حديث: لا يقتلن امرأة ولا عسيفا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب النهي عن قتل الصبيان والنساء في الحرب

عن الرباح بن الربيع قال: كنا مع رسول الله ﷺ في غزوة، فرأى الناس مجتمعين على شيء، فبعث رجلا فقال: «انظر على ما اجتمع هؤلاء؟» فجاء فقال على امرأة قتيل. فقال: «ما كانت هذه لتقاتل» قال: وعلى المقدمة خالد بن الوليد فبعث رجلا فقال: «قل لخالد: لا يقتلن امرأة ولا عسيفا».

حسن: رواه أبو داود (٢٦٦٩)، والنسائي في الكبرى (٨٥٧١ - ٨٥٧٢)، وابن ماجه (٢٨٤٢)، وأحمد (١٥٩٩٢، ١٥٩٩٣، ١٥٩٩٤)، وصحّحه ابن حبان (٤٧٨٩)، والحاكم (٢/ ١٢٢) كلهم من طرق عن المرقع بن صيفي بن رباح، عن جده رباح بن الربيع أخي حنظلة .

عن الرباح بن الربيع قال: كنا مع رسول الله ﷺ في غزوة، فرأى الناس مجتمعين على شيء، فبعث رجلا فقال: «انظر على ما اجتمع هؤلاء؟» فجاء فقال على امرأة قتيل. فقال: «ما كانت هذه لتقاتل» قال: وعلى المقدمة خالد بن الوليد فبعث رجلا فقال: «قل لخالد: لا يقتلن امرأة ولا عسيفا».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النبوي الشريف الذي رواه الإمام أحمد في مسنده، وابن ماجه في سننه، وغيرهما من أئمة الحديث:

الحديث:


عن الرباح بن الربيع قال: كنا مع رسول الله ﷺ في غزوة، فرأى الناس مجتمعين على شيء، فبعث رجلا فقال: «انظر على ما اجتمع هؤلاء؟» فجاء فقال على امرأة قتيل. فقال: «ما كانت هذه لتقاتل» قال: وعلى المقدمة خالد بن الوليد فبعث رجلا فقال: «قل لخالد: لا يقتلن امرأة ولا عسيفا».

1. شرح المفردات:


● الرباح بن الربيع: صحابي جليل، من الأنصار.
● في غزوة: أي في إحدى المعارك التي خاضها النبي ﷺ.
● مجتمعين على شيء: متحلقين حول شيء ما.
● قتيل: مقتولة.
● ما كانت هذه لتقاتل: أي ليست من المحاربين الذين يجوز قتالهم.
● المقدمة: طليعة الجيش أو القوة المتقدمة في المعركة.
● خالد بن الوليد: الصحابي الجليل، سيف الله المسلول، كان قائداً عسكرياً.
● عسيفاً: الأجير أو العامل الذي لا يشارك في القتال، أو من ليس من أهل الحرب الأصليين.

2. شرح الحديث:


في هذا الحديث يخبر الصحابي الجليل الرباح بن الربيع أنهم كانوا مع رسول الله ﷺ في إحدى الغزوات، فرأى النبي ﷺ جماعة من الناس مجتمعين حول شيء ما، فأرسل رجلاً ليعرف سبب اجتماعهم. فعاد الرجل وأخبر النبي ﷺ أنهم مجتمعون حول امرأة مقتولة. فاستنكر النبي ﷺ ذلك قائلاً: "ما كانت هذه لتقاتل"، أي أن هذه المرأة ليست من المحاربين الذين يجوز قتالهم، لأن النساء عادة لا يشاركن في القتال.
وكان خالد بن الوليد - رضي الله عنه - يقود المقدمة (طليعة الجيش)، فأرسل النبي ﷺ رجلاً إلى خليد يأمره: "لا يقتلن امرأة ولا عسيفاً". والعسيف هو الأجير أو العامل الذي لا يشارك في القتال، أو من ليس من أهل الحرب الأصليين، بل هو مجبر على العمل أو الخدمة.

3. الدروس المستفادة منه:


● تحريم قتل غير المقاتلين: يوضح الحديث تحريم قتل النساء في الحرب، لأنهن لسن من أهل القتال عادة.
● تحريم قتل العمال والأجراء: النهي عن قتل "العسيف" وهو الأجير أو العامل الذي لا شأن له بالقتال، مما يدل على رحمة الإسلام وعدالته حتى في أشد حالات الحرب.
● الرفق والرحمة في الإسلام: حتى في خضم المعارك، يأمر النبي ﷺ بعدم تجاوز الحدود الشرعية في القتال.
● التأكيد على ضوابط الجهاد: الإسلام يضع ضوابط صارمة للقتال، تحرم الاعتداء على غير المحاربين.
● قيمة الإنسان في الإسلام: لا يجوز قتل إنسان لمجرد كونه في معسكر العدو، بل لابد أن يكون محارباً فعلياً.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث من الأدلة الواضحة على سماحة الإسلام وعدالته في الحرب، وهو ما يعرف اليوم بـ "قانون الحرب" في الإسلام.
- خالد بن الوليد - رضي الله عنه - كان قائداً شجاعاً، لكن النبي ﷺ أراد أن يذكره بضوابط الشرع حتى في حمأة المعركة.
- هذا النهي يشمل أيضاً الأطفال، والشيوخ، والرهبان، وغيرهم من غير المقاتلين، كما في الأحاديث الأخرى.
- يعتبر هذا الحديث من مبادئ "القواعد الإنسانية" في الإسلام التي سبقت المواثيق الدولية الحديثة.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٢٦٦٩)، والنسائي في الكبرى (٨٥٧١ - ٨٥٧٢)، وابن ماجه (٢٨٤٢)، وأحمد (١٥٩٩٢، ١٥٩٩٣، ١٥٩٩٤)، وصحّحه ابن حبان (٤٧٨٩)، والحاكم (٢/ ١٢٢) كلهم من طرق عن المرقع بن صيفي بن رباح، عن جده رباح بن الربيع أخي حنظلة .. فذكره. والسياق لأبي داود.
وإسناده حسن من أجل المرقع بن صيفي؛ فإنه حسن الحديث.
وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين.
قال الأعظمي: وليس كما قال فإن المرقع بن صيفي ليس من رجال الشيخين.
وأما ما روي من حديث حنظلة بن الربيع فهو خطأ.
رواه ابن ماجه (٢٨٤٢)، وأحمد (١٧٦١٠)، من طريق الثوري، عن أبي الزناد، عن المرقع بن عبد الله بن صيفي، عن حنظلة الكاتب قال: غزونا مع رسول الله ﷺ فذكره.
والمحفوظ أنه من حديث الرباح بن الربيع أخطأ فيه الثوري، فجعله من مسند حنظلة الكاتب كما قال غير واحد من أهل العلم. منهم: أبو بكر بن أبي شيبة كما حكى عنه ابن ماجه، وأبو حاتم وأبو زرعة كما في العلل (سؤال ٩١٤)، والبخاري في التاريخ الكبير (٣/ ٣١٤)، والترمذي في العلل الكبير (٢/ ٦٧٢).
ومن أجل ذلك لما أخرج أحمد حديثه في مسند حنظلة الكاتب أعقبه بذكر حديث رباح بن الربيع. والله أعلم.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 181 من أصل 424 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا يقتلن امرأة ولا عسيفا

  • 📜 حديث: لا يقتلن امرأة ولا عسيفا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لا يقتلن امرأة ولا عسيفا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لا يقتلن امرأة ولا عسيفا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لا يقتلن امرأة ولا عسيفا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب