حديث: قتل شيوخ المشركين والاستبقاء على صبيانهم

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب النهي عن قتل الصبيان والنساء في الحرب

عن سمرة بن جندب قال: قال رسول الله ﷺ: «اقتلوا شيوخ المشركين واستبقوا
شرخهم».

حسن: رواه أبو داود (٢٦٧٠) عن سعيد بن منصور (وهو في سننه ٢٦٢٤)، حدثنا هشيم، حدثنا حجاج، حدثنا قتادة، عن الحسن، عن سمرة .

عن سمرة بن جندب قال: قال رسول الله ﷺ: «اقتلوا شيوخ المشركين واستبقوا
شرخهم».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث رواه الإمام أبو داود في سننه، وسأقوم بشرحه وفق منهج أهل السنة والجماعة، مع بيان مقصده الشرعي وضوابطه.
### أولاً. نص الحديث وروايته
عن سمرة بن جندب رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «اقتلوا شيوخ المشركين، واستبقوا شَرْخَهُمْ».
والحديث رواه أبو داود في "سننه" في كتاب الجهاد، باب في الأمر بقتل الشيوخ وترك الشرخ.
### ثانياً. شرح المفردات
● شيوخ المشركين: كبار السن منهم، وهم الذين تقلدوا زعامة الكفر وعُرفوا بالعداوة للإسلام والتمسك بالشرك.
● استبقوا: اطلبوا البقاء لهم، أي اتركوهم أحياء ولا تقتلوهم.
● شَرْخَهُمْ: "الشرخ" في اللغة: الفتية والغلمان، أي صغار السن الذين لم يبلغوا الحلم، أو الذين لم يشتد عودهم بعد.
### ثالثاً. شرح الحديث
هذا الحديث ليس أمراً مطلقاً بقتل كل شيخ مشرك، وإنما هو بيان لحكم خاص في حالة القتال والمعارك، وله ضوابط وشروط:
1- مقصده الأساسي: التمييز في المعركة بين من هو قائد وزعيم للكفر ومحارب معاند، وبين من لم يبلغ سن القتال أو لم يشارك فيه فعلياً. فالشيخ هنا المقصود به الزعيم أو القائد الذي يقود الحرب ضد المسلمين، وليس مجرد كبر السن.
2- السياق والحكمة: الحكمة من قتل "الشيوخ" – وهم القادة – هي قطع دابر الحرب وإضعاف شوكة العدو، لأن خبرتهم وقيادتهم هي عماد جيش المشركين. أما استبقاء "الشرخ" – وهم الصغار – فلأنهم لم يشاركوا في القتال بعد، ويمكن أن يدخلوا في الإسلام وينشؤوا عليه، وهذا من رحمة الإسلام وعدله.
3- ضوابط تطبيقه: هذا الحكم ليس على إطلاقه، بل هو من باب "الأمر بالقتال" الذي له شروطه وضوابطه، ومنها:
- أن يكونوا محاربين فعليين.
- ألا يكونوا من ذوي العهود أو المستأمنين.
- أن يصدر هذا الأمر من الإمام أو القائد العام للمسلمين في ظرف معين تقتضيه المصلحة.
### رابعاً. الدروس المستفادة
1- الحكمة والتمييز في الحرب: الإسلام يفرق بين المحاربين وغيرهم، فلا يقتل النساء، ولا الصبيان، ولا الشيوخ غير المحاربين، ولا الرهبان في الصوامع، كما في الأحاديث الصحيحة الأخرى. وهذا الحديث خاص بفئة معينة (القادة المحاربين).
2- رحمة الإسلام: أمره باستبقاء الصغار يدل على النظر إلى المستقبل، وإمكانية هدايتهم ودخولهم في الإسلام،而不是 الإبادة العشوائية.
3- أن أحكام الجهاد ليست ثأراً شخصياً: بل هي أحكام شرعية تحكمها مصلحة الدعوة ودرء الفتنة، وتقوم على الموازنة بين الحقوق والرحمة.

خامساً:

معلومات إضافية
- هذا الحكم من الأحكام الخاصة بظرف الحرب، وليس من الأحكام العامة في التعامل مع غير المسلمين في حال السلم أو المعاهدات.
- العلماء قديماً وحديثاً يوضحون أن هذا الحديث لا يعارض النصوص الكثيرة التي تمنع قتل غير المقاتلين، بل هو خاص بفئة القادة المحاربين الذين هم عماد الحرب.
- من القواعد المهمة: "العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب"، ولكن هنا السياق يبين أن الأمر متعلق بسياق المعركة وتمييز المحاربين.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٢٦٧٠) عن سعيد بن منصور (وهو في سننه ٢٦٢٤)، حدثنا هشيم، حدثنا حجاج، حدثنا قتادة، عن الحسن، عن سمرة .. فذكره.
وإسناده حسن من أجل حجاج - وهو ابن أرطاة - فإنه حسن الحديث إذا صرح بالتحديث لأنه مدلس.
ورواه الترمذي (١٥٨٣) من وجه آخر عن الوليد بن مسلم، عن سعيد بن بشير، عن قتادة، به مثله.
والوليد بن مسلم مدلس، وقد عنعن، وسعيد بن بشير ضعيف باتفاق أهل العلم، ومع ذلك قال الترمذي: «حسن غريب». وفي نسخة: «حسن صحيح غريب». وقال: رواه الحجاج بن أرطاة عن قتادة نحوه. فلعله صحّح أو حسن طريقه بمتابعة الحجاج له.
وأما الحسن فقد سبق مِرارا أنه سمع مطلقا من سمرة بن جندب، وكان عنده كتاب، وإليه يميل الترمذي أيضا.
وقال: «والشرخ»: الغلمان الذين لم يُنبتوا.
وقوله: «شيوخ المشركين» أي رؤساءهم ومدبّروا الحرب.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 180 من أصل 424 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: قتل شيوخ المشركين والاستبقاء على صبيانهم

  • 📜 حديث: قتل شيوخ المشركين والاستبقاء على صبيانهم

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: قتل شيوخ المشركين والاستبقاء على صبيانهم

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: قتل شيوخ المشركين والاستبقاء على صبيانهم

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: قتل شيوخ المشركين والاستبقاء على صبيانهم

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب