حديث: أفضل الأعمال: إيمان بالله وجهاد وحج مبرور

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في فضل الحج

عن أبي هريرة، قال: سُئِلَ النَّبِيُّ ﷺ أَيُّ الأَعْمَالِ أَفْضَلُ؟ قَال: «إِيمَانٌ بِاللهِ وَرَسُولِهِ». قِيل: ثُمَّ مَاذَا؟ قَال: «جِهَادٌ فِي سَبِيلِ الله». قِيل: ثُمَّ مَاذَا؟ قَال: «حَجٌّ مَبْرُورٌ».

متفق عليه: رواه البخاريّ في الحج (١٥١٩)، ومسلم في الإيمان (٨٣) كلاهما من طريق إبراهيم بن سعد، عن الزهريّ، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، فذكره.

عن أبي هريرة، قال: سُئِلَ النَّبِيُّ ﷺ أَيُّ الأَعْمَالِ أَفْضَلُ؟ قَال: «إِيمَانٌ بِاللهِ وَرَسُولِهِ». قِيل: ثُمَّ مَاذَا؟ قَال: «جِهَادٌ فِي سَبِيلِ الله». قِيل: ثُمَّ مَاذَا؟ قَال: «حَجٌّ مَبْرُورٌ».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ﷺ، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا جميعاً لفهم سنة نبيه ﷺ والعمل بها.
الحديث الشريف:
عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: سُئِلَ النَّبِيُّ ﷺ: أَيُّ الأَعْمَالِ أَفْضَلُ؟ قَال: «إِيمَانٌ بِاللهِ وَرَسُولِهِ». قِيل: ثُمَّ مَاذَا؟ قَال: «جِهَادٌ فِي سَبِيلِ الله». قِيل: ثُمَّ مَاذَا؟ قَال: «حَجٌّ مَبْرُورٌ».
[متفق عليه: رواه البخاري (26) ومسلم (83)]


1. شرح المفردات:


● أفضل: الأكثر فضلاً وثواباً عند الله تعالى.
● إيمان بالله ورسوله: يشمل الإيمان بالله تعالى، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقدر خيره وشره. وهو أساس كل عمل صالح وقبوله.
● جهاد في سبيل الله: بذل الجهد والوسع في الدفاع عن الدين ونصرة الإسلام، ويشمل الجهاد بالنفس والمال واللسان. وهو ذروة سنام الإسلام.
● حج مبرور: الحج المقبول الذي لا يخالطه إثم، ويقبل عليه صاحبه بنية خالصة، ويؤديه على الوجه الصحيح، وتظهر آثاره على الحاج بعد عودته بحسن الخلق واجتناب المعاصي.


2. شرح الحديث:


يسأل الصحابة النبي ﷺ عن أفضل الأعمال وأعظمها أجراً عند الله، فيجيبهم ﷺ مُرَتِّباً هذه الأعمال حسب فضلها:
1- الإيمان بالله ورسوله: يضع النبي ﷺ الإيمان في المقام الأول، لأنه الأساس الذي تُبنى عليه جميع الأعمال، وبدونه لا تقبل أي عبادة. فالإيمان هو الأصل والجذور، وما بعده من أعمال هي الفروع والثمار.
2- الجهاد في سبيل الله: بعد تأسيس الإيمان القوي، يأتي الجهاد كأعلى عمل يتجلى فيه صدق الإيمان والتضحية في سبيل إعلاء كلمة الله. وهو يتطلب بذل النفس والمال، وهو من أعظم القربات.
3- الحج المبرور: ثم يذكر النبي ﷺ الحج، وهو من أعظم العبادات المالية والبدنية، التي تجمع شعب الإيمان المختلفة. ووصفه بـ "المبرور" يشترط فيه الإخلاص، والمتابعة لسنة النبي ﷺ، وأن يكون من مال حلال، وأن لا يَفسُدَ بمعصية بعده.
ملاحظة مهمة: هذا الترتيب (الإيمان ثم الجهاد ثم الحج) لا يعني أن الجهاد أفضل من الصلاة أو الصيام مطلقاً، فقد جاءت نصوص أخرى تذكر فضائل أعمال مختلفة بحسب السياق والسائل وحال الأمة. فالنبي ﷺ أجاب هنا بما يناسب حال السائلين والظروف، فالجهاد كان مطلوباً بشدة في تلك المرحلة لنصرة الدين. وقد جاء في أحاديث أخرى أن الصلاة هي أفضل الأعمال بعد الإيمان، كما في قوله ﷺ: «أفضل الأعمال: الصلاة لوقتها» [رواه مسلم]. فالأفضلية قد تختلف باختلاف الاعتبارات.


3. الدروس المستفادة منه:


● أولوية الإيمان: أن أعمال القلوب من الإيمان والإخلاص هي الأساس والأفضل عند الله قبل أعمال الجوارح.
● مرونة الشريعة: أن أفضل الأعمال قد يختلف بحسب الزمان والمكان وحال الأمة، فما تحتاجه الأمة في وقت يكون أفضل من غيره.
● الجهاد ذروة السنام: بيان المكانة العظيمة للجهاد في الإسلام، فهو ذروة سنام الدين وسبب عزة المسلمين.
● شروط قبول العمل: اشتراط "الإيمان" لقبول أي عمل، واشتراط "الإبرار" لقبول الحج، مما يدل على أن قبول العمل مرتبط بالإخلاص وموافقته للسنة.
● التدرج في بيان الفضائل: حكمة النبي ﷺ في التدرج في الإجابة، ليعلم السائل أن هناك أعمالاً متفاضلة في الفضل.
● الحج عبادة عظيمة: أن الحج من أعظم القربات التي تكفر الذنوب وتُعيد العبد إلى ربه كيوم ولدته أمه، إذا قُبل وكان مبروراً.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث من الأحاديث التي جمعت أركان الإسلام العظيمة: فالإيمان يرتبط بالركن الأول (الشهادتين)، والجهاد من تمام الإسلام، والحج هو الركن الخامس.
- "الحج المبرور" جزاؤه الجنة، كما جاء في الحديث: «وَالْحَجُّ الْمَبْرُورُ لَيْسَ لَهُ جَزَاءٌ إِلَّا الْجَنَّةُ» [متفق عليه].
- ينبغي للمسلم أن يجتهد في تحقيق الإيمان الصحيح، ثم في العمل الصالح، وأن يكون وقّافاً عند ما جاء في الكتاب والسنة، فيحرص على ما هو أفضل في وقته وظرفه.
نسأل الله تعالى أن يرزقنا إيماناً صادقاً، وجهاداً في سبيله، وحجاً مبروراً، وعملاً متقبلاً.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الحج (١٥١٩)، ومسلم في الإيمان (٨٣) كلاهما من طريق إبراهيم بن سعد، عن الزهريّ، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 13 من أصل 689 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أفضل الأعمال: إيمان بالله وجهاد وحج مبرور

  • 📜 حديث: أفضل الأعمال: إيمان بالله وجهاد وحج مبرور

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أفضل الأعمال: إيمان بالله وجهاد وحج مبرور

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أفضل الأعمال: إيمان بالله وجهاد وحج مبرور

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أفضل الأعمال: إيمان بالله وجهاد وحج مبرور

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب