كانت بنو إسرائيل تسوسُهم الأنبياء

حديث: كانت بنو إسرائيل تسوسُهم الأنبياء

عن أبي هريرة، عن النبيّ ﷺ: «كانت بنو إسرائيل تسوسُهم الأنبياء، كلّما هلك نبيٌّ خلفه نبيٌّ، وأنّه لا نبي بعدي، وسيكون خلفاء فيكثرون». قالوا: فما تأمرنا؟ قال: «فوا ببيعة الأوّل فالأوّل، أعطوهم حقَّهم، فإنّ اللَّه سائلُهم عمّا اسْترعَاهُم».

متفق عليه: رواه البخاريّ في أحاديث الأنبياء (٣٤٥٥)، ومسلم في الإمارة (١٨٤٢) كلاهما عن محمد بن بشّار، حدّثنا محمد بن جعفر، حدّثنا شعبة، عن فُرات القزاز، قال: سمعت أبا حازم، قال: قاعدتُ أبا هريرة خمس سنين، فسمعتُه يحدّث عن النبيّ ﷺ، قال: فذكر مثله.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد، فهذا شرح للحديث النبوي الشريف الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه:

نص الحديث:

1. شرح المفردات:

● تسوسهم: تقودهم وترعاهم وتدبر شؤونهم. السَّوْسُ: القيادة والرعاية.
● خلفاء: جمع خليفة، وهم من يخلف النبي في قيادة الأمة وحكمها.
● فوا ببيعة الأول فالأول: أوفوا بعهد البيعة الذي أعطيتموه للإمام الأول، ولا تنقضوا بيعته لتبايعوا غيره.
● استرعاهم: استأمنهم على رعيته، أي جعلهم مسؤولين عن رعاية شؤون المسلمين.

2. المعنى الإجمالي للحديث:

يبيّن النبي ﷺ في هذا الحديث الفرق بين نظام القيادة في بني إسرائيل ونظام الخلافة في الأمة الإسلامية بعد وفاته.
- فبني إسرائيل كانت تأتيهم الأنبياء واحدًا تلو الآخر، فكلما مات نبي جاء نبي آخر يخلفه في قيادتهم.
- أما هذه الأمة، فالنبي محمد ﷺ هو خاتم الأنبياء، ولا نبي بعده، وسيحكمها بعد وفاة النبي ﷺ خلفاء يتعددون ويكثرون.
- ولما سأل الصحابة النبي ﷺ عن كيفية التعامل مع تعدد الخلفاء واختلافهم، أمرهم بالوفاء ببيعة الخليفة الأول الذي تمت مبايعته شرعًا، وعدم نكث بيعته أو الخروج عليه لمجرد ظهور غيره.
- كما أمرهم بأداء الحقوق الواجبة لهم من الطاعة في المعروف، ونبه إلى أن الله سيحاسب هؤلاء الخلفاء على ما استؤمنوا عليه من رعاية شؤون الأمة.

3. الدروس المستفادة والفَوائد:

1- انقطاع الوحي والنبوة: confirmation أن محمدًا ﷺ هو خاتم الأنبياء والمرسلين، ولا نبي بعده.
2- نظام الخلافة: أن قيادة الأمة الإسلامية بعد النبي ﷺ ستكون عن طريق الخلفاء، وليس بالضرورة أن يكونوا معصومين، بل قد يكثرون ويتعددون.
3- وجوب الطاعة ووحدة الصف: الأمر بالوفاء ببيعة الإمام الأول وعدم الخروج عليه أو شق عصا الطاعة، لما في ذلك من حفظ لوحدة الأمة ومنع الفتنة.
4- مسؤولية الحكام: أن الحكام مسؤولون أمام الله عن رعيتهم، وسيحاسبون على ما استرعاهم الله من أمور المسلمين.
5- الحث على السمع والطاعة: وجوب طاعة ولي الأمر في غير معصية الله، وأداء حقوقه من النصيحة والدعاء ومعاونته على الحق.

4. معلومات إضافية مفيدة:

- هذا الحديث أصل من أصول عقيدة أهل السنة والجماعة في وجوب طاعة ولي الأمر والمنع من الخروج عليه، ما لم يكفر كفرًا بواحًا.
- البيعة عقد شرعي بين الأمة والإمام يلتزم بمقتضاه الطرفان بالحقوق والواجبات.
- المقصود بـ "الأول فالأول" هو أول من بايعوه وشرع في الإمامة، فلا يجوز نكث بيعته لمجرد ظهور من ترونه أفضل منه.
- هذا الحديث يدل على حكمة النبي ﷺ في التنبؤ بأحداث المستقبل ووضع الحلول الشرعية لها.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في أحاديث الأنبياء (٣٤٥٥)، ومسلم في الإمارة (١٨٤٢) كلاهما عن محمد بن بشّار، حدّثنا محمد بن جعفر، حدّثنا شعبة، عن فُرات القزاز، قال: سمعت أبا حازم، قال: قاعدتُ أبا هريرة خمس سنين، فسمعتُه يحدّث عن النبيّ ﷺ، قال: فذكر مثله.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 720 من أصل 1075 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: كانت بنو إسرائيل تسوسُهم الأنبياء

📜 حديث: كانت بنو إسرائيل تسوسُهم الأنبياء

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: كانت بنو إسرائيل تسوسُهم الأنبياء

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: كانت بنو إسرائيل تسوسُهم الأنبياء

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: كانت بنو إسرائيل تسوسُهم الأنبياء

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية