حديث: نهي النبي ﷺ عن صيام يوم الجمعة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب النهي عن صيام يوم الجمعة منفردًا

وعن أبي هريرة، قال -وهو يطوف بالبيت-: وربِّ الكعبة، ما أنا نهيتُ عن صيام يوم الجمعة، محمد ﷺ وربّ الكعبة - نهي عنها.

صحيح: رواه الإمام أحمد (٧٢٨٨)، وعبد الرزاق (٧٨٠٧) وعنه أحمد أيضًا (٧٨٣٩)، وصحّحه ابن خزيمة (٢١٥٧)، وابن حبان (٣٦٠٩) كلّهم من طريق عمرو بن دينار، أخبرني يحيى ابن جعدة، أنه سمع عبد الله بن عمرو القاري، قال: سمعت أبا هريرة، يقول (فذكر الحديث).

وعن أبي هريرة، قال -وهو يطوف بالبيت-: وربِّ الكعبة، ما أنا نهيتُ عن صيام يوم الجمعة، محمد ﷺ وربّ الكعبة - نهي عنها.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح الحديث الوارد عن الصحابي الجليل أبي هريرة رضي الله عنه:

نص الحديث:


عن أبي هريرة، قال -وهو يطوف بالبيت-: "وربِّ الكعبة، ما أنا نهيتُ عن صيام يوم الجمعة، محمد ﷺ وربّ الكعبة - نهي عنها".

شرح المفردات:


● يطوف بالبيت: أي يدور حول الكعبة المشرفة في مناسك الحج أو العمرة.
● ورب الكعبة: قَسَمٌ يؤكِّد به أبو هريرة على صحة ما يقول، والمراد بالرب هنا الله تعالى، والكعبة بيت الله المعظّم.
● نهيتُ: أي أنا الذي منعت أو حرَّمت.
● نهي عنها: أي أن النبي ﷺ هو الذي نهى عن صيام يوم الجمعة منفردًا.

شرح الحديث:


كان أبو هريرة رضي الله عنه يطوف حول الكعبة، فسمع بعض الناس يروي عنه أنه نهى عن صيام يوم الجمعة، فأراد أن يبيِّن الخطأ في هذه الرواية، فقسم برب الكعبة (وهو الله تعالى) مؤكدًا أن النبي ﷺ هو الذي نهى عن صيام يوم الجمعة منفردًا دون أن يقترن بيوم قبله أو بعده، وليس أبو هريرة هو الذي نهى عن ذلك من تلقاء نفسه.
والنهي عن صيام يوم الجمعة منفردًا جاء في أحاديث أخرى صحيحة، منها قول النبي ﷺ: "لا تَصُومُوا يَوْمَ الجُمُعَةِ إِلَّا أَنْ تَصُومُوا قَبْلَهُ يَوْمًا أَوْ بَعْدَهُ يَوْمًا" (رواه البخاري ومسلم). وهذا النهي للكراهة التنزيهية وليس للتحريم، إلا إذا قصد الإنسان صيامه alone معتقدًا فضلاً خاصًّا به من غير دليل، فيكون مكروهًا كراهة تحريم.

الدروس المستفادة:


1- دقة الصحابة في نقل السنة: حرص أبي هريرة على توضيح أن النهي من النبي ﷺ وليس منه، يدل على حرص الصحابة على الدقة في نقل الأحاديث وعدم نسبتها إلى أنفسهم.
2- التأكيد بالأيمان: sometimes كان الصحابة يقسمون لأجل تأكيد صحة الحديث وتوضيحه، خاصة إذا كان هناك لبس أو خطأ في النقل.
3- النهي عن صيام يوم الجمعة منفردًا: يستفاد من الحديث النهي عن إفراد يوم الجمعة بالصوم، إلا إذا صام الشخص يومًا قبله أو بعده، وذلك لأنه يوم عيد للمسلمين، ويستحب فيه الأكل والشرب والتجمّل.
4- احترام قدسية المكان: Abu Hurayra كان يطوف بالكعبة عندما نطق بهذا القول، مما يدل على استشعار عظمة المكان والمناسبة.

معلومات إضافية:


- صيام يوم الجمعة منفردًا مكروه عند جمهور العلماء (الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة)، إلا إذا وافق عادةً للشخص (كأن يكون يصوم يومًا معينًا كل أسبوع فوافق الجمعة) أو وافق يوم عرفة أو عاشوراء، فلا كراهة حينئذ.
- يجوز صيام الجمعة إذا صام الشخص الخميس أو السبت معه، لقوله ﷺ: "إلا أن تصوموا يومًا قبله أو يومًا بعده".
أسأل الله تعالى أن يفقهنا في الدين، ويجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الإمام أحمد (٧٢٨٨)، وعبد الرزاق (٧٨٠٧) وعنه أحمد أيضًا (٧٨٣٩)، وصحّحه ابن خزيمة (٢١٥٧)، وابن حبان (٣٦٠٩) كلّهم من طريق عمرو بن دينار، أخبرني يحيى ابن جعدة، أنه سمع عبد الله بن عمرو القاري، قال: سمعت أبا هريرة، يقول (فذكر الحديث).
ثم يقول عمرو (يعني ابن دينار): «إذا أفرد». ومنهم من زاد: «من أصبح جنبًا فلا يصوم».
وإسناده حسن؛ فإنّ عبد الله بن عمرو وهو ابن عبد القاري، وهو من رجال مسلم، ولكن لم يوثقه غير ابن حبان كما في بعض نسخ «الثقات»؛ ولذا قال فيه الحافظ: «مقبول» أي إذا توبع، وقد توبع.
تابعه محمد بن جعفر المخزومي، قال: لقي أبا هريرة رجلٌ -وهو يطوف بالبيت-، فقال: يا أبا هريرة، أنتَ نهيتَ النّاس عن صوم الجمعة؟ قال: لا، وربَّ الكعبة، ولكن رسول الله ﷺ نهي عنه.
رواه أحمد (٩٠٩٧) عن يونس، حدّثنا المستور -يعني ابن عباد-، حدّثنا محمد بن جعفر المخزومي، فذكره.
وهذا إسناد صحيح، محمد بن جعفر منسوب إلى جده، وهو محمد بن عباد بن جعفر بن رفاعة
المخزومي من رجال الجماعة.
والمستور -ويقال: المستورد- ابن عباد الهنائي، ثقة أخرج له النسائي.
وعبد الله بن عمرو القاري أخطأ البعض، فسمّاه عبد الرحمن بن عمرو القاري، والصواب ما أثبتناه.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 246 من أصل 428 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: نهي النبي ﷺ عن صيام يوم الجمعة

  • 📜 حديث: نهي النبي ﷺ عن صيام يوم الجمعة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: نهي النبي ﷺ عن صيام يوم الجمعة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: نهي النبي ﷺ عن صيام يوم الجمعة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: نهي النبي ﷺ عن صيام يوم الجمعة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب