حديث: كان أهل اليمن يحجون ولا يتزودون، ويقولون: نحن المتوكلون

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب أخذ الزّاد في الحجّ والعمرة

عن ابن عباس، قال: كان أهلُ اليمن يحجّون ولا يتزوّدون، ويقولون: نحن المتوكِّلون، فإذا قدموا مكّة سألوا النّاس، فأنزل الله تعالى: ﴿وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى﴾.

صحيح: رواه البخاريّ في الحجّ (١٥٢٣) عن يحيى بن بشر، حدّثنا شبابة، عن ورْقاء، عن عمرو بن دينار، عن عكرمة، عن ابن عباس، فذكره.

عن ابن عباس، قال: كان أهلُ اليمن يحجّون ولا يتزوّدون، ويقولون: نحن المتوكِّلون، فإذا قدموا مكّة سألوا النّاس، فأنزل الله تعالى: ﴿وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى﴾.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
الحديث:
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان أهلُ اليمن يحجّون ولا يتزوّدون، ويقولون: نحن المتوكِّلون، فإذا قدموا مكّة سألوا النّاس، فأنزل الله تعالى: ﴿وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى﴾.
(رواه البخاري في صحيحه)


1. شرح المفردات:


● يحجون: يقصدون بيت الله لأداء فريضة الحج.
● لا يتزودون: لا يأخذون معهم زادًا (طعامًا أو مالًا) للسفر.
● المتوكِّلون: الذين يعتمدون على الله تعالى في جميع أمورهم.
● سألوا الناس: طلبوا من الناس المعونة والصدقة.
● خير الزاد التقوى: أفضل ما يتزود به المرء تقوى الله.


2. شرح الحديث:


كان بعض أهل اليمن يسافرون للحج دون أن يأخذوا معهم زادًا يكفيهم للطريق، relying solely on the idea that التوكل على الله يعني عدم الأخذ بالأسباب. وكانوا يظنون أن هذا من كمال التوكل، فإذا وصلوا إلى مكة وجدوا أنفسهم محتاجين، فاضطروا إلى سؤال الناس والاستجداء منهم. فنزلت الآية الكريمة: ﴿وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى﴾ (سورة البقرة: 197) لتصحيح هذا الفهم الخاطئ للتوكل.
فالآية تأمر الحجاج – وكل مسلم – بأن يتزودوا للرحلة بما يكفيهم من طعام ومال، مع التأكيد أن أفضل زاد هو تقوى الله، وهي الخوف منه واتباع أوامره واجتناب نواهيه.


3. الدروس المستفادة:


1- التوكل الصحيح لا ينافي الأخذ بالأسباب: التوكل على الله لا يعني ترك الأسباب المشروعة، بل يجمع بين الاعتماد على الله والأخذ بالأسباب. فالنبي صلى الله عليه وسلم قال: "اعقلها وتوكل" (رواه الترمذي)، أي خذ بالأسباب ثم توكل على الله.
2- الاعتماد على الناس مذموم: سؤال الناس بدون حاجة حقيقية منهي عنه، وقد جاء في الحديث: "لا تزال المسألة بأحدكم حتى يلقى الله وليس في وجهه مزعة لحم" (متفق عليه). فالآية نزلت لتحذر من هذا السلوك.
3- التقوى هي أساس النجاح: ختمت الآية بالتقوى لتذكيرنا أن الزاد الحقيقي الذي ينفع في الدنيا والآخرة هو تقوى الله، فمن اتقى الله كفاه أمر دنياه وآخرته.
4- تصحيح المفاهيم الخاطئة في العبادة: بعض الناس قد يفسرون العبادة تفسيرًا خاطئًا يؤدي إلى مخالفة الشرع، كمن يترك العمل ويتكاسل ويسمي ذلك توكلًا، وهذا خطأ. فالشرع يحث على الجمع بين التوكل والأخذ بالأسباب.


4. معلومات إضافية:


- هذا الحديث من الأحاديث التي تبين سبب نزول الآية، وهو ما يعرف بعلم "أسباب النزول"، وهو مهم لفهم القرآن فهمًا صحيحًا.
- الآية وردت في سياق آيات الحج، مما يدل على أن الشرع يهتم بتفاصيل حياة المسلم حتى في أسفاره وعباداته.
- التوكل على الله من أعظم العبادات، ولكن يجب أن يكون وفق فهم صحيح لا يتعارض مع الأخذ بالأسباب المشروعة.
أسأل الله أن يرزقنا التقوى والاعتماد عليه حق الاعتماد، وأن يوفقنا لفهم ديننا فهمًا صحيحًا.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الحجّ (١٥٢٣) عن يحيى بن بشر، حدّثنا شبابة، عن ورْقاء، عن عمرو بن دينار، عن عكرمة، عن ابن عباس، فذكره.
وأمّا ما ورد من تفسير قوله تعالى: ﴿وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ﴾ [سورة آل عمران: ٩٧] بأنّه الزاد والراحلة من حديث ابن عمر، وعائشة، وأنس وغيرهم فإنها كلها ضعيفة، والصحيح أنه من قول عمر، وابن عباس، ومرسل الحسن البصريّ. انظر «المنة الكبرى» (٣/ ٤٦٩).
قال البيهقيّ في «السنن الكبرى»: «ويُروي فيه أحاديث لا يصح شيء منها، وحديث إبراهيم بن يزيد أشهرها، وقد أكّدناه بالذي رواه الحسن البصريّ وإن كان منقطعًا».
وحديث إبراهيم بن يزيد هو ما رواه الترمذي (٢٩٩٨)، وابن ماجه (٢٨٩٦)، والبيهقي (٥/ ٢٢٤ - ٢٢٥) وغيرهم من طرق عن إبراهيم بن يزيد الخوزيّ، عن محمد بن عباد المخزومي، عن ابن عمر، سمع من النبيّ ﷺ قال: ﴿مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا﴾ الزاد والراحلة».
قال الترمذيّ: «هذا حديث حسن، وإبراهيم بن يزيد الخوزي تكلم فيه بعض أهل العلم من قبل حفظه».
قال الأعظمي: بل إسناده ضعيف جدًا؛ فإنّ إبراهيم بن يزيد الخوريّ ضعيف باتفاق أهل العلم، وفي التقريب»متروك الحديث».
وانظر للمزيد: المنة الكبرى (٣/ ٤٦٨ - ٤٧٣) فقد خرجت فيه هذه الأحاديث تخريجًا علميًّا بالتفصيل.
وأمّا وجود الزاد والراحلة وضروريات السّفر فهذا لا خلاف بين أهل العلم في إيجاب الحج، فمن لم يجد الزاد والراحلة وضروريات السفر فلا يجب عليه الحج باتفاق.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 35 من أصل 689 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: كان أهل اليمن يحجون ولا يتزودون، ويقولون: نحن المتوكلون

  • 📜 حديث: كان أهل اليمن يحجون ولا يتزودون، ويقولون: نحن المتوكلون

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: كان أهل اليمن يحجون ولا يتزودون، ويقولون: نحن المتوكلون

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: كان أهل اليمن يحجون ولا يتزودون، ويقولون: نحن المتوكلون

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: كان أهل اليمن يحجون ولا يتزودون، ويقولون: نحن المتوكلون

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب