حديث: صم وأفطر وقم ونم فإن لعينك عليك حظًا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب النهي عن صوم الدّهر

وعن عبد الله بن عمرو، قال: بلغ النبيَّ ﷺ أني أسرد الصّوم، وأصلي الليل فإما أرسل إليَّ وإما لقيته، فقال: «ألم أُخبر أنّك تصوم ولا تفطر وتصلي؟ فصمْ وأفطر،
وقمْ ونم، فإنّ لعينك عليك حظًا، وإنّ لنفسك وأهلك عليك حظًا». قال: إني لأقوى لذلك. قال: «فصم صيام داود عليه السلام». قال: وكيف؟ قال: «كان يصوم يومًا، ويفطر يومًا ولا يفر إذا لاقي». قال: من لي بهذه يا نبي الله؟ .
قال عطاء: لا أدري، كيف ذكر صيام الأبد. قال النبيّ ﷺ: «لا أفضل من ذلك».

متفق عليه: رواه البخاري في الصوم (١٩٧٧)، ومسلم في الصيام (١١٥٩: ١٨٦) كلاهما من حديث ابن جريج، سمعت عطاء أنّ أبا العباس الشاعر، أخبره أنه سمع عبد الله بن عمرو بن العاص يقول (فذكره).

وعن عبد الله بن عمرو، قال: بلغ النبيَّ ﷺ أني أسرد الصّوم، وأصلي الليل فإما أرسل إليَّ وإما لقيته، فقال: «ألم أُخبر أنّك تصوم ولا تفطر وتصلي؟ فصمْ وأفطر،
وقمْ ونم، فإنّ لعينك عليك حظًا، وإنّ لنفسك وأهلك عليك حظًا». قال: إني لأقوى لذلك. قال: «فصم صيام داود ﵇». قال: وكيف؟ قال: «كان يصوم يومًا، ويفطر يومًا ولا يفر إذا لاقي». قال: من لي بهذه يا نبي الله؟ .
قال عطاء: لا أدري، كيف ذكر صيام الأبد. قال النبيّ ﷺ: «لا أفضل من ذلك».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث النبوي الشريف الذي رواه عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما:

نص الحديث:


عن عبد الله بن عمرو، قال: بلغ النبيَّ ﷺ أني أسرد الصّوم، وأصلي الليل فإما أرسل إليَّ وإما لقيته، فقال: «ألم أُخبر أنّك تصوم ولا تفطر وتصلي؟ فصمْ وأفطر، وقمْ ونم، فإنّ لعينك عليك حظًا، وإنّ لنفسك وأهلك عليك حظًا». قال: إني لأقوى لذلك. قال: «فصم صيام داود عليه السلام». قال: وكيف؟ قال: «كان يصوم يومًا، ويفطر يومًا ولا يفر إذا لاقي». قال: من لي بهذه يا نبي الله؟ . قال عطاء: لا أدري، كيف ذكر صيام الأبد. قال النبيّ ﷺ: «لا أفضل من ذلك».

شرح المفردات:


● أسرد الصوم: أي أداوم على الصوم متتابعًا دون انقطاع.
● أصلي الليل: أي أصلي قيام الليل كله أو معظمه.
● فإما أرسل إليَّ وإما لقيته: أي إما أن النبي صلى الله عليه وسلم أرسل إليَّ يدعوني، أو أني لقِيته فكلمني.
● لا تفر إذا لاقى: أي لا يهرب من القتال إذا لاقى العدو، وهو كناية عن القوة والنشاط.
● من لي بهذه: أي من يعطيني القوة على ذلك أو كيف أستطيع ذلك.
● صيام الأبد: أي الصوم الدائم الذي لا انقطاع فيه.

شرح الحديث:


كان عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما شابًا قويًا نشيطًا، فأراد أن يجتهد في العبادة اجتهادًا كبيرًا، فكان يصوم كل يوم ويقوم كل ليلة، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم، فدعاه ونصحه بأن الاعتدال في العبادة أفضل من الإفراط فيها، حتى لو كان الإنسان قادرًا على ذلك.
فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: «ألم أُخبر أنّك تصوم ولا تفطر وتصلي؟» أي أنك تصوم دائمًا ولا تفطر، وتصلي الليل كله، ثم أرشده إلى الاعتدال فقال: «فصم وأفطر، وقم ونم» أي صم بعض الأيام وأفطر بعضها، وقم بعض الليل ونم بعضه.
ثم بين له الحكمة من ذلك فقال: «فإنّ لعينك عليك حظًا» أي أن لعينك حقًا في النوم والراحة، «وإنّ لنفسك وأهلك عليك حظًا» أي أن لنفسك حقًا في الراحة، ولأهلك حقًا في أن تخدمهم وتقضي حوائجهم.
فلما رأى النبي صلى الله عليه وسلم أن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما مصر على زيادة العبادة، وقال: «إني لأقوى لذلك» أي أنا قوي على الاستمرار في الصوم والقيام، دلّه على أفضل أنواع الصوم بعد الفريضة، وهو صوم النبي داود عليه السلام، الذي كان يصوم يومًا ويفطر يومًا.
وهذا الصوم يسمى صوم الدهر، لأنه يصوم نصف الأيام، وهو أفضل الصيام لأنه يجمع بين العبادة والراحة، فلا يمل الإنسان ولا يترك العبادة.
ثم بين النبي صلى الله عليه وسلم أن داود عليه السلام كان مع هذا الصوم قويًا نشيطًا، لا يفر من القتال إذا لاقى العدو، مما يدل على أن هذه العبادة لا تضعف البدن ولا توهنه.
فلما سمع عبد الله بن عمرو ذلك، قال: «من لي بهذه يا نبي الله؟» أي من يعطيني القوة على ذلك، أو كيف أستطيع ذلك، فأخبره النبي صلى الله عليه وسلم أن لا صوم أفضل من ذلك.

الدروس المستفادة من الحديث:


1- الاعتدال في العبادة: الإسلام دين الاعتدال، فلا إفراط ولا تفريط، فخير الأمور أوسطها.
2- مراعاة حقوق البدن والأهل: للبدن حق في الراحة، وللأهل حق في الصحبة والخدمة، فلا يجوز للإنسان أن يشغل نفسه بالعبادة حتى يضيع حقوق الآخرين.
3- استشارة العلماء في العبادة: ينبغي للمسلم إذا أراد أن يجتهد في العبادة أن يستشير العلماء ليدلوه على الأفضل، كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم مع عبد الله بن عمرو.
4- صوم يوم وإفطار يوم أفضل الصيام: وهو صوم داود عليه السلام، وهو أفضل الصيام بعد الفريضة لأنه يجمع بين العبادة والراحة.
5- القوة والنشاط في العبادة: ينبغي للمسلم أن يختار من العبادات ما لا يضعف بدنه ولا يمنعه من القيام بواجباته الأخرى.

فوائد إضافية:


- الحديث يدل على أن العبادة إذا كانت تؤدي إلى ضياع حقوق الآخرين أو إهمال الواجبات، فإنها تكون مذمومة.
- كما يدل على أن المشقة في العبادة إذا كانت تؤدي إلى الملل أو الضعف، فإنها غير مرغوبة.
- وفيه أيضًا أن صوم يوم وإفطار يوم هو أفضل الصيام النافلة، وهو الذي كان يفعله داود عليه السلام.
والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الصوم (١٩٧٧)، ومسلم في الصيام (١١٥٩: ١٨٦) كلاهما من حديث ابن جريج، سمعت عطاء أنّ أبا العباس الشاعر، أخبره أنه سمع عبد الله بن عمرو بن العاص يقول (فذكره).
وفي الحديث كما قال الخطابي: إنّ الله تعالى لم يتعبّد عبده بالصوم خاصة، بل تعبده بأنواع من العبادات، فلو استفرغ جهده لقصر في غيره، فالأولى الاقتصاد فيه ليتبقي بعض القوة لغيره، وقد أشير إلى ذلك بقوله ﵊ في داود عليه السلام: «وكان لا يفرّ إذا لاقي» لأنه كان يتقوّى بالفطر لأجل الجهاده. ذكره الحافظ في «الفتح».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 228 من أصل 428 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: صم وأفطر وقم ونم فإن لعينك عليك حظًا

  • 📜 حديث: صم وأفطر وقم ونم فإن لعينك عليك حظًا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: صم وأفطر وقم ونم فإن لعينك عليك حظًا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: صم وأفطر وقم ونم فإن لعينك عليك حظًا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: صم وأفطر وقم ونم فإن لعينك عليك حظًا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب