أيام التشريق أيام أكل وشرب.

حديث: أيام التشريق أيام أكل وشرب.

عن نُبيشة الهذلي، قال: قال رسول الله ﷺ: «أيام التشريق أيام أكل وشرب».

صحيح: رواه مسلم في الصيام (١١٤١) من طريق خالد الحذّاء، عن أبي المليح، عن نُبيشة، به، فذكره.

عن نُبيشة الهذلي، قال: قال رسول الله ﷺ: «أيام التشريق أيام أكل وشرب».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فحديث نبيشة الهذلي رضي الله عنه الذي رواه الإمام مسلم في صحيحه وغيره، يقول فيه النبي صلى الله عليه وسلم: «أيام التشريق أيام أكل وشرب» حديث عظيم، يحمل معاني مهمة للمسلمين، خاصة في أيام الحج.

أولاً. شرح المفردات:

● أيام التشريق: هي الأيام الثلاثة التي تلي يوم النحر (أي يوم عيد الأضحى)، وهي: الحادي عشر، والثاني عشر، والثالث عشر من شهر ذي الحجة. وسُميت بهذا الاسم لأن الحجاج كانوا يُشرقون فيها اللحم (أي يقددونه ويجففونه في الشمس).
● أكل وشرب: المقصود الاستمتاع بالمأكولات والمشروبات المباحة، والترويح عن النفس بعد أداء العبادة.

ثانياً. شرح الحديث:

يخبر النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث أن أيام التشريق – وهي أيام عيد الأضحى وما يليه – هي أيام يُشرع للمسلمين فيها الأكل والشرب والفرح، بل هي من شعائر الله التي أمرنا بالابتهاج فيها، كما قال تعالى: {وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ} [البقرة: 203].
وهذه الأيام مرتبطة بشعيرة الحج، حيث يؤدي الحجاج مناسكهم، ويذبحون الهدي والأضاحي، فيستحب لهم ولغيرهم من المسلمين الأكل من هذه الأضاحي والتمتع بها. كما أن هذه الأيام تكون بعد جهدٍ وعناءٍ في العبادة، فيشرع فيها الراحة والاستمتاع بالطيّبات من الرزق.

ثالثاً. الدروس المستفادة:

1- شرعية الفرح في الإسلام: الإسلام دين يُراعي طبيعة الإنسان، فيشرع له الفرح والابتهاج بعد العبادة، كما في الأعياد، مما يجعل العبادة محببة إلى النفس.
2- التوازن بين العبادة والاستمتاع المباح: لا ينافي الأكل والشرب ذكر الله، بل يُستحب الجمع بينهما، كما في التكبير أثناء أيام التشريق.
3- شكر نعمة الله: الأكل والشرب في هذه الأيام من شكر الله على نعمة الهدي والأضاحي، وتذكر نعمه تعالى.
4- التيسير على الأمة: نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن صوم هذه الأيام (كما في الحديث الآخر: «أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر لله»)، مما يدل على أن الإسلام يرفض التشدد ويحب التيسير.

رابعاً. معلومات إضافية:

- يستحب في أيام التشريق الإكثار من ذكر الله، خاصة التكبير المطلق (في كل وقت) والمقيد (بعد الصلوات).
- يحرم صوم هذه الأيام إلا للحاج الذي لم يجد الهدي (فيصوم بدلاً عنه).
- ينبغي للمسلم أن يحرص على أن يكون أكله وشربه في هذه الأيام بنية التقوّي على طاعة الله وشكره، لا مجرد الشهوة.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الصيام (١١٤١) من طريق خالد الحذّاء، عن أبي المليح، عن نُبيشة، به، فذكره. وزاد في رواية: «وذكرٍ لله».
ونبيشة -مصغرًا- ابن عبد الله الهذلي، ويقال له: نبيشة الخير صحابي قليل الحديث.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 217 من أصل 428 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أيام التشريق أيام أكل وشرب.

📜 حديث: أيام التشريق أيام أكل وشرب.

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: أيام التشريق أيام أكل وشرب.

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: أيام التشريق أيام أكل وشرب.

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: أيام التشريق أيام أكل وشرب.

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية