حديث: أمرها فلتجعل تحتها غلالة فإني أخاف أن تصف عظامها

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قبول هدايا المسلمين

عن أسامة بن زيد، قال: كساني رسول اللَّه قُبْطِيَّة كثيفة مما أهداها له دحية الكلبي، فكسوتها امرأتي، فقال: «ما لك لم تلبس القبطية؟» قلت: كسوتها امرأتي، فقال: «مرها فلتجعل تحتها غلالة، فإني أخاف أن تصف عظامها».

حسن: رواه أحمد (٢١٧٨٦)، (٢١٧٨٨) والبيهقي (٢/ ٢٣٤) والضياء في المختارة (١٣٦٥ - ١٣٦٦) من طريق عبد اللَّه بن محمد بن عقيل، عن محمد بن أسامة بن زيد، عن أبيه، فذكره.

عن أسامة بن زيد، قال: كساني رسول اللَّه قُبْطِيَّة كثيفة مما أهداها له دحية الكلبي، فكسوتها امرأتي، فقال: «ما لك لم تلبس القبطية؟» قلت: كسوتها امرأتي، فقال: «مرها فلتجعل تحتها غلالة، فإني أخاف أن تصف عظامها».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فأقدم لكم شرحًا وافيًا لهذا الحديث النبوي الشريف معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.
الحديث: عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال: كساني رسول الله صلى الله عليه وسلم قُبْطِيَّة كثيفة مما أهداها له دحية الكلبي، فكسوتها امرأتي، فقال: «ما لك لم تلبس القبطية؟» قلت: كسوتها امرأتي، فقال: «مرها فلتجعل تحتها غلالة، فإني أخاف أن تصف عظامها».

1. شرح المفردات:


● قُبْطِيَّة: ثوب من القبط، وهو نوع رفيع من الكتان كان يصنع في مصر، وكانت الثياب القبطية مشهورة بالجودة والرقة.
● كثيفة: أي ثخينة سميكة، وليست رقيقة.
● دحية الكلبي: هو دحية بن خليفة الكلبي، صحابي جليل كان جميل الصورة، وكانت الملائكة تنزل على صورته.
● غلالة: ثوب رقيق داخلي تلبسه المرأة تحت ثيابها، ليمنع ظهور تفاصيل جسمها.

2. شرح الحديث:


يحدثنا الصحابي الجليل أسامة بن زيد رضي الله عنهما - وكان من أحب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم - أن النبي صلى الله عليه وسلم أعطاه هدية ثمينة، وهي قبطية كثيفة (أي ثوب مصري سميك وجيد) كان قد أهديت له من قبل دحية الكلبي رضي الله عنه.
فلم يلبسها أسامة بنفسه، بل كساها امرأته، أي أعطاها لزوجته لترتديها. فلما رآه النبي صلى الله عليه وسلم ولم ير عليه الثوب، سأله بلطف واستفسار: «ما لك لم تلبس القبطية؟». فأجاب أسامة بأنه قد أعطاها لزوجته.
هنا لم ينكر النبي صلى الله عليه وسلم على أسامة فعله، بل أقره على إكرام زوجته، ولكن وجهه إلى توجيه مهم يتعلق بلباس المرأة المسلمة. فقال له: «مرها فلتجعل تحتها غلالة». أي قل لها أن تلبس تحت هذه القبطية ثوبًا داخليًا (غلالة). ثم بين سبب هذا الأمر فقال: «فإني أخاف أن تصف عظامها».
معنى «أن تصف عظامها»: أي أن تكون الثوب رغم سماكته قد يكون ليّنًا أو لاصقًا بعض الشيء فيظهر تقاطيع جسم المرأة وعظامها (ككعبيها، أو ساقيها، أو وركيها)، وهذا مما يفتن الرجال.
فالنبي صلى الله عليه وسلم يريد أن يكون لباس المرأة ساترًا بالكامل، لاشفافًا يظهر ما تحته، ولا ضيقًا يصف حجم الجسد ويحدده.

3. الدروس المستفادة منه:


1- جواز إهداء الرجل لزوجته من ملابسه: وهذا من كرم الأخلاق وحسن المعاشرة بين الزوجين، وهو دليل على جواز أن تلبس المرأة من ثياب زوجة إذا كانت واسعة وغير مختصة بالرجال.
2- عناية الإسلام بستر المرأة وعفافها: الشرع الحكيم لم يكتفِ بأن تستر المرأة جسمها، بل اشترط أن يكون اللباس فضفاضًا غير ضيق، وغير شفاف حتى لا يصف حجم جسدها.
3- الحكمة من الأمر بالغلالة: وهي منع الفتنة، وحماية المجتمع من نظرات الشهوة، وصيانة للمرأة أن تكون عرضة للأعين.
4- الرفق في النصيحة والأمر بالمعروف: لاحظ كيف أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يعنف أسامة، بل وجهه برفق وأخبره بالحكمة من الأمر فإني أخاف...»)، مما يجعل الأمر مقبولًا ومحببًا.
5- أن الستر لا يقتصر على عدم الشفافية فقط، بل extends إلى عدم الضيق: لأن الثوب إذا كان رقيقًا وضيقًا فإنه "يصف" تفاصيل الجسد، وهو ما حذر منه النبي صلى الله عليه وسلم.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث أصل من أصول آداب اللباس للمرأة المسلمة، وهو دليل على اشتراط أن لا يكون اللباس ضيقًا يصف العورات، أو رقيقًا يشف عما تحته.
- يستفاد منه أن المرأة مأمورة بالستر حتى أمام محارمها غير الزوج، فأسامة محرم لزوجته، ومع ذلك أمرها النبي صلى الله عليه وسلم بأن تلبس الغلالة.
- الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، وأبو داود في سننه، والطبراني، وصححه عدد من العلماء كالألباني.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (٢١٧٨٦)، (٢١٧٨٨) والبيهقي (٢/ ٢٣٤) والضياء في المختارة (١٣٦٥ - ١٣٦٦) من طريق عبد اللَّه بن محمد بن عقيل، عن محمد بن أسامة بن زيد، عن أبيه، فذكره.
وهذا إسناد حسن من أجل عبد اللَّه بن محمد بن عقيل؛ فإنه حسن الحديث إذا لم يخالف، ولم يأت بما ينكر عليه.
قوله: «القبطية» هي ثياب من كتان رقيق كانت تعمل بمصر، نسبة إلى القبط على غير القياس، فرقا بينها وبين الإنسان، قاله الفيومي في المصباح المنير.
وقوله: «غلالة» ثوب رقيق يلبس تحت الدثار.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 10 من أصل 71 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أمرها فلتجعل تحتها غلالة فإني أخاف أن تصف عظامها

  • 📜 حديث: أمرها فلتجعل تحتها غلالة فإني أخاف أن تصف عظامها

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أمرها فلتجعل تحتها غلالة فإني أخاف أن تصف عظامها

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أمرها فلتجعل تحتها غلالة فإني أخاف أن تصف عظامها

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أمرها فلتجعل تحتها غلالة فإني أخاف أن تصف عظامها

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب