حديث: صم وأفطر وقم ونم فإن لجسدك عليك حقا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب النهي عن صوم الدّهر

عن عبد الله بن عمرو بن العاص ﵄، قال: قال لي رسولُ الله ﷺ: «يا عبد الله، ألم أُخبر أنّك تصوم النّهار وتقوم اللّيل؟». فقلت: بلى يا رسول الله! قال: «فلا تفعل، صُمْ وأفطرْ، وقُمْ وَنَمْ؛ فإنَّ لجسدك عليك حقًّا، وإنَّ لعينك عليك حقًّا، وإنَّ لزوجك عليك حقًّا، وإنَّ لزورك عليكَ حقًّا، وإنَّ بحسبك أن تصومَ كلَّ شهر ثلاثة أيام، فإنّ لك بكلِّ حسنة عشر أمثالها -فإذن ذلك صيامُ الدَّهر كلِّه»، فشدّدتُ فشُدِّد عليَّ- قلت: يا رسول الله، إني أجدُ قوّة. قال: «فصُمْ صيامَ نبيِّ الله داود عليه السلام ولا تزدْ عليه». قلتُ: وما كان صيامُ نبيِّ الله داود عليه السلام؟ قال: «نصفَ الدَّهر».
فكان عبد الله يقول بعد ما كبر: يا ليتني قبلتُ رُخصة النبيِّ ﷺ.

متفق عليه: رواه البخاري في الصوم (١٩٧٥)، ومسلم في الصيام (١١٥٩: ١٨٢) كلاهما من حديث يحيى بن أبي كثير، حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن، حدثني عبد الله بن عمرو بن العاص، فذكره.

عن عبد الله بن عمرو بن العاص ﵄، قال: قال لي رسولُ الله ﷺ: «يا عبد الله، ألم أُخبر أنّك تصوم النّهار وتقوم اللّيل؟». فقلت: بلى يا رسول الله! قال: «فلا تفعل، صُمْ وأفطرْ، وقُمْ وَنَمْ؛ فإنَّ لجسدك عليك حقًّا، وإنَّ لعينك عليك حقًّا، وإنَّ لزوجك عليك حقًّا، وإنَّ لزورك عليكَ حقًّا، وإنَّ بحسبك أن تصومَ كلَّ شهر ثلاثة أيام، فإنّ لك بكلِّ حسنة عشر أمثالها -فإذن ذلك صيامُ الدَّهر كلِّه»، فشدّدتُ فشُدِّد عليَّ- قلت: يا رسول الله، إني أجدُ قوّة. قال: «فصُمْ صيامَ نبيِّ الله داود ﵇ ولا تزدْ عليه». قلتُ: وما كان صيامُ نبيِّ الله داود ﵇؟ قال: «نصفَ الدَّهر».
فكان عبد الله يقول بعد ما كبر: يا ليتني قبلتُ رُخصة النبيِّ ﷺ.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث النبوي الشريف:
الحديث: عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، قال: قال لي رسولُ الله ﷺ: «يا عبد الله، ألم أُخبر أنّك تصوم النّهار وتقوم اللّيل؟». فقلت: بلى يا رسول الله! قال: «فلا تفعل، صُمْ وأفطرْ، وقُمْ وَنَمْ؛ فإنَّ لجسدك عليك حقًّا، وإنَّ لعينك عليك حقًّا، وإنَّ لزوجك عليك حقًّا، وإنَّ لزورك عليكَ حقًّا، وإنَّ بحسبك أن تصومَ كلَّ شهر ثلاثة أيام، فإنّ لك بكلِّ حسنة عشر أمثالها -فإذن ذلك صيامُ الدَّهر كلِّه»، فشدّدتُ فشُدِّد عليَّ- قلت: يا رسول الله، إني أجدُ قوّة. قال: «فصُمْ صيامَ نبيِّ الله داود عليه السلام ولا تزدْ عليه». قلتُ: وما كان صيامُ نبيِّ الله داود عليه السلام؟ قال: «نصفَ الدَّهر». فكان عبد الله يقول بعد ما كبر: يا ليتني قبلتُ رُخصة النبيِّ ﷺ.


1. شرح المفردات:


* تصوم النهار وتقوم الليل: أي تواصل الصيام نهارًا وقيام الليل ليلًا دون انقطاع.
* فلا تفعل: نهي عن المبالغة في العبادة بهذه الصورة.
* صم وأفطر، وقم ونم: أمر بالتوسط والاعتدال؛ بأن تصوم بعض الأيام وتفطر أخرى، وتقوم بعض الليل وتنام بقية.
* لجسدك عليك حقًا: حق الراحة والطعام والشراب.
* لعينك عليك حقًا: حق النوم والسكنينة وعدم إتعابها بالسهر الدائم.
* لزوجك عليك حقًا: حق المعاشرة والرفق والإنفاق.
* لزورك عليك حقًا: حق الضيافة وإكرام الضيف وصلة الرحم.
* بحسبك: يكفيك.
* صيام الدهر: صيام السنة كلها.
* فشددت فشدد علي: أي بالغت في طلب زيادة العمل فبالغ النبي ﷺ في توجيهك إلى ما هو أشق.
* صيام نبي الله داود: كان يصوم يومًا ويفطر يومًا.
* نصف الدهر: لأن صوم يوم وإفطار يوم يعادل صوم نصف الأيام.


2. شرح الحديث:


يوجه النبي ﷺ صحابيًا مجتهدًا هو عبد الله بن عمرو بن العاص، الذي كان يريد الإكثار من الطاعة فبالغ فيها، فأخبره النبي ﷺ أنه يصوم النهار كله ويقوم الليل كله دون راحة.
فنهاه النبي ﷺ عن ذلك المنهج الشاق، وأمره بالاعتدال والتوسط في العبادة، لأن الإسلام دين التوازن، فلا إفراط ولا تفريط. ثم بين النبي ﷺ أسباب هذا النهي، وهي حقوق أخرى لا بد من أدائها، وهي:
* حق الجسد: في الراحة والتغذية.
* حق العين: في النوم وعدم إجهادها.
* حق الزوجة: في المعاشرة والاهتمام.
* حق الزائر (الضيف والأهل): في القيام بحقه وإكرامه.
ثم بين له النبي ﷺ أن هناك بديلًا مكافئًا في الأجر وأسهل في الأداء، وهو صيام ثلاثة أيام من كل شهر، حيث إن الحسنة بعشر أمثالها، فيصير أجرها كصيام الشهر كله (30 يومًا)، وبالتالي يصير أجر صيام全年 (12 شهرًا) كصيام الدهر كله.
لكن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنه - وهو شاب قوي النشاط، أراد زيادة العمل، فطلب من النبي ﷺ الإذن له بأكثر من ذلك. فلما رأى النبي ﷺ إصراره على التشديد، شدد عليه وحد له حدًا أقصى لا يجوز تجاوزه، وهو صيام النبي داود عليه السلام، وهو صوم يوم وإفطار يوم، وهو أفضل الصيام. ومع ذلك ندم عبد الله في كبره على عدم قبول الرخصة الأولى الأسهل.


3. الدروس المستفادة منه:


1- التوسط والاعتدال في العبادة: الإسلام دين يرفض الغلو والتطرف، حتى في الطاعة. فخير الأمور أوسطها.
2- مراعاة حقوق الخلق: لا يجوز للعبد أن يشغل نفسه بالعبادة ويضيع حقوق الآخرين، كحق الزوجة والأهل والجسد نفسه.
3- حكمة التشريع الإسلامي: يأمر الإسلام بما فيه صلاح الدنيا والآخرة معًا، فلا تعارض بينهما.
4- الأجر على نية العمل: بيان عظيم فضل الله تعالى، حيث جعل صيام ثلاثة أيام كصيام الدهر كله بمضاعفة الأجر.
5- ندم المفرطين: الندم على تفويت الأيسر والأفضل، فالأفضل هو ما وافق هدي النبي ﷺ ورخصته، وليس ما توهم الإنسان أنه أفضل بمجرد كثرته.
6- مراعاة حال الشخص: أنكر النبي ﷺ على عبد الله فعله لأنه يشق عليه ويضيع الحقوق، بينما أثنى على آخرين يقومون الليل كله لما كانوا يفعلونه دون إضرار بأنفسهم أو تضييع للحقوق.
7- أن صوم يوم وإفطار يوم هو أفضل الصيام النافل بعد صوم داود عليه السلام الذي أقره النبي ﷺ كحد أقصى.


4. معلومات إضافية مفيدة:


* هذا الحديث أصل عظيم في باب الاجتهاد في العبادة وضرورة الاقتصاد فيها وعدم المغالاة.
* يوضح الحديث الفرق بين العبادة المطلوبة التي شرعها الله ورسوله، وبين **العبادة المبتد
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الصوم (١٩٧٥)، ومسلم في الصيام (١١٥٩: ١٨٢) كلاهما من حديث يحيى بن أبي كثير، حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن، حدثني عبد الله بن عمرو بن العاص، فذكره. واللفظ للبخاريّ.
ولفظ مسلم قريب منه، وزاد: «واقرأ القرآن في كلّ شهر». قال: قلت: يا نبي الله، إني أطيق أفضل من ذلك. قال: «فاقرأه في كلِّ عشرين». قال: قلت: يا نبي الله، إني أطيق أفضل من ذلك. قال: «فاقرأه في كلِّ عشر». قال: قلت: يا نبي الله، إني أطيق أفضل من ذلك. قال: «فاقرأه في كلّ سبع ولا تزد على ذلك، فإنّ لزوجك عليك حقًّا، ولزورك عليك حقًّا، ولجسدك عليك حقًّا».
وقوله: «لزورك» الزَّور جمع زائر كركب جمع راكب: أي لضيفك؛ لأنّ من حق الضيف أن تأكل معه، فإذا كنت صائمًا فكيف تأكل معه.
والمعنى العام يشمل الضيف والزّائر، ولكن المقصود هنا منه الضيف الذي ينزل عندك.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 229 من أصل 428 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: صم وأفطر وقم ونم فإن لجسدك عليك حقا

  • 📜 حديث: صم وأفطر وقم ونم فإن لجسدك عليك حقا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: صم وأفطر وقم ونم فإن لجسدك عليك حقا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: صم وأفطر وقم ونم فإن لجسدك عليك حقا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: صم وأفطر وقم ونم فإن لجسدك عليك حقا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب