهم أن يظهروا الفرح والسرور بما أنعم الله عليهم من الخير والبركة، ومن ذلك الأكل والشرب المباح، وذلك شكراً لله على نعمه. فالصوم في هذه الأيام مخالف لهذا المقصد الشرعي.
3- حرص الصحابة على تبليغ العلم: نرى في هذا الموقف حرص علي بن أبي طالب رضي الله عنه على تبليغ أمر النبي ﷺ ونشره بين الناس، وعدم كتمانه، وهذا من صفات المؤمنين الذين يبلغون العلم ولا يكتمونه.
4- حرص النساء الصحابيات على التعلم: نرى أيضاً حرص أم سليم رضي الله عنها على سماع الأمر والتأكد من مصدره، مما يدل على حرص النساء في عصر النبوة على طلب العلم الشرعي وفهم أحكام الدين.
5- مشروعية الرفع من الصوت في تبليغ العلم النافع: حيث إن علياً رضي الله عنه كان يصيح ليتنبه الناس لكي يسمعوا وينتبهوا للنهي المهم.

رابعاً. معلومات إضافية:


- حكمة تحريم الصيام في هذه الأيام: لأن الحاج يحتاج إلى القوة والاستعداد للوقوف بعرفة والمبيت بمزدلفة ورمي الجمار وغيرها من المناسك، وكذلك لأنها أيام عيد يفرح فيها المسلمون ويأكلون من لحوم الأضاحي.
- من صام هذه الأيام متعمداً وهو يعلم التحريم، فإن صيامه باطل وعليه التوبة إلى الله، ولا يجزئه عن شيء.
أسأل الله تعالى أن يفقهنا في ديننا، وأن يعيننا على طاعته واتباع سنة نبيه ﷺ.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الإمام أحمد (٨٢١) عن يحيى بن غيلان، حدّثنا المفضّل بن فضالة، حدّثني يزيد ابن عبد الله (هو ابن أسامة بن الهاد)، عن عبد الله بن أبي سلمة، عن عمرو بن سليم الزرقي، فذكره.
ورواه أيضًا (٨٢٤) من وجه آخر عن ابن الهاد بهذا الإسناد. وإسناده صحيح.
وقد رواه أيضًا (٥٦٧) من طريق سعيد بن سلمة بن أبي الحُسام مولى لآل عمر، حدّثنا يزيد بن
عبد الله بن الهاد، عن عمرو بن سليم، فأسقط في الإسناد عبد الله بن أبي سلمة، فصار فيه انقطاع، والصواب ذكره.
وكذلك رواه أيضًا النسائي في «الكبرى» (٢٨٩٠) من ابن الهاد عن عبد الله بن أبي سلمة، فذكره.
والذي يظهر أنّ عبد الله بن أبي سلمة له شيخان: أحدهما عمرو بن سليم الزرقي، والآخر مسعود بن الحكم الأنصاري، وكلاهما يرويان عن أنهما، وهذا الجمع أولي من تخطئة أحدهما.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 221 من أصل 428 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا تصومن فإنها أيام أكل وشرب

  • 📜 حديث: لا تصومن فإنها أيام أكل وشرب

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لا تصومن فإنها أيام أكل وشرب

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لا تصومن فإنها أيام أكل وشرب

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لا تصومن فإنها أيام أكل وشرب

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب