أمرنا النبي في غزوة خيبر أن نلقي الحمر الأهلية

حديث: أمرنا النبي في غزوة خيبر أن نلقي الحمر الأهلية

عن البراء بن عازب قال: أمرنا النَّبِيّ ﷺ في غزوة خيبر أن نلقي الحمر الأهلية نيئةً ونضيجةً، ثمّ لم يأمرنا بأكله بعدُ.

متفق عليه: رواه البخاريّ في المغازي (٤٢٢٦)، ومسلم في الصيد (١٩٣٨: ٣١) كلاهما من طريق عاصم، عن عامر الشعبيّ، عن البراء بن عازب فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
الحديث الشريف:
عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: "أمرنا النَّبِيّ ﷺ في غزوة خيبر أن نلقي الحمر الأهلية نيئةً ونضيجةً، ثمّ لم يأمرنا بأكله بعدُ".
(رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما)

1. شرح المفردات:

● غزوة خيبر: معركة وقعت في السنة السابعة للهجرة بين المسلمين ويهود خيبر.
● الحمر الأهلية: هي الحمير المستأنسة التي تُرْكب وتحمل الأثقال، وتُستخدم في البيوت والزراعة، بخلاف الحمر الوحشية.
● نيئةً: غير مطبوخة (نيئة).
● نضيجةً: مطبوخة وناضجة.

2. شرح الحديث:

في غزوة خيبر، وجد المسلمون عددًا من الحمير الأهلية التي كانت لليهود، فأمر النبي ﷺ الصحابة أن يلقوها ويتلفوها، سواء كانت نيئة (غير مطبوخة) أو مطبوخة وناضجة، ولم يأذن لهم بعد ذلك بأكلها.
وذلك لأن الحمر الأهلية كانت في ذلك الوقت محرمة بأمر الله تعالى، حيث كانت من الخبائث التي حرمها الإسلام تدريجيًا، وقد نزل التحريم القاطع لها بعد ذلك، كما في قوله تعالى:
{حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ} [المائدة: 3].
وقد فسر كثير من المفسرين أن "الحمر الأهلية" داخلة في عموم الخبائث التي حرمها الله.

3. الدروس المستفادة:

● التدرج في التشريع: كان تحريم الحمر الأهلية تدريجيًا؛ حيث كان المسلمون يأكلونها في بداية الإسلام، ثم نُهوا عنها في غزوة خيبر، ثم حُرِّمت تحريمًا قاطعًا بعد ذلك.
● الامتثال لأمر النبي ﷺ: الصحابة رضي الله عنهم امتثلوا لأمر النبي ﷺ فورًا دون تردد، رغم أن الحمر كانت طعامًا معتادًا لهم قبل التحريم.
● التخلص من المحرمات: الأمر بإتلاف الطعام المحرم (حتى إذا كان مطبوخًا) يدل على وجوب التخلص من كل ما حرم الله، وعدم الاستفادة منه حتى في الأمور المادية.
● التعاون على البر والتقوى: الأمر الجماعي بإلقاء الحمر يدل على أهمية التعاون في تنفيذ أوامر الله ورسوله.

4. معلومات إضافية:

- هذا الحديث من الأدلة على تحريم أكل لحم الحمار الأهلي، وهو مذهب الجمهور (الحنفية والشافعية والحنابلة).
- استثنى بعض العلماء الحمار الوحشي، فهو حلال عند الجمهور.
- كان التحريم بسبب أن الحمر الأهلية كانت تأكل النجاسات، فصارت في حكم الخبائث.

اللهم فقهنا في الدين وعلمنا التأويل، وارزقنا اتباع سنة نبيك محمد ﷺ ظاهرًا وباطنًا.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في المغازي (٤٢٢٦)، ومسلم في الصيد (١٩٣٨: ٣١) كلاهما من طريق عاصم، عن عامر الشعبيّ، عن البراء بن عازب فذكره.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 111 من أصل 127 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أمرنا النبي في غزوة خيبر أن نلقي الحمر الأهلية

📜 حديث: أمرنا النبي في غزوة خيبر أن نلقي الحمر الأهلية

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: أمرنا النبي في غزوة خيبر أن نلقي الحمر الأهلية

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: أمرنا النبي في غزوة خيبر أن نلقي الحمر الأهلية

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: أمرنا النبي في غزوة خيبر أن نلقي الحمر الأهلية

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية