حديث: الْعُمْرَةُ إِلَى الْعُمْرَةِ كَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُمَا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في فضل الحج

عن أبي هريرة، أنّ رسول الله ﷺ قال: «الْعُمْرَةُ إِلَى الْعُمْرَةِ كَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُمَا، وَالْحَجَّ الْمَبْرُورُ لَيْسَ لَهُ جَزَاءٌ إِلَّا الْجَنَّةُ».

متفق عليه: رواه مالك في الحج (٦٥) عن سُمي مولى أبي بكر بن عبد الرحمن، عن أبي صالح
السّمان، عن أبي هريرة، به.

عن أبي هريرة، أنّ رسول الله ﷺ قال: «الْعُمْرَةُ إِلَى الْعُمْرَةِ كَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُمَا، وَالْحَجَّ الْمَبْرُورُ لَيْسَ لَهُ جَزَاءٌ إِلَّا الْجَنَّةُ».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث الشريف الذي رواه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله ﷺ قال: «الْعُمْرَةُ إِلَى الْعُمْرَةِ كَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُمَا، وَالْحَجَّ الْمَبْرُورُ لَيْسَ لَهُ جَزَاءٌ إِلَّا الْجَنَّةُ».

أولاً. شرح المفردات:


● الْعُمْرَةُ: هي نسك يتكون من الإحرام والطواف بالكعبة والسعي بين الصفا والمروة والحلق أو التقصير.
● إِلَى الْعُمْرَةِ: أي العمرة التي تليها.
● كَفَّارَةٌ: تكفر وتُذهب الذنوب والسيئات.
● لِمَا بَيْنَهُمَا: للذنوب والخطايا التي وقعت بين العمرتين.
● الْحَجَّ الْمَبْرُورُ: الحج المقبول الذي أدّي على الوجه الأكمل، خالصًا لله، متبعًا فيه سنة النبي ﷺ، خاليًا من الإثم والرفث والفسوق.
● لَيْسَ لَهُ جَزَاءٌ: ليس له ثواب أو مكافأة.
● إِلَّا الْجَنَّةُ: أي ثوابه الوحيد هو الجنة، وهذا يدل على عظم أجره.

ثانيًا. شرح الحديث:


يبيّن النبي ﷺ في هذا الحديث فضيلتين عظيمتين:
1- فضيلة العمرة المتكررة: فالعمرة التي يؤديها المسلم ثم يعقبها بعمرة أخرى تكون كفارة للذنوب التي ارتكبها في الفترة الزمنية الفاصلة بينهما. وهذا يشمل الصغائر من الذنوب، أما الكبائر فلا تكفرها الأعمال الصالحة إلا بالتوبة النصوح، كما هو مقرر في عقيدة أهل السنة والجماعة. وهذا الفضل العظيم يحفز المسلم على المداومة على أداء العمرة، وجعلها دائمة في حياته، لينال هذا الثواب الجزيل ويتطهر من ذنوبه.
2- فضيلة الحج المبرور: وهو أعلى أنواع الحج وأكملها. و"المبرور" هو الذي:
- قُبل من صاحبه.
- أُديّت مناسكه على الوجه الصحيح كما شرع الله ورسوله.
- كان خالصًا لوجه الله تعالى، خاليًا من الرياء والسمعة.
- كان خاليًا من الآثام والمعاصي والجدال والفسوق.
- كان من مال حلال طيب.
- كان متبوعًا بالإحسان إلى الناس والرفق بهم.
وجزاء هذا الحج العظيم هو الجنة، ولا جزاء آخر يعادله، مما يدل على عِظم شأنه وعلو منزلته عند الله تعالى.

ثالثًا. الدروس المستفادة والعبر:


1- التكفير المستمر للذنوب: الإسلام يشرع للمسلم أبوابًا متعددة لتكفير ذنوبه وزيادة حسناته، ومنها المداومة على العمرة.
2- الحث على كثرة النوافل: العمرة نافلة (غير فرض)، وهذا يدل على فضل الإكثار من النوافل والتقرب إلى الله بها.
3- بيان عظم أجر الحج: الحج المبرور من أفضل الأعمال وأعظمها ثوابًا، وهو سبب لدخول الجنة.
4- ربط الأعمال بالأخلاق: اشتراط أن يكون الحج "مبرورًا" يربط بين أداء الشعائر والتخلق بالأخلاق الحسنة، فليس المقصود مجرد أداء الأفعال الجسدية فحسب.
5- التيسير على الأمة: تكفير الذنوب بين العمرتين تيسير من الله ورحمة بعباده، ليجدوا سبيلاً للتوبة والتطهر الدائم.

رابعًا. معلومات إضافية مفيدة:


- يستحب للمسلم أن يؤدي العمرة في أي وقت من السنة، ولكن أفضل أوقاتها في شهر رمضان، لقول النبي ﷺ: «عمرة في رمضان تعدل حجة» (متفق عليه).
- يستحب المبادرة إلى أداء فريضة الحج مرة في العمر على الفور لمن استطاع، ولا يجوز تأخيرها.
- على المسلم أن يحرص على أن يكون حجه مبرورًا، بالإخلاص والمتابعة وحسن الخلق، وأن يحذر من الرفث والفسوق والجدال.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مالك في الحج (٦٥) عن سُمي مولى أبي بكر بن عبد الرحمن، عن أبي صالح
السّمان، عن أبي هريرة، به.
ورواه البخاريّ في العمرة (١٧٧٣)، ومسلم في الحج (١٣٤٩) كلاهما من طريق مالك، به، مثله.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 14 من أصل 689 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: الْعُمْرَةُ إِلَى الْعُمْرَةِ كَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُمَا

  • 📜 حديث: الْعُمْرَةُ إِلَى الْعُمْرَةِ كَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُمَا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: الْعُمْرَةُ إِلَى الْعُمْرَةِ كَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُمَا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: الْعُمْرَةُ إِلَى الْعُمْرَةِ كَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُمَا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: الْعُمْرَةُ إِلَى الْعُمْرَةِ كَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُمَا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب