حديث: من أراد الحج فليتعجل فإنه قد يمرض المريض

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب تعجيل الحجّ لمن قدر عليه

عن عبد الله بن عباس، قال: قال رسول الله ﷺ: «من أراد الحجّ فلْيتعجَّل».
وزاد في رواية: «فإنّه قد يمرض المريض، وتضلّ الضّالة، وتعرض الحاجة».

حسن: رواه أبو داود (١٧٣٢) عن مسدّد، حدّثنا أبو معاوية محمد بن خازم، عن الأعمش،
عن الحسن بن عمرو، عن مهران أبي صفوان، عن ابن عباس، فذكره.

عن عبد الله بن عباس، قال: قال رسول الله ﷺ: «من أراد الحجّ فلْيتعجَّل».
وزاد في رواية: «فإنّه قد يمرض المريض، وتضلّ الضّالة، وتعرض الحاجة».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإن حديث عبد الله بن عباس رضي الله عنهما الذي رواه الإمام أحمد في مسنده، وأبو داود وابن ماجه في سننهما، يحمل حكماً عظيماً وحثاً نبويّاً كريماً على المبادرة إلى فعل الخير واغتنام فرصه.

شرح الحديث:


1. شرح المفردات:
● «من أراد الحجّ»: أي من نوى وأعزم على أداء فريضة الحج.
● «فلْيتعجَّل»: فليبادر إلى أدائه ويستعجل به دون تأخير أو تسويف.
● «فإنّه قد يمرض المريض»: أي قد يُصاب الإنسان بمرض يمنعه من السفر وأداء المناسك.
● «وتضلّ الضّالة»: أي تفقد الناقة أو الدابة التي يريد أن يركبها أو ينحرها في الحج، أو تشتت شمل أهله وماله.
● «وتعرض الحاجة»: أي تظهر له حاجة أو ظرف طارئ يعوقه عن السفر، كدين يلزمه، أو عائل يحتاجه، أو أي مانع آخر.
2. شرح الحديث:
يأمر النبي صلى الله عليه وسلم من عزم على الحج أن يبادر إلى أدائه ولا يؤخره، لأن الإنسان لا يدري ما يعترضه من عوائق قد تمنعه من تحقيق نيته. والتأخير قد يؤدي إلى فوات فرصة أداء هذه الفريضة العظيمة، خاصة وأن الحج مرتبط بزمن محدد (أشهر الحج) وقدرة بدنية ومالية.
والحديث يدل على أن المبادرة إلى الطاعات من الأمور المحمودة شرعاً، لأن المستقبل مجهول، والموت قد يأتي بغتة، أو تعرض impediments تمنع الإنسان من العمل الصالح.
3. الدروس المستفادة:
- الحث على المبادرة إلى فعل الخيرات وعدم تأخيرها.
- التنبيه على اغتنام صحة البدن وسعة الوقت والمال؛ قبل أن يحل المرض أو الفقر أو المشاغل.
- التأكيد على أهمية الاستعداد للآخرة، والتزود منها قبل فوات الأوان.
- أن المسلم يجب أن يكون حريصاً على أداء الفرائض في أوقاتها، خاصة ما كان منها مرتبطاً بشروط قد تتغير كالصحة والمال.
- أن التسويف من آفات النفس التي قد تحرم الإنسان من الأجر والثواب.
4. معلومات إضافية:
- هذا الحديث يدخل في العموم، فيشمل كل من نوى الحج، سواء كان فرضاً أو نفلاً.
- العلماء يستدلون بهذا الحديث على استحباب تعجيل الحج once تستطيع أداءه، ولا سيما إذا خاف الإنسان على نفسه من عائق.
- ليس في الحديث ما يدل على وجوب التعجيل بحيث يأثم المؤخر، بل هو من باب الاستحباب والندب، خاصة إذا كان الحج نفلاً.
- ينبغي للمسلم أن يقتدي بهذا الهدي النبوي في جميع الطاعات، فيبادر إلى الصلاة في أول وقتها، وإلى الصدقة قبل أن يحال بينه وبينها، وإلى بر الوالدين قبل فوات الفرصة، etc.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (١٧٣٢) عن مسدّد، حدّثنا أبو معاوية محمد بن خازم، عن الأعمش،
عن الحسن بن عمرو، عن مهران أبي صفوان، عن ابن عباس، فذكره.
ورواه أحمد (١٩٧٣)، وصحّحه الحاكم (١/ ٤٤٨) كلاهما من حديث الحسن بن عمرو الفقيميّ، بإسناده، مثله.
قال الحاكم: «هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وأبو صفوان هذا سماه غيره مهران مولي لقريش، ولا يعرف بالجرح».
وهذا وهم منه ﵀؛ فإن مهران أبا صفوان هذا «مجهول»، قال الذهبي في «الميزان»: «لا يدري من هو؟». وقال أبو زرعة: «لا أعرفه إلا في هذا الحديث».
وأمّا ابن حبان فذكره في «ثقاته» (٥/ ٤٤٢) على قاعدته في توثيق من لم يعرف فيه الجرح؛ إلّا أنه لم ينفرد به، بل رُوي الحديث من وجه آخر.
رواه ابن ماجه (٢٨٨٣)، والإمام أحمد (١٨٣٣، ١٨٣٤)، والبيهقي (٤/ ٣٤٠) كلّهم من حديث إسماعيل أبي إسرائيل، عن فضيل بن عمرو، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، عن الفضل، قال: قال رسول الله ﷺ: «من أراد الحجّ فليتعجّل، فإنه قد يمرض المريض، وتضلّ الضّالة، وتعرض الحاجة».
هكذا رواه أبو الوليد الطيالسيّ عن أبي إسرائيل الملائي من طريقه رواه البيهقيّ.
ورواه غيره عن أبي إسرائيل فقال: عن ابن عباس أو عن الفضل، أو عن أحدهما عن الآخر.
فإن كان من حديث الفضل فإنّ فيه انقطاعًا؛ فإن سعيد بن جبير لم يدركه، واليقين مقدم على الشّك بأنه من رواية ابن عباس، عن الفضل، أو عن ابن عباس نفسه.
ولكنه فيه إسماعيل وهو ابن خليفة العبسيّ أبو إسرائيل الملائيّ الكوفيّ، مختلف فيه فقال الإمام أحمد: «خالف الناس في أحاديث»، وقال الترمذي: «ليس بالقوي عند أصحاب الحديث»، وقال النسائيّ: «ليس بثقة». وتكلّم فيه الجوزجاني بكلام شديد لغلوه في تشيعه فقال: «مفتر زائغ».
ولكن قال أبو زرعة: «صدوق»، وقال أبو حاتم: «حسن الحديث»، وقال ابن سعد: «يقولون إنه صدوق»، وقال أبو داود: «لم يكن يكذب، ليس حديثه من حديث الشّيعة، وليس فيه نكارة».
فمثله إذا تُوبع يحسّن حديثه؛ ولذا اكتفى الحافظ بقوله: «صدوق سيئ الحفظ، نسب إلى الغلو في التشيع». فإنه إذا توبع ولم يكن ما يرويه يؤيد غلوه في التشيع، فالظاهر أنه لم يخطئ فيه، وله طرق أخرى تقويه. والخلاصة أن الحديث حسن.
ووجوب الحجّ على الفور قال به جمهور الفقهاء مالك وأحمد، وأبو حنيفة ﵏ جميعًا. وهو قول للشافعي، والأصح في المذهب التراخي.
انظر للمزيد: «المنة الكبرى» (٣/ ٥٠٢ - ٥٠٣).
وفي الباب ما رُوي عن علي، قال: قال رسول الله ﷺ: «من ملك زادًا وراحلة تبلّغه إلى بيت
الله ولم يحج، فلا عليه أن يموت يهوديًّا أو نصرانيًّا؛ وذلك أنّ الله يقول في كتابه: ﴿وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا﴾ [سورة آل عمران: ٩٧].
رواه الترمذيّ (٨١٢) عن محمد بن يحيى القطعيّ البصريّ، حدّثنا مسلم بن إبراهيم، حدّثنا هلال ابن عبد الله مولى ربيعة بن عمرو بن مسلم الباهلي، حدّثنا أبو إسحاق الهمدانيّ، عن الحارث، عن علي، فذكره.
قال الترمذيّ: «هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وفي إسناده مقال، وهلال بن عبد الله مجهول، والحارث يضعّف في الحديث».
قال الأعظمي: الحارث هذا كذّبه الشعبيّ وابن المديني.
وهلال، قال فيه البخاريّ: «منكر الحديث»، وقال ابن عدي: «هو معروف بهذا الحديث، وليس الحديث بمحفوظ». ورُوي نحوه عن أبي هريرة.
رواه ابن عدي في «الكامل» (٤/ ١٦٢٠) بإسناده عن عبد الرحمن بن القطامي، عن أبي المهزم، عن أبي هريرة، مرفوعًا: «من مات ولم يحج حجّة الإسلام في غير وجع حابس، أو حجّة ظاهرة، أو سلطان جائر، فليمت أي الميتتين إمّا يهوديًّا أو نصرانيًّا».
ونقل عن عمرو بن علي الفلاس أنه قال: «رجل لقيته أنا ويقال له عبد الرحمن بن القطامي يحدث عن أبي المهزم وكان كذابًا».
وقال الدارقطني: «عبد الرحمن بن القطامي، روي عن أبي المهزم، عن أبي هريرة نسخة موضوعة». ذكره ابن عبد الهادي في «تنقيح التحقيق» (٣/ ٤٠٥).
وفي الباب أحاديث أخرى إلّا أنّها كلّها ضعيفة. انظر: «التلخيص» (٢/ ٢٢).

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 25 من أصل 689 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من أراد الحج فليتعجل فإنه قد يمرض المريض

  • 📜 حديث: من أراد الحج فليتعجل فإنه قد يمرض المريض

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من أراد الحج فليتعجل فإنه قد يمرض المريض

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من أراد الحج فليتعجل فإنه قد يمرض المريض

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من أراد الحج فليتعجل فإنه قد يمرض المريض

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب