حديث: نصرت بالرعب مسيرة شهر وأعطيت الشفاعة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

وجوب الإيمان بعموم رسالة النبيّ ﷺ-

عن جابر بن عبد اللَّه قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «أُعطيت خمسًا لم يُعطهنّ أحدٌ من الأنبياء قبلي: نُصرتُ بالرُّعب مسيرة شهر، وجعلتْ لي الأرض مسجدًا وطهورًا، وأيما رجل من أمّتي أدركتْه الصّلاة فليصلِّ، وأحلّت لي الغنائم، وكان النبيُّ يبعث إلى قومه خاصة، وبُعثت إلى الناس كافة، وأُعطيت الشّفاعة».

متفق عليه: رواه البخاريّ في الصلاة (٤٣٨)، ومسلم في المساجد (٥٢١) كلاهما من حديث هُشيم، قال: حدّثنا سيَّار -وهو أبو الحكم- قال: حدّثنا يزيد الفقير، قال: حدّثنا جابر بن عبد اللَّه، فذكره.

عن جابر بن عبد اللَّه قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «أُعطيت خمسًا لم يُعطهنّ أحدٌ من الأنبياء قبلي: نُصرتُ بالرُّعب مسيرة شهر، وجعلتْ لي الأرض مسجدًا وطهورًا، وأيما رجل من أمّتي أدركتْه الصّلاة فليصلِّ، وأحلّت لي الغنائم، وكان النبيُّ يبعث إلى قومه خاصة، وبُعثت إلى الناس كافة، وأُعطيت الشّفاعة».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يزيدنا وإياك فهماً لسنة نبيه ﷺ.
هذا الحديث العظيم الذي رواه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما عن الصحابي الجليل جابر بن عبد الله رضي الله عنه، يبين منزلة النبي ﷺ وفضله على سائر الأنبياء، وما خصه الله به من الخصائص العظيمة التي لم تُعط لأحد قبله.
وفيما يلي شرح وافٍ للحديث، نقطةً نقطة:

أولاً. شرح المفردات:


● نُصِرْتُ بِالرُّعْبِ: أي أن الله جعل هيبتي وقدرتي تسبقني، فيخافني أعدائي من مسافة شهر قبل وصولي.
● مَسِيرَةَ شَهْرٍ: مسافة يُقطعها المسافر في شهر كامل.
● جُعِلَتْ لِي الأَرْضُ مَسْجِدًا وَطَهُورًا: أي أن الأرض كلها صالحة لأن يتخذها المسلم مكاناً للسجود لله (مسجداً)، وأن تُتيمم بها إذا لم يوجد الماء (طهوراً).
● أُحِلَّتْ لِيَ الْغَنَائِمُ: أباح الله لي ولأمتي أخذ أموال الكفار التي غنموها في الحرب، ولم تكن حلالاً للأمم السابقة.
● بُعِثَ إِلَى قَوْمِهِ خَاصَّةً: كان كل نبي يرسل إلى قومه أو مدينته فقط.
● بُعِثْتُ إِلَى النَّاسِ كَافَّةً: أرسلت إلى جميع الناس، من الإنس والجن، والعرب والعجم، إلى قيام الساعة.
● أُعْطِيتُ الشَّفَاعَةَ: أعطاني الله حق الشفاعة العظمى في يوم القيامة لأخلص المؤمنين من هول الموقف.

ثانياً. المعنى الإجمالي للحديث:


يخبر النبي ﷺ في هذا الحديث أن الله تعالى منَّ عليه وخصه بخمس خصال عظيمة، لم يجمعها لنبي قبله، وهي:
1. النصرة بالرعب.
2. جعل الأرض كلها طاهرةً يتيمم بها ويتعبد عليها.
3. إباحة الغنائم لأمته.
4. عموم رسالته لكل الخلق.
5. إعطاؤه الشفاعة العظمى.
وهذه الخصال تدل على علو منزلته ﷺ وشمولية رحمته ورسالته.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- علو منزلة النبي ﷺ: إذ خصه الله بهذه الخصائص التي تميز بها عن جميع الأنبياء والمرسلين.
2- التيسير على الأمة: من أعظم مقاصد هذه الخصائص التيسير على أمة محمد ﷺ، فجعل الأرض كلها مسجداً يسهل عليهم أداء الصلاة في أي مكان، وجعل التراب طهوراً يرفع عنهم الحرج عند عدم وجود الماء.
3- عالمية الرسالة الإسلامية: رسالة النبي ﷺ هي الرسالة الخاتمة والشاملة لكل البشر في كل زمان ومكان، وهذا يوجب على المسلمين الدعوة إلى الله ونشر هذا الدين.
4- قوة نصر الله لأوليائه: نصر الله لرسوله بالرعب يدل على أن القوة الحقيقية هي قوة الإيمان والاستعانة بالله، وليس بالعدد والعدة فقط.
5- فضل الشفاعة وأهمية الإيمان بها: الشفاعة من أعظم المقامات التي أكرم الله بها نبيه ﷺ، وهي تبعث الأمل والرجاء في قلوب المؤمنين، وتحثهم على التمسك بطاعة الله ورسوله لنيلها.

رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:


- هذه الخمس المذكورة ليست حصراً لخصائصه ﷺ، بل له خصائص أخرى كثيرة ذكرها العلماء في كتب الشمائل والخصائص.
- قوله: «أُعْطِيتُ الشَّفَاعَةَ» المقصود بها الشفاعة العظمى في الموقف يوم القيامة ليبدأ الحساب، وهي المقام المحمود الذي وعده الله إياه في قوله تعالى: {عَسَىٰ أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا} (الإسراء: 79).
- هذه الخصائص تدل على كمال رحمة الله بهذه الأمة، حيث كانت الأمم السابقة إذا أصابهم الجنابة ولم يجدوا الماء لم يصلوا، وأمة محمد أبيح لها التيمم. وكذلك كانت غنائم الأمم السابقة تحرق، فأحلت لهذه الأمة.
أسأل الله أن يرزقنا حب نبيه ﷺ واتباع سنته، وأن يشفعه فينا يوم القيامة.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الصلاة (٤٣٨)، ومسلم في المساجد (٥٢١) كلاهما من حديث هُشيم، قال: حدّثنا سيَّار -وهو أبو الحكم- قال: حدّثنا يزيد الفقير، قال: حدّثنا جابر بن عبد اللَّه، فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 700 من أصل 1075 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: نصرت بالرعب مسيرة شهر وأعطيت الشفاعة

  • 📜 حديث: نصرت بالرعب مسيرة شهر وأعطيت الشفاعة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: نصرت بالرعب مسيرة شهر وأعطيت الشفاعة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: نصرت بالرعب مسيرة شهر وأعطيت الشفاعة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: نصرت بالرعب مسيرة شهر وأعطيت الشفاعة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب