حديث: أيام التشريق أيام طعم، وذكر الله

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب النّهي عن الصّيام في أيام التّشريق

عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله ﷺ: «أيام التشريق أيام طُعْم، وذكر الله». قال مرة: «أيام أكل وشرب».

حسن: رواه الإمام أحمد (٧١٣٤)، وأبو يعلى (٦٠٢٣).

عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله ﷺ: «أيام التشريق أيام طُعْم، وذكر الله». قال مرة: «أيام أكل وشرب».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث شريف رواه الإمام مسلم في صحيحه عن الصحابي الجليل أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أيام التشريق أيام طُعْم، وذكر الله». وفي رواية أخرى: «أيام أكل وشرب».

أولاً. شرح المفردات:


● أيام التشريق: هي الأيام الثلاثة التي تلي يوم النحر (أي يوم عيد الأضحى)، وهي: اليوم الحادي عشر، والثاني عشر، والثالث عشر من شهر ذي الحجة.
● أيام طُعْم: أي أيام أكل وشرب، والطعم هو الطعام.
● ذكر الله: يشمل التكبير والتهليل والتسبيح والدعاء، وخاصة التكبير المطلق والمقيد في هذه الأيام.

ثانياً. شرح الحديث:


يبيّن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث أن أيام التشريق هي أيام يُشرع فيها للمسلمين الأكل والشرب والتمتع بالطيبات من الرزق، شكراً لله تعالى على نعمه، وابتهاجاً بعيد الأضحى وتوابعه. كما أنها أيام يُكثر فيها من ذكر الله تعالى، وذلك لأنها من أيام الله المعظمة التي أمرنا بإحيائها بالعبادة والذكر.

ثالثاً. الدروس المستفادة:


1- إباحة التمتع بالطعام والشراب في أيام التشريق: فهي أيام فرح وسرور، ويستحب فيها الأكل من الأضاحي والهدي، والتلذذ بما أحل الله من الطيبات، مع مراعاة عدم الإسراف.
2- وجوب إحياء هذه الأيام بذكر الله: فلا ينبغي للمسلم أن ينشغل بالأكل والشرب عن ذكر الله، بل يجمع بين الشكر بالنعمة والشكر بالعبادة.
3- التذكير بأن العبادة لا تنقطع في أيام العيد: فكما أن العيد فرحة، فهو أيضاً وقت للتقرب إلى الله بالذكر والتكبير.
4- بيان سماحة الإسلام: حيث جمع بين المتعة الدنيوية المشروعة والعبادة الروحية، فلا تناقض بين الفرح بالعيد وذكر الله.

رابعاً. معلومات إضافية:


- يستحب التكبير في أيام التشريق، ويكون مقيداً بعد الصلوات المفروضة، وكذلك مطلقاً في كل وقت.
- يشرع للمسلم أن يذكر الله عند الأكل والشرب بتسمية الله في أوله، وحمده في آخره.
- هذه الأيام جزء من شعائر الحج، حيث يقيم الحجاج فيها بمنى ويرمون الجمرات.
نسأل الله تعالى أن يتقبل منا الصيام والقيام، وأن يبلغنا أيام التشريق لنكثر فيها من طاعته وذكره، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الإمام أحمد (٧١٣٤)، وأبو يعلى (٦٠٢٣). وصحّحه ابن حبان (٣٦٠٢)، والطحاوي في شرحه (٤٠١٧) كلّهم من حديث هشيم، أخبرنا عمر بن أبي سلمة، عن أبيه، عن أبي هريرة، فذكره.
وإسناده حسن من أجل الكلام في عمر بن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف الزهري، قاضي المدينة، فقد ضعفه النسائي والجوزجاني. وقال أبو حاتم: هو عندي صالح الحديث. وقال البخاري: صدوق.
وتابعه محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، ولفظه: «أيام من أيام أكل وشرب».
رواه أبو بكر بن أبي شيبة (٤/ ٢١) وعنه ابن ماجه (١٧١٩)، وابن حبان (٣٦٠١) قال: حدّثنا عبد الرحمن بن سليمان، عن محمد بن عمرو، فذكر مثله.
قال البوصيري: إسناده صحيح، ورجاله ثقات.
قال الأعظمي: محمد بن عمرو وهو الليثي فيه كلام يسير لا يضر، ثم هو قد تُوبع.
وفي الباب ما رُوي عن إسماعيل بن محمد بن سعد بن أبي وقاص، عن أبيه، عن جدّه، قال: أمرني رسول الله ﷺ «أن أنادي أيام منى: «إنّها أيامُ أكل وشُرب، فلا صوم فيها - يعني أيام التشريق».
رواه الإمام أحمد (١٤٥٦، ١٥٠٠)، والبزار -كشف الأستار (١٠٦٧) - كلاهما من حديث محمد بن أبي حميد، عن إسماعيل بن محمد بن سعد، بإسناده، مثله.
قال البزار: لا نعلمه عن سعد إلا بهذا الإسناد.
وأورده الهيثمي في: المجمع (٣/ ٢٠٢) وقال: «رواه أحمد، وفي رواية عنده: «يا سعد، قم
فأذن بمنى«فذكر نحوه. ورواه البزار ورجال الجميع رجال الصّحيح».
هكذا قال، ومحمد بن أبي حميد وهو المدني ليس من رجال الصحيح، بل أخرج له الترمذي وابن ماجه فقط، ثم هو ضعيف باتفاق أهل العلم.
وفي الباب أيضًا ما رُوي عن حمزة الأسلمي، أنه رأى رجلًا على جمل آدم ينبع رحال الناس بمنى، ونبي الله ﷺ شاهد، والرجل يقول: «لا تصوموا هذه الأيام، فإنها أيام أكل وشرب».
قال قتادة: فذكر لنا أنّ ذلك المنادي كان بلالًا.
رواه أحمد (١٦٠٣٨)، والطبراني في الكبير (٣/ ١٧٣)، والدارقطني (٢٤٠٨) كلهم من طريق سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن سليمان بن يسار، عن حمزة الأسلمي، فذكره.
قال الدارقطني: قتادة لم يسمع من سليمان بن يسار.
وفي الباب أيضًا عن عبد الله بن حذافة، أنّ النبيّ ﷺ أمره ينادي في أيام التشريق: «إنّها أيام أكل وشرب».
رواه الإمام أحمد (١٥٧٣٥)، والنسائي في الكبرى (٢٨٧٦) كلاهما من حديث عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان الثوري، عن عبد الله بن أبي بكر، وسالم بن النضر، عن سليمان بن يسار، عن عبد الله بن حُذافة، فذكره.
وفيه انقطاع؛ فإنّ سليمان بن يسار لم يدرك عبد الله بن حذافة كما قال الإمام أحمد، ذكره ابن أبي حاتم في «المراسيل» (ص ٨١).
ورُوي أيضًا عن ابن شهاب، أنّ رسول الله ﷺ بعث عبد الله بن حذافة أيام مني يطوف ويقول: «إنّما هي أيام أكل وشرب وذكر الله».
رواه مالك في الحج (١٣٥) عنه مرسلًا - ومن طريقه رواه النسائي في «الكبري» (٢٨٧٩) تحقيق شعيب.
ورواه الإمام أحمد (١٠٦٦٤)، والنسائي في «الكبرى» (٢٨٩٦) كلاهما من حديث روح، حدّثنا صالح، قال: حدّثنا ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، أنّ رسول الله ﷺ بعث عبد الله بن حذافة، يطوف في منى، فذكر الحديث.
قال النسائي: صالح هو ابن أبي الأخضر، وحديثه هذا خطأ، لا نعلم أحدًا قال في هذا: سعيد ابن المسيب غير صالح، وهو كثير الخطأ، ضعيف الحديث في الزّهريّ، ونظيره محمد بن أبي حفصة، وكلاهما ضعيف. وروح بن عبادة ليس بالقوي عندنا».
وقال: وقد روي هذا الحديث يحيى بن سعيد، عن يوسف بن مسعود بن الحكم، عن جدته، أنها قالت: بينا نحن بمني إذ أقبل راكب سمعته ينادي: إنهن أيام أكل وشرب -على عهد رسول الله ﷺ قلت: من هذا؟ قال: علي بن أبي طالب».
قال الأعظمي: قد سبق تخريجه وهو صحيح.
وفي الباب أيضًا عن رجل من أصحاب النبي ﷺ قال: أمر رسول الله ﷺ عبد الله بن حذافة السهميّ أن يركب راحلته أيام مني، فيصيح في الناس: «لا يصومن أحدٌ، فإنها أيام أكل وشرب».
قال: فقد رأيته على راحلته ينادي بذلك.
رواه أحمد (٢١٩٥٠)، والنسائي في «الكبري» (٢٨٨٠)، والطحاوي في «شرحه» (٤٠٣٢) كلهم من حديث عبد الرزاق، قال: أنا معمر، عن الزّهريّ، عن مسعود بن الحكم الأنصاريّ، عن رجل، فذكره.
ورواه الدارقطني (٢٢٩٠) من وجه آخر عن سليمان بن أبي داود الحراني، حدّثنا الزهري وزاد فيه: «إلا محصر أو متمتع لم يجد هديا، ومن لم يصمهن في أيام التشريق فليصمهن».
قال الدارقطني: سليمان بن أبي داود ضعيف.
وقال النسائي: الزهري لم يسمع من مسعود بن الحكم. ثم رواه من طريق الزبيدي، عن الزهري، أنه بلغه أن مسعود بن الحكم كان يخبر بعض علمائهم من أصحاب النبيّ ﷺ: بعث عبد الله بن حذافة يطوف بأهل مني على ناقة حمراء يقول (فذكر الحديث).
وقال الدارقطني: رواه الزبيدي عن الزهري أنه بلغه عن مسعود بن الحكم، عن بعض أصحاب رسول الله ﷺ بهذا ولم يقل فيه: «إلّا محصر أو متمتع».
والحديث مع الانقطاع فيه، فيه اضطراب شديد وقد سبق ذكر بعضه.
وفي الباب ما رُوي أيضًا عن يونس بن شدّاد: أن رسول الله ﷺ نهى عن صوم أيام التشريق.
رواه عبد الله بن أحمد في مسند أيه (١٦٧٠٦)، والبزار -كشف الأستار (١٠٦٨) - كلاهما من حديث أبي موسى العنزي (وهو محمد بن المثني)، قال: حدّثنا محمد بن خالد بن عثمة، قال: حدّثنا سعيد بن بشير، عن قتادة، عن أبي قلابة، عن أبي الشعثاء، عن يونس بن شداد، فذكره.
وأُعلَّ هذا الإسناد بعلل منها ما قاله أبو حاتم:
«هذا إسناد مضطرب، أبو قلابة عن أبي الشعثاء لا يجيء، وذلك الذي يعرف أبو الشعثاء جابر ابن زيد، وأبو قلابة، عن جابر بن زيد يستحيل، ويونس بن شداد لا نعرفه» العلل (١/ ٢٨٣).
وقال البزار: «لا نعلمه أسند يونس بن شداد إلا هذا. ولا نعلم له إسنادًا إلا هذا، ولم يتابع محمد ابن خالد عليه».
وذكره الهيثمي في «مجمع الزوائد» (٣/ ٢٠٣) وقال: وفيه سعيد بن بشير وهو ثقة، لكنه اختلط.
قال الأعظمي: وفيه أيضًا قتادة وهو ابن دعامة السدوسي مدلس، وقد عنعن، ولم يسمع من أبي قلابة كما قال ابن معين وأحمد.
وفي الباب أيضًا ما روي عن أنس بن مالك قال: نهى رسول الله ﷺ عن صوم ستة أيام من
السنة: ثلاثة أيام من التشريق، ويوم الفطر، ويوم الأضحى، ويوم الجمعة مختصة من الأيام.
رواه أبو داود الطيالسي (٢٢١٩) وأبو يعلى في مسنده (٤٠٠٠) كلاهما من حديث الربيع، عن يزيد الرقاشي، عن أنس، واللفظ لأبي داود، واقتصر أبو يعلى على أيام التشريق.
وإسناده ضعيف من أجل يزيد الرقاشي، وهو يزيد بن أبان القاص ضعيف عند جمهور أهل العلم.
ورواه أبو يعلى (٢٩١٣) من وجه آخر عن محمد بن خالد الطحان، عن أبيه، عن سعيد، عن قتادة، عن أنس، فذكره. وابن الطحان ضعيف أيضًا.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 225 من أصل 428 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أيام التشريق أيام طعم، وذكر الله

  • 📜 حديث: أيام التشريق أيام طعم، وذكر الله

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أيام التشريق أيام طعم، وذكر الله

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أيام التشريق أيام طعم، وذكر الله

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أيام التشريق أيام طعم، وذكر الله

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب