حديث: حج عن نفسك ثم حج عن شبرمة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب النهي أن يحجّ عن الميت من لم يحج عن نفسه

عن عبد الله بن عباس، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ سَمِعَ رَجُلًا يَقُولُ: لَبَّيْكَ عَنْ شُبْرُمَةَ. قَالَ: «مَنْ شُبْرُمَةُ؟». قَالَ: أَخٌ لِي أَوْ قَرِيبٌ لِي. قَالَ: «حَجَجْتَ عَنْ نَفْسِكَ؟». قَالَ: لا. قَال: «حُجَّ عَنْ نَفْسِكَ، ثُمَّ حُجَّ عَنْ شُبْرُمَةَ».

صحيح: رواه أبو داود (١٨١١)، وابن ماجه (٢٩٠٣)، وصحّحه ابن خزيمة (٣٠٣٩)، وابن حبان (٣٩٨٨) كلّهم من طريق عبدة بن سليمان، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن عزْرة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، فذكره.

عن عبد الله بن عباس، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ سَمِعَ رَجُلًا يَقُولُ: لَبَّيْكَ عَنْ شُبْرُمَةَ. قَالَ: «مَنْ شُبْرُمَةُ؟». قَالَ: أَخٌ لِي أَوْ قَرِيبٌ لِي. قَالَ: «حَجَجْتَ عَنْ نَفْسِكَ؟». قَالَ: لا. قَال: «حُجَّ عَنْ نَفْسِكَ، ثُمَّ حُجَّ عَنْ شُبْرُمَةَ».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النبوي الشريف:

الحديث:


عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: "أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ سَمِعَ رَجُلًا يَقُولُ: لَبَّيْكَ عَنْ شُبْرُمَةَ. قَالَ: «مَنْ شُبْرُمَةُ؟». قَالَ: أَخٌ لِي أَوْ قَرِيبٌ لِي. قَالَ: «حَجَجْتَ عَنْ نَفْسِكَ؟». قَالَ: لا. قَال: «حُجَّ عَنْ نَفْسِكَ، ثُمَّ حُجَّ عَنْ شُبْرُمَةَ»".
[رواه أبو داود وابن ماجه، وهو حسن]

1. شرح المفردات:


● لَبَّيْكَ: كلمة إجابة ودعاء، ومعناها: إلبابًا بعد إلباب، أي إجابة بعد إجابة، وهي من كلمات التلبية في الحج.
● عَنْ شُبْرُمَةَ: (عَنْ) هنا بمعنى النيابة، أي أحج نيابة عن شخص اسمه شبرمة.
● شُبْرُمَةَ: اسم علم لرجل، وهو أخ للرجل أو قريب له.
● حَجَجْتَ: فعل ماضٍ بمعنى: أديت فريضة الحج.
● حُجَّ: أمر بمعنى: احج حجة الإسلام.

2. شرح الحديث:


كان النبي صلى الله عليه وسلم في موسم الحج، فسمع رجلاً يلبي ويقول: "لبيك عن شبرمة"، أي أنه نوى أن يحج نيابة عن شخص اسمه شبرمة. فاستفسر النبي صلى الله عليه وسلم عن هذا الشخص، فقال الرجل: إنه أخ له أو قريب له. ثم سأله النبي صلى الله عليه وسلم: "هل حججت عن نفسك؟" فأجاب الرجل بالنفي. هنا أمره النبي صلى الله عليه وسلم بأن يحج أولاً عن نفسه، ثم بعد ذلك يحج عن شبرمة.

3. الدروس المستفادة منه:


● وجوب تقديم حجة الإسلام على النيابة في الحج: لا يجوز للإنسان أن يحج عن غيره وهو لم يحج عن نفسه بعد، لأن حجة الإسلام (الحج الأول الواجب) فرض عين على المستطيع، فيجب أن يبدأ الإنسان بنفسه.
● الأولوية في العبادات: يقدم الإنسان الواجب عليه على التطوع والنيابة عن الغير، وهذا من الحكمة والعدل في الشريعة.
● جواز الحج عن الغير: الحديث يدل على مشروعية الحج عن الغير، ولكن بشروط، منها أن يكون المحجوج عنه غير قادر على الحج بنفسه، وأن يكون النائب قد أدى فريضة الحج عن نفسه أولاً.
● حرص النبي صلى الله عليه وسلم على تعليم الناس: حيث صحح لهذا الرجل نيته وأرشده إلى الصواب.
● التثبت في الأمور: حيث استفسر النبي صلى الله عليه وسلم عن شبرمة قبل أن يصدر الحكم.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث أصل في اشتراط أن يكون الإنسان قد حج عن نفسه قبل أن يحج عن غيره.
- إذا كان المحجوج عنه حياً يجب أن يكون عاجزاً عن الحج لمرض أو كبر سن، وإذا كان ميتاً فيجوز الحج عنه حتى لو كان لم يحج في حياته.
- من لم يحج عن نفسه ثم حج عن غيره، ففي صحة هذه النيابة خلاف بين العلماء، والراجح أنها لا تصح، وأن الحج يقع عن نفسه لا عن غيره، لقوله صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (١٨١١)، وابن ماجه (٢٩٠٣)، وصحّحه ابن خزيمة (٣٠٣٩)، وابن حبان (٣٩٨٨) كلّهم من طريق عبدة بن سليمان، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن عزْرة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، فذكره.
ومن هذا الطريق رواه الدارقطني (٢٦٥٨)، والبيهقي (٤/ ٣٣٦) وقال: «هذا إسناد صحيح، ليس في هذا الباب أصح منه».
وعن أحمد روايتان:
الأولى: ما ذكره الأثرم عن أحمد أن رفعه خطأ. وقال: «رواه عدّة موقوفًا على ابن عباس».
والثانية: ما رواه ابنه صالح عن الإمام أنه حكم بأنه مسند، وأنه من قول رسول الله ﷺ.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في «شرح العمدة» (١/ ٢٩٢): «فيكون قد اطلع على ثقة من رفعه، وقرّر رفعه جماعة، على أنه إن كان موقوفًا فليس لابن عباس مخالف» انتهى.
وكذا رجّح رفعه عبد الحق وابن القطّان كما في «بيان الوهم والإيهام» (٥/ ٤٥١). ورجّح الحافظ ابن حجر رفعه أيضًا بالنظر إلى أن له شاهدًا مرسلًا وهو ما رواه سعيد بن منصور، عن سفيان بن عيينة، عن ابن جريج، عن عطاء، عن النبيّ ﷺ.
ولكن خالفه ابن أبي ليلى، فرواه عن عطاء، عن عائشة.
وخالفه الحسن بن ذكوان، فرواه عن عمرو بن دينار، عن عطاء، عن ابن عباس. قال الدّارقطني: إنه أصح.
قال الحافظ: وهو كما قال؛ لكنه يقوي المرفوع لأنه من غير رجاله، وقد رواه الإسماعيلي في: معجمه«من طريق أخرى عن أبي الزبير، عن جابر. وفي إسنادها من يحتاج إلى النظر في حاله. فيجتمع من هذا صحة الحديث»، انتهى. انظر: «التلخيص الحبير» (٩٥٨).
قال الأعظمي: رواه الدارقطني من عدة طرق علّل بعضها، وصحّح بعضها.
وقد كثر الكلام حول هذا الحديث، وخلاصته كما قال ابن الملقن في «خلاصة البدر المنير» (١/ ٣٤٥): «أعلّه الطّحاويّ بالوقف، والدّارقطني بالإرسال، وابن المغلس الظاهريّ بالتدليس، وابن الجوزي بالضّعف، وغيرهم بالاضطراب والانقطاع، وقد زال ذلك كله بما أوضحناه في الأصل». يعني «البدر المنير» (٦/ ٤٥ - ٥١).
قال الأعظمي: لقد أجبت عن كلّ هذه العلل في «المنة الكبرى» (٣/ ٤٨٠) ولا حاجة إلى إعادته، فراجعه.
وعزرة هو ابن عبد الرحمن الخزاعيّ الكوفي، ثقة من رجال مسلم، ومن قال غيره فقد وهم.
وهذا الخبر المفسّر لا يعارضه حديث المرأة الخثعمية وحديث أبي رزين لأسباب لا يحتاج إلى بيانها، وهو أمر معلوم لدى طلبة هذا العلم.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 59 من أصل 689 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: حج عن نفسك ثم حج عن شبرمة

  • 📜 حديث: حج عن نفسك ثم حج عن شبرمة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: حج عن نفسك ثم حج عن شبرمة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: حج عن نفسك ثم حج عن شبرمة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: حج عن نفسك ثم حج عن شبرمة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب