حديث: نهي رسول الله ﷺ عن أكل الجلّالة وألبانها.

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب كراهية أكل لحوم الجلالة وشرب ألبانها

عن ابن عمر قال: نهى رسول الله ﷺ أكل الجلّالة وألبانها.

صحيح: رواه أبو داود (٣٧٨٥)، والتِّرمذيّ (١٨٢٤)، وابن ماجة (٣١٨٩) من طرق عن محمد بن إسحاق، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، عن ابن عمر فذكره.

عن ابن عمر قال: نهى رسول الله ﷺ أكل الجلّالة وألبانها.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فالحديث الذي ذكرتَه حديث صحيح رواه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه وغيرهم عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله ﷺ نهى عن أكل الجلّالة وعن شرب ألبانها.

أولاً. شرح المفردات:


● نهى: أي حرّم أو منع تحريم تنزيهي أو تحريمًا مؤقتًا لحكمة معينة.
● الجلّالة: هي الحيوان (من الإبل أو البقر أو الغنم أو الدجاج وغيرها) الذي يتغذى على النجاسات والقاذورات كالعذرة وغيرها.
● ألبانها: أي حليب هذه الحيوانات.

ثانيًا. شرح الحديث:


نهى النبي ﷺ عن أكل لحم الحيوان الجلّالة وعن شرب حليبها، والعلة في هذا النهي أن طعامها النجس يؤثر على لحمها وحليبها فيكتسب شيئًا من خبث تلك النجاسات ونتنها، مما يجعل فيه ضررًا على آكله أو شارب لبنه.
وقد اختلف الفقهاء في حكم هذا النهي:
- فمنهم من رأى أن النهي للتحريم، وأن أكل الجلّالة حرام حتى تُحبس وتُطهر بأكل الطاهر.
- ومنهم من رأى أن النهي للكراهة التنزيهية، خاصة إذا كان أكلها للنجاسة قليلاً.
- والراجح -والله أعلم- أن النهي للتحريم إذا كان غالب غذائها النجاسات، لقول النبي ﷺ: (إن الله لا يقبل صلاة بغير طهور) رواه مسلم، والجلّالة قد تأثر طعامها بالنجاسة.

ثالثًا. الدروس المستفادة:


1- الحفاظ على الطهارة والنظافة: الإسلام دين النظافة والطهارة، وهذا النهي يؤكد حرص الشريعة على تجنب كل خبيث أو مؤذٍ.
2- التحرز من الضرر: النهي عن أكل الجلّالة وألبانها يدخل تحت القاعدة الشرعية "لا ضرر ولا ضرار".
3- مراعاة التغذية السليمة: الحديث يرشد إلى أهمية تغذية الحيوانات التي نأكلها بالطعام الطيب، لأن الطعام الطيب ينتج طعامًا طيبًا.
4- التفكير في السبب والنتيجة: ما تأكله الحيوانات يؤثر على جودة لحومها وألبانها، وهذا من الحكم العلمية التي اكتشفها العلم الحديث.

رابعًا. معلومات إضافية:


- إذا حُبست الجلّالة وأُطعمت الطعام الطاهر مدةً (قال العلماء: حوالي ثلاثة أيام للإبل والبقر، ويوم للغنم، وثلاثة أيام للدجاج) فإنها تطهر ويحل أكلها وشرب لبنها.
- هذا الحديث من الأدلة على سمو التشريع الإسلامي وسبقه في مجال الصحة والوقاية من الأمراض.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٣٧٨٥)، والتِّرمذيّ (١٨٢٤)، وابن ماجة (٣١٨٩) من طرق عن محمد بن إسحاق، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، عن ابن عمر فذكره.
ورواه من هذا الوجه الحاكم (٢/ ٣٤) وسكت عنه. وقال الترمذيّ: «حسن غريب».
قال الأعظمي: وهو كذلك إِلَّا أن ابن إسحاق لم يصرح، لكنه توبع عليه، فرواه أبو داود (٣٧٨٩)، والحاكم (٢/ ٣٤ - ٣٥) وعنهما البيهقيّ (٩/ ٣٣٣) من طريق أحمد بن أبي سريج، أخبرني عبد الله بن جهم، حَدَّثَنَا عمرو بن أبي قيس، عن أيوب السختيانيّ، عن نافع، عن ابن عمر قال: نهى رسول الله ﷺ عن الجلالة في الإبل أن يركب عليها أو يشرب من ألبانها.
وإسناده حسن من أجل عمرو بن أبي قيس الرازيّ، وعبد الله بن الجهم الرازي فكلاهما حسنا الحديث.
وله طريق آخر رواه الطبرانيّ في الكبير (١٢/ ٣٠٤)، والأوسط (٦٣٢) من طريق هشام بن عمار، ثنا إسماعيل بن عَيَّاش، عن عمر بن محمد، عن سالم، عن ابن عمر: أن رسول الله ﷺ نهى عن الجلالة وألبانها وظهرها.
وقال الطبرانيّ في الأوسط: «لم يرو هذا الحديث عن عمر إِلَّا إسماعيل».
قال الأعظمي: وإسماعيل بن عَيَّاش صدوق في روايته عن الشاميين، مخلط في غيرهم، وهذه منها فإن عمر بن محمد هو: ابن زيد بن عبد الله بن عمر بن الخطّاب مدني نزل عسقلان.
ولكن إسناده لا بأس به في المتابعات.
وله طريق أخرى وما ذكر أمثلها، وبالجملة فالحديث صحيح بمجموع طرقه.
وقوله: «الجلّالة الجلالة من الحيوان التي تأكل الجِلّة والعذرة.
والجلة: البعر فاستعير ووُضع موضع العذرة.
وقال ابن حبان: الجلالة ما كان الغالب على علفها القذارة، فإذا كان الغالب على علفها الأشياء الطاهرة الطيبة لم تكن بجلالة. الإحسان (١٢/ ٢٢١).
وقال الخطابي: «هي الإبل التي تأكل الجلّة، وهي العَذِرة، كره أكل لحومها وألبانها تنزّهًا وتنظّفًا، وذلك أنها إذا اغتذتْ بها وُجدَ نتنُ رائحتها في لحومها، وهذا إذا كان غالب علفها منها، أما إذا رعت الكلأ، واعتلفت الحبّ، وكانت تنال من ذلك شيئا من الجلّة فليستْ بجلالة، وإنما هي كالدجاج ونحوها من الحيوان الذي ربما نال الشيء منها، وغالب غذائه وعلفه من غيرها فلا يكره أكله».
قال: «واختلف الناس في أكل لحوم الجلالة وألبانها فكره ذلك أبو حنيفة وأصحابه والشافعي وأحمد بن حنبل وقالوا: لا تؤكل حتى تُحبس أيامًا، وتعلف علفًا غيرها، فإذا طاب لحمها فلا بأس بأكله.
وقد روي في حديث أن البقر تعلف أربعين يومًا، ثم يؤكل لحمها، وكان ابن عمر رضي الله عنه يحبس الدجاجة ثلاثًا ثم يذبحها.
وقال إسحاق بن راهويه: لا بأس أن يؤكل لحمها بعد أن يغسل غسلًا جيدًا، وكان الحسن البصري لا يرى بأسًا بأكل لحوم الجلالة، وكذلك قال مالك بن أنس». انتهى كلام الخطابي.
قال الأعظمي: مع هذا الكلام الجيد فإن أكل الجلالة قد يؤدي إلى الإصابة بالأمراض لوجود الجرائم في لحمها، وقد تظهر هذه الأمراض كالوباء، وهي من الحكمة النبوية في النهي عن أكل لحومها وشرب ألبانها.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 121 من أصل 127 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: نهي رسول الله ﷺ عن أكل الجلّالة وألبانها.

  • 📜 حديث: نهي رسول الله ﷺ عن أكل الجلّالة وألبانها.

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: نهي رسول الله ﷺ عن أكل الجلّالة وألبانها.

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: نهي رسول الله ﷺ عن أكل الجلّالة وألبانها.

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: نهي رسول الله ﷺ عن أكل الجلّالة وألبانها.

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب