حديث: لم يرخص في أيام التشريق أن يصمن إلا لمن لم يجد الهدي

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب الرخصة للمتمتع أن يصوم أيام التشريق في الحجّ إذا لم يجد هديًا

عن عائشة، وعبد الله بن عمر، قالا: «لم يُرَخّص في أيام التشريق أن يُصَمْن إلّا لمن لم يجد الهدي».

صحيح: رواه البخاريّ في الصوم (١٩٩٧، ١٩٩٨) عن محمد بن بشار، حدّثنا غُندر، حدّثنا شعبة، سمعت عبد الله بن عيسى، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة.

عن عائشة، وعبد الله بن عمر، قالا: «لم يُرَخّص في أيام التشريق أن يُصَمْن إلّا لمن لم يجد الهدي».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإن الحديث الذي ذكر حديث صحيح رواه الإمام البخاري في صحيحه، وهو من الأحاديث التي تبين أحكام أيام التشريق، وهي الأيام الثلاثة التي تلي يوم النحر (أي يوم عيد الأضحى)، وهي: اليوم الحادي عشر، والثاني عشر، والثالث عشر من ذي الحجة.

شرح المفردات:


● أيام التشريق: هي الأيام الثلاثة التي تلي يوم النحر، وسُميت بذلك لأن لحوم الأضاحي كانت تُشرَّق فيها (أي تُقدَّد وتُجفَّف في الشمس).
● يُصَمْن: أي يصومها، فالنفي هنا بمعنى المنع، أي لم يُرَخَّص في صيام هذه الأيام.
● لم يجد الهدي: أي لم يقدر على الهدي الذي يجب على المتمتع والقارن في الحج.

شرح الحديث:


يخبر الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يُرَخِّص في صيام أيام التشريق إلا لمن لم يجد الهدي، وذلك في حالة المتمتع أو القارن في الحج. والمتمتع هو من أحرم بالعمرة ثم حل منها وأحرم بالحج، والقارن هو من جمع بين الحج والعمرة بإحرام واحد. وهذان النوعان يجب عليهما هديٌ إذا كانا قادرين، فإن لم يجدا الهدي وجب عليهما صيام ثلاثة أيام في الحج وسبعة إذا رجعا إلى أهلهما.
فالاستثناء في الحديث (إلا لمن لم يجد الهدي) يعني أن من لم يجد الهدي من المتمتعين أو القارنين، فإنه يُرَخَّص له في صيام هذه الأيام الثلاثة (أيام التشريق) بدلاً عن الهدي، وذلك لقوله تعالى: {فَمَن تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ ۚ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ} [البقرة: 196]. وأيام التشريق هي الأيام الوحيدة التي يمكن صيامها في الحج لهذا الغرض، لأن صيام يوم العيد (يوم النحر) محرم، وصيام أيام التشريق في الأصل محرم إلا في هذه الحالة.
أما غير المتمتع والقارن (كالمفرد في الحج)، أو غير الحاج أصلاً، فإن صيام هذه الأيام محرم، لأنها أيام عيد وأكل وشرب وذكر لله تعالى، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر لله» رواه مسلم.

الدروس المستفادة:


1. تحريم صيام أيام التشريق إلا للمتمتع أو القارن الذي لم يجد الهدي.
2. بيان رحمة الله تعالى وتيسيره على عباده، حيث جعل الصيام بدلاً عن الهدي لمن عجز عنه.
3. التأكيد على أن هذه الأيام هي أيام فرح وسرور للمسلمين، فلا ينبغي صيامها إلا في هذه الحالة الخاصة.
4. أهمية فهم الأحكام الفقهية الخاصة بالحج والعمرة، ومراعاة التفريق بين أنواع الإحرام.

معلومات إضافية:


- الحديث يدل على أن صيام أيام التشريق محرم في الجملة، ولكن استثنى منها من لم يجد الهدي من المتمتعين والقارنين.
- هذا الحكم خاص بالحاج، أما غير الحاج فلا يجوز له صيام هذه الأيام مطلقاً، بل هي أيام يحرم صيامها.
- من صام هذه الأيام بدون عذر (غير المستثنى في الحديث) فإن صيامه باطل ولا يجوز.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الصوم (١٩٩٧، ١٩٩٨) عن محمد بن بشار، حدّثنا غُندر، حدّثنا شعبة، سمعت عبد الله بن عيسى، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة. وعن سالم، عن ابن عمر، قالا (فذكراه).
وروي الحديث من وجه آخر بلفظ: «رُخَّص رسولُ الله ﷺ للمتمتِّع إذا لم يجد الهدي أن يصوم أيام التشريق».
رواه الدارقطني (٢٢٨٣) -واللفظ له-، والطّحاوي (٢/ ٢٤٣) كلاهما من طريق يحيي بن سلام (هو البصري)، حدّثنا شعبة، عن عبد الله بن عيسي بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن الزهري، عن سالم، عن ابن عمر، قال (فذكره). قال الدارقطني عقبه: يحيي بن سلام ليس بالقوي.
وقلت: وجاء أيضًا موقوفًا على عائشة، وابن عمر.
فأثر عائشة، رواه مالك في الحجّ (٢٥٥) عن ابن شهاب، عن عروة بن الزبير، عن عائشة أم المؤمنين أنها كانت تقول: «الصيام لمن تمتّع بالعمرة إلى الحجّ لمن لم يجدْ هديًا، ما بين أن يُهلّ بالحجّ إلى يوم عرفة، فإن لم يصُمْ، صام أيام مني». ثم روى عن ابن شهاب، عن سالم بن عبد الله، عن عبد الله بن عمر أنه كان يقول في ذلك مثل قول عائشة ﵂. وروى الأثرين البخاري في الصوم (١٩٩٩) من طريق مالك، به، لكن ذكر لفظ ابن عمر، وأحال عليه لفظ عائشة.
وقال الترمذي (٣/ ١٣٥): إلّا أنّ قومًا من أصحاب النبيّ ﷺ وغيرهم رخّصوا للمتمتع إذا لم يجد هديًا، ولم يصم في العشر أن يصوم أيام التشريق، وبه يقول مالك، والشافعي،
وأحمد، وإسحاق.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 226 من أصل 428 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لم يرخص في أيام التشريق أن يصمن إلا لمن لم يجد الهدي

  • 📜 حديث: لم يرخص في أيام التشريق أن يصمن إلا لمن لم يجد الهدي

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لم يرخص في أيام التشريق أن يصمن إلا لمن لم يجد الهدي

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لم يرخص في أيام التشريق أن يصمن إلا لمن لم يجد الهدي

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لم يرخص في أيام التشريق أن يصمن إلا لمن لم يجد الهدي

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب