فاطمة كانت في مسكن وحش فخيف عليها

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث الذي روي عن السيدة عائشة رضي الله عنها:
الحديث:
عن عائشة قالت: إن فاطمة كانت في مسكن وحش، فخيف عليها، فلذلك أرْخص لها رسولُ الله ﷺ.

---

1. شرح المفردات:

● مسكن وحش: أي مكان منعزل بعيد عن الناس، خالٍ من الجيران، أو في منطقة مهجورة قد تكون مسكونة بالوحوش أو تخيف ساكنها.
● فخيف عليها: خاف النبي ﷺ أو الناس على فاطمة من الوحدة أو من خطر قد يحيط بها في ذلك المكان.
● أرخص لها: أباح لها شيئًا كان ممنوعًا أو غير مرغوب فيه في الأصل؛ والمراد هنا الإذن لها بالانتقال من ذلك البيت أو التخفيف عنها في بعض الأحكام.

---

2. شرح الحديث:

كانت السيدة فاطمة بنت رسول الله ﷺ تسكن في بيت بعيد عن الناس، في مكان منعزل لا جيران فيه، فخشي النبي ﷺ عليها من الوحدة أو من خطرٍ قد يهددها (كوجود حيوانات مفترسة أو لصوص)، فمن أجل ذلك أباح لها رسول الله ﷺ أن تترك ذلك البيت وتنتقل إلى مكان آخر آمن، أو أنه رخَّص لها في أمرٍ ما يتعلق بسكنها لتأمن شرَّ ذلك المكان.
ويحتمل أن يكون الترخيص خاصًا بالانتقال من المسكن أو بترك العزلة التي قد تسبب لها الخوف والقلق.

---

3. الدروس المستفادة منه:

- حرص النبي ﷺ على سلامة وأمن أهله وأصحابه، واهتمامه بمشاعرهم وراحتهم.
- جواز ترك العزلة إذا كانت تسبب خوفًا أو ضررًا، والإسلام دين يُراعي الظروف والاحتياجات الإنسانية.
- مراعاة الظروف الخاصة للأفراد، والتخفيف في الأحكام عند وجود المشقة أو الخوف.
- أهمية طمأنينة القلب وراحة النفس، وعدم تعريض الإنسان لما يخيفه أو يقلقه بدون ضرورة.

---

4. معلومات إضافية مفيدة:

- هذا الحديث يدل على رحمة النبي ﷺ وشفقته على ابنته فاطمة، وهي أحب الناس إليه كما ورد في الأحاديث الصحيحة.
- قد يكون الترخيص المذكور في الحديث متعلقًا بالإذن لها بالانتقال إلى بيت قريب من النبي ﷺ أو من الصحابة، لتأمن بوحدتها.
- يستفاد منه أيضًا أن الإسلام لا يُجيز تعريض النفس للخطر بدون سبب، وأنه يُرخص في ترك بعض المستحبات أو يبيح المحظورات عند وجود الضرورة.
- روي هذا الحديث في بعض كتب السنن والمعاجم، وهو يدل على عناية النبي ﷺ بأمور الدنيا والراحة النفسية لأهله وأصحابه.

أسأل الله أن ينفعنا بما علمنا، وأن يرزقنا الفقه في دينه، والاقتداء بنبيه ﷺ.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.