حديث: لقد هممت أن لا أتهب هبة إلا من قرشي أو أنصاري أو ثقفي

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ترك النبي ﷺ قبول الهدية إلا عن قبائل معروفة

عن ابن عباس أن أعرابيا وهب للنبي ﷺ هبة، فأثابه عليها قال: «رضيت؟». قال: لا. قال: فزاده. قال: «رضيت؟». قال: لا. قال: فزاده. قال: «رضيت؟». قال: نعم. قال: فقال رسول اللَّه ﷺ: «لقد هممت أن لا أتهب هبة إلا من قرشي، أو أنصاري، أو ثقفي».

صحيح: رواه أحمد (٢٦٨٧)، والطبراني في الكبير (١٠٨٩٧)، والبزار -كشف الأستار (١٩٣٨) -، كلهم من طريق يونس قال: حدثنا حماد بن زيد، عن عمرو بن دينار، عن طاوس، عن ابن عباس فذكره.

عن ابن عباس أن أعرابيا وهب للنبي ﷺ هبة، فأثابه عليها قال: «رضيت؟». قال: لا. قال: فزاده. قال: «رضيت؟». قال: لا. قال: فزاده. قال: «رضيت؟». قال: نعم. قال: فقال رسول اللَّه ﷺ: «لقد هممت أن لا أتهب هبة إلا من قرشي، أو أنصاري، أو ثقفي».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن ينفعنا بما نسمع ونقرأ.
هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، وصححه الألباني، وهو حديث صحيح، وفيه عِبرٌ ودروس عظيمة.

أولاً. شرح مفردات الحديث:


● أعرابي: هو ساكن البادية، وليس من سكان المدن.
● وهب للنبي ﷺ هبة: أي أعطاه عطية بلا مقابل، تكرماً منه.
● فأثابه عليها: أي أعطاه النبي ﷺ عوضاً عنها وجزاءً لها.
● هممت: أي قاربت أن أفعل وكدت.

ثانياً. شرح الحديث:


يخبرنا الصحابي الجليل عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أن رجلاً من أهل البادية أتى النبي ﷺ وأعطاه هبة (عطية)، فقبلها النبي ﷺ منه، ثم أراد أن يكافئه عليها ويكرمه، فأعطاه عطاءً جزيلاً.
ولكن الأعرابي لم يرض بهذا العطاء، بل أظهر عدم رضاه، فقال له النبي ﷺ: «أرضيت؟» فقال: لا. فزاده النبي ﷺ مرة أخرى، وسأله: «أرضيت؟» فقال: لا. فزاده مرة ثالثة، وسأله: «أرضيت؟» فقال: نعم.
وهنا قال النبي ﷺ مقولته التي تعبر عن شدة تأثره من هذا السلوك: «لقد هممت أن لا أتهب هبة إلا من قرشي، أو أنصاري، أو ثقفي». أي كدت أن أعتزم وأقسم أن لا أقبل هبة (عطية) إلا من شخص من قريش، أو من الأنصار، أو من قبيلة ثقيف. وذلك لأن هؤلاء القوم معروف عنهم الكرم والسماحة، وعدم الطمع، وقلة السؤال، فهم يعطون ولا يبالون بالعوض، بخلاف هذا الأعرابي الذي أظهر الطمع وعدم القناعة.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- كرم النبي ﷺ وجوده: فقد قبل هبة الأعرابي، ثم أجازه عليها بأكثر منها، ثم زاده مرة ومرتين، وهذا من كرم أخلاقه ﷺ وحسن معاشرته.
2- الصبر على جفاء الآخرين وسوء أدبهم: فقد تحمل النبي ﷺ من الأعرابي جفاءه وعدم قناعته، ولم يغضب عليه علانية، بل استمر في إكرامه.
3- ذم الطمع وعدم القناعة: فسلوك الأعرابي يمثل الطمع والجشع، وهو خلق ذميم، خاصة عند قبول العطاء والإحسان.
4- مدح مكارم الأخلاق: عندما ذكر النبي ﷺ القرشي والأنصاري والثقفي، كان يمدح ما اشتهروا به من كرم وسخاء وعدم منٍّ على المعطي.
5- أن النية قد تجري على القلب ثم يعدل عنها: فقد همَّ النبي ﷺ بشيء في نفسه (وهو عدم قبول الهبة إلا من تلك القبائل) ثم عدل عن ذلك، وهذا يدل على أن الهمَّ الذي لا يستقر في القلب ولا يترتب عليه فعل لا يؤاخذ به الإنسان.

رابعاً. معلومات إضافية:


- هذا الحديث من أدلة أن الهمَّ بالشيء لا يأثم به الإنسان ما لم يفعله أو يتكلم به، فقد همَّ النبي ﷺ بهذا ثم تركه، فلم يفعله.
- فيه إشارة إلى تفاضل الناس بأخلاقهم، فليسوا سواء في الكرم والشهامة.
- يعلمنا النبي ﷺ هنا ألا نعمم الحكم على أحد بسبب سلوك فرد، فقد كاد أن يحكم على جميع الأعراب بسلوك هذا الرجل، ثم عدل عن ذلك.
نسأل الله أن يرزقنا كرم الأخلاق، وحسن المعاملة، ويبعد عنا الطمع والجشع.
والله أعلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (٢٦٨٧)، والطبراني في الكبير (١٠٨٩٧)، والبزار -كشف الأستار (١٩٣٨) -، كلهم من طريق يونس قال: حدثنا حماد بن زيد، عن عمرو بن دينار، عن طاوس، عن ابن عباس فذكره.
وصحّحه ابن حبان (٦٣٨٤)، ورواه أيضًا من طريق يونس (وهو ابن محمد) به مثله. وإسناده صحيح.
ولكن قال البزار: لا نعلم أحدا وصله إلا حماد. ثم رواه من حديث ابن عيينة، عن طاوس عن النبي ﷺ. وقال: «ولا يروى عن ابن عباس إلا من هذا الوجه».
وقال الدارقطني في «العلل» (١١/ ٣٣ - ٣٤) «واختلف أيضًا على حماد بن زيد: فقال سليمان ابن حرب وأبو الربيع والقوايري، عن حماد بن زيد، عن عمرو، عن طاوس مرسلا عن النبي ﷺ، وهو الأصح، وقيل: عن يونس، عن حماد، عن عمرو، عن طاوس، عن ابن عباس، عن النبي ﷺ».
قال الأعظمي: لا يبعد أن يكون عمرو بن دينار نفسه رواه من وجهين موصولا ومرسلا، فمن وصله عنه عنده زيادة، ومن أرسله لا يعله، وهذا له نظائر كثيرة من كتب الصحاح.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 19 من أصل 71 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لقد هممت أن لا أتهب هبة إلا من قرشي أو أنصاري أو ثقفي

  • 📜 حديث: لقد هممت أن لا أتهب هبة إلا من قرشي أو أنصاري أو ثقفي

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لقد هممت أن لا أتهب هبة إلا من قرشي أو أنصاري أو ثقفي

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لقد هممت أن لا أتهب هبة إلا من قرشي أو أنصاري أو ثقفي

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لقد هممت أن لا أتهب هبة إلا من قرشي أو أنصاري أو ثقفي

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب