حديث: من لا يفطر نهارًا ولا يصوم ليلًا: لا صام ولا أفطر

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب النهي عن صوم الدّهر

عن عمران بن حُصين، أنّ رسول الله ﷺ قيل له: إنّ فلانًا لا يُفطر نهارًا الدّهر إلّا ليلًا، فقال رسول الله ﷺ: «لا صام ولا أفطر».

صحيح: رواه النسائي (٢٣٧٩)، والإمام أحمد (١٩٨٢٥)، وصحّحه ابن خزيمة (٢١٢٥)، والحاكم (١/ ٤٣٥) كلّهم من طرق عن إسماعيل ابن علية، عن الجريري، عن أبي العلاء، عن
مطرف، عن عمران بن حصين، فذكر الحديث.

عن عمران بن حُصين، أنّ رسول الله ﷺ قيل له: إنّ فلانًا لا يُفطر نهارًا الدّهر إلّا ليلًا، فقال رسول الله ﷺ: «لا صام ولا أفطر».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث الذي سألت عنه حديث عظيم، رواه الإمام أحمد في مسنده، والنسائي في سننه، وغيرهم، عن الصحابي الجليل عمران بن حصين رضي الله عنه، وهو حديث صحيح.

أولاً. شرح مفردات الحديث:


● عمران بن حصين: صحابي جليل، من كبار فقهاء الصحابة.
● قيل له: أي قيل للنبي صلى الله عليه وسلم.
● فلانًا: في بعض الروايات أن اسمه "قيس بن صرمة" أو غيره، والمهم هو وصف حاله.
● لا يُفطر نهارًا الدَّهْرِ إلّا ليلًا: أي أنه يصوم النهار كله، ولا يأكل إلا في الليل، فهو يصوم دائمًا ولا يفطر أبدًا.
● لا صام ولا أفطر: كلمة قالها النبي صلى الله عليه وسلم لبيان حال هذا الرجل.

ثانيًا. شرح الحديث:


يخبرنا الصحابي عمران بن حصين رضي الله عنه أن أناسًا جاءوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأخبروه عن رجل قد بالغ في العبادة، فجعل يصوم كل يوم ولا يفطر أبدًا، أي أنه جعل الصوم ديدنه ودأبه، لا يتركه أبدًا.
فردَّ عليه الصلاة والسلام بهذه الكلمة الموجزة البليغة التي تحمل حكماً عظيماً: «لا صام ولا أفطر».
وهذا الرد النبوي الكريم يحمل معنيين عظيمين:
1- التنبيه على مخالفة السنة: شرع الله لنا الصيام أياماً معينة كرمضان، وندبنا إلى صيام أيام أخرى كالإثنين والخميس وأيام البيض، وحرم علينا صيام أيام كعيد الفطر وعيد الأضحى. من ترك هذا التقسيم الحكيم وجعل الصوم دائمًا بدون توقف، فقد خالف السنة والهدي النبوي، فكأنه لم يصم الصوم المشروع المقبول.
2- بيان أن العبادة لا تكون بالمبالغة والغلو: الدين الإسلامي دين يسر ووسطية، لا غلو فيه ولا تفريط. من شق على نفسه وكلفها ما لا تطيق، فقد خرج عن روح الشريعة التي جاءت برفع الحرج والمشقة. فصيام الدهر كله مشقة عظيمة على النفس، وقد تنفر من العبادة بعد ذلك، أو تضعف عن القيام بواجبات أخرى.
فقوله صلى الله عليه وسلم «لا صام» يعني: لم يحقق الصوم المشروع المقبول عند الله لأنه خالف الهدي النبوي.
وقوله «ولا أفطر» يعني: ولم يأخذ بالرخصة التي شرعها الله له من الفطر في الأيام التي لا يصوم فيها، فلم ينل أجر المتقين الذين يتبعون السنة ويتركون الغلو.

ثالثًا. الدروس المستفادة من الحديث:


1- وجوب اتباع السنة وترك الابتداع: أعظم الأعمال هي ما وافق هدي النبي صلى الله عليه وسلم. فالعبرة ليست بكثرة العمل، ولكن بإخلاصه وصحته وموافقته للسنة.
2- ذم الغلو في الدين: يحذر الحديث من الغلو والتشدد في العبادة، وهو من أهم مبادئ الإسلام. قال تعالى: {يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ} [البقرة: 185].
3- التوسط والاعتدال في العبادة: خير الأمور أوسطها. فالمسلم يعبد ربه بما شرع، من غير إفراط ولا تفريط، حتى تدوم عبادته وينال القبول.
4- رحمة الإسلام ويسره: جاء الإسلام برفع الحرج وعدم تكليف النفس فوق طاقتها، حفظاً للصحة والقدرة على مواصلة الطاعة.

رابعًا. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث أصل عظيم من أصول الدين، يرد به على كل من غلا في الدين وتشدد وتكلف ما لم يأذن به الله.
- هناك أحاديث أخرى تؤكد هذا المعنى، مثل قوله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ الدِّينَ يُسْرٌ، وَلَنْ يُشَادَّ الدِّينَ أَحَدٌ إِلَّا غَلَبَهُ» (رواه البخاري)، أي أن الدين يسر، ومن شاد الدين (أي غلا فيه وتشدد) غلبه الدين وانقطع.
- النهي عن صوم الدهر ورد في أحاديث أخرى صريحة، منها قوله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ صَامَ الدَّهْرَ ضُيِّقَتْ عَلَيْهِ جَهَنَّمُ» (رواه الطبراني وهو حسن)، وقوله: «لا صَامَ مَنْ صَامَ الأَبَدَ» (رواه مسلم).
نسأل الله أن يرزقنا الفقه في الدين، والاتباع لسنة سيد المرسلين، وأن يجنبنا الغلو والتفريط.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه النسائي (٢٣٧٩)، والإمام أحمد (١٩٨٢٥)، وصحّحه ابن خزيمة (٢١٢٥)، والحاكم (١/ ٤٣٥) كلّهم من طرق عن إسماعيل ابن علية، عن الجريري، عن أبي العلاء، عن
مطرف، عن عمران بن حصين، فذكر الحديث. ورواه ابن حبان (٣٥٨٢) من وجه آخر عن الجريري.
والجريري هو سعيد بن إياس اختلط بآخره، وكان إسماعيل ابن علية ممن سمع منه قبل الاختلاط، وتابعه على ذلك غيره.
وقال الحاكم: «صحيح على شرط الشيخين».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 232 من أصل 428 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من لا يفطر نهارًا ولا يصوم ليلًا: لا صام ولا أفطر

  • 📜 حديث: من لا يفطر نهارًا ولا يصوم ليلًا: لا صام ولا أفطر

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من لا يفطر نهارًا ولا يصوم ليلًا: لا صام ولا أفطر

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من لا يفطر نهارًا ولا يصوم ليلًا: لا صام ولا أفطر

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من لا يفطر نهارًا ولا يصوم ليلًا: لا صام ولا أفطر

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, December 18, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب