حديث: الوالد فيما يعطيه ولده

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب النهي عن الرجوع في هبته وصدقته

عن ابن عمر وابن عباس قالا: قال رسول اللَّه ﷺ: «لا ينبغي لأحد أن يعطى عطية، فيرجع فيها إلا الوالد فيما يعطيه ولده، ومثل الذي يعطي العطية، ثم يرجع
فيها كالكلب يأكل حتى إذا شبع تقيأ، ثم عاد، فرجع في قيئه».

حسن: رواه أبو داود (٣٥٣٩)، والترمذي (٢١٣٣)، والنسائي (٣٦٩٠)، وابن ماجه (٢٣٧٧)، وأحمد (٢١١٩، ٢١٢٠)، وصحّحه ابن حبان (٥١٢٣)، والحاكم (٢/ ٤٦) والبيهقي (٦/ ١٧٩)، كلهم من طريق حسين المعلم، عن عمرو بن شعيب، عن طاوس، عن ابن عباس وابن عمر فذكره.

عن ابن عمر وابن عباس قالا: قال رسول اللَّه ﷺ: «لا ينبغي لأحد أن يعطى عطية، فيرجع فيها إلا الوالد فيما يعطيه ولده، ومثل الذي يعطي العطية، ثم يرجع
فيها كالكلب يأكل حتى إذا شبع تقيأ، ثم عاد، فرجع في قيئه».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي ينهى عن الرجوع في الهبة والعطية، ويشبه من يفعل ذلك بفعل الكلب القبيح. وإليك الشرح الوافي لهذا الحديث:

الحديث بلفظه:


عن ابن عمر وابن عباس رضي الله عنهم قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا ينبغي لأحد أن يعطى عطية، فيرجع فيها إلا الوالد فيما يعطيه ولده، ومثل الذي يعطي العطية، ثم يرجع فيها كالكلب يأكل حتى إذا شبع تقيأ، ثم عاد، فرجع في قيئه».


1. شرح المفردات:


● لا ينبغي: لا يليق ولا يحسن.
● عطية: هبة أو منحة يعطيها الشخص لغيره بلا عوض.
● يرجع فيها: يطلب استردادها أو يرتجعها بعد إعطائها.
● الوالد: الأب أو الأم.
● الكلب يأكل... إلخ: تشبيه للراجع في هبته بالكلب الذي يأكل حتى يشبع ثم يتقيأ، ثم يعود ليأكل قيئه.


2. شرح الحديث:


ينهى النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث عن الرجوع في الهبة بعد إعطائها، ويستثني من ذلك الوالد (الأب أو الأم) إذا أعطى ولده ثم رجع في عطيته؛ وذلك لأن حق الوالد على ولده عظيم، والولد جزء من ماله، فله أن يرجع فيما أعطاه لولده إذا رأى مصلحة في ذلك أو خشي إضاعة المال.
أما غير الوالد، فليس له الحق في الرجوع في هبته؛ لأن الهبة تمليك للغير، فإذا تمت بالقبض أو بالإيجاب والقبول، فقد خرجت من ملك الواهب ودخلت في ملك الموهوب له، فليس للواهب استردادها إلا برضا الموهوب له.
ثم ضرب النبي صلى الله عليه وسلم مثلاً للذي يعطي العطية ثم يرجع فيها بالكلب الذي يأكل حتى يشبع، ثم يتقيأ ما في بطنه، ثم يعود ليأكل ذلك القيء! وهذا تشبيه بشع وقبيح؛ لأن الرجوع في الهبة بعد إعطائها دليل على ندم وسوء خلق، وفيه إضاعة للكرم وإيذاء للموهوب له، وشبهه بفعل الكلب الذي لا عقل له ولا أدب.


3. الدروس المستفادة منه:


1- تحريم الرجوع في الهبة: يحرم على المسلم أن يهب هبة ثم يستردها؛ لأن ذلك خلاف المروءة والكرم، وفيه إيذاء للموهوب له، ونقض للعهد.
2- استثناء الوالد في هبة ولده: للأب أو الأم الحق في الرجوع فيما أعطاه لولده؛ لأن الولد جزء من والده، وماله مال والده في بعض الأحوال، ولأنه قد يعطيه ثم يندم إذا رأى إسراف الولد أو تفريطه.
3- ذم سوء الخلق: الحديث يذم صفة البخل وسوء الخلق، حيث يشبه الراجع في هبته بالكلب في أقبح أفعاله.
4- الحث على الثبات على العطاء: ينبغي للمسلم إذا أعطى أن يثبت على عطيته ولا يندم، بل يجعلها خالصة لله تعالى.
5- التشبيه بالقبيح للتنفير: ضرب النبي صلى الله عليه وسلم هذا المثل البشع للتنفير من الرجوع في الهبة، وهو أسلوب نبوي لتركيز المعنى في النفوس.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، وأبو داود في سننه، وابن ماجه، والترمذي، وصححه الألباني.
- الفقهاء يستدلون بهذا الحديث على أن الهبة لا ترجع إلا في حالة الوالد مع ولده.
- إذا أراد الشخص أن يهب هبة ثم يندم، فالأولى له أن يصبر ولا يرجع، إلا إذا كان هناك مصلحة شرعية أو دفع ضرر.
- من هبة ثم ندم، فليستغفر الله وليتصدق بما يستطيع، ولا يطلب استرداد هبته إلا إذا طابت نفس الموهوب له بذلك.

أسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يعيننا على التخلق بالأخلاق الحسنة، والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٣٥٣٩)، والترمذي (٢١٣٣)، والنسائي (٣٦٩٠)، وابن ماجه (٢٣٧٧)، وأحمد (٢١١٩، ٢١٢٠)، وصحّحه ابن حبان (٥١٢٣)، والحاكم (٢/ ٤٦) والبيهقي (٦/ ١٧٩)، كلهم من طريق حسين المعلم، عن عمرو بن شعيب، عن طاوس، عن ابن عباس وابن عمر فذكره. وإسناده حسن من أجل عمرو بن شعيب؛ فإنه حسن الحديث.
وأما ما روي عن ابن عمر مرفوعا: «العائد في هبته كالكلب يعود في قيئه» فهو ضعيف.
رواه ابن ماجه (٢٣٨٦)، وفيه عبد اللَّه بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب، ضعيف باتفاق أهل العلم.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 33 من أصل 71 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: الوالد فيما يعطيه ولده

  • 📜 حديث: الوالد فيما يعطيه ولده

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: الوالد فيما يعطيه ولده

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: الوالد فيما يعطيه ولده

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: الوالد فيما يعطيه ولده

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب