حديث: أخذت لقاح النبي ﷺ فاستنقذتها من غطفان وفزارة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب جواز الاختيال في الحرب

عن سلمة بن الأكوع قال: خرجتُ من المدينة ذاهبا نحو الغابة، حتى إذا كنتُ بثنية الغابة لقيني غلامٌ لعبد الرحمن بن عوف، قلت: ويحك! ما بك؟ قال: أخذت لقاحٌ النبي ﷺ. قلت: من أخذها؟ قال: غطفان، وفزارة. فصرختُ ثلاث صرخات أسمعتُ ما بين لابتيها: يا صباحاه! يا صباحاه! ثم اندفعت حتى ألقاهم، وقد أخذوها، فجعلتُ أرميهم، وأقول:
أنا ابن الأكوع ... واليوم يوم الرضع
فاستنقذتها منهم قبل أن يشربوا، فأقبلت بها أسوقها، فلقيني النبي ﷺ فقلت: يا رسول الله، إن القوم عطاش، وإني أعجلتهم أن يشربوا سقيهم، فابعث في إثرهم، فقال: «يا ابن الأكوع ملكت، فأسجِحْ إن القوم يقرون في قومهم».

متفق عليه: رواه البخاري في الجهاد والسير (٣٠٤١)، ومسلم في الجهاد والسير (١٨٠٦: ١٣١) كلاهما من طرق عن يزيد بن أبي عبيد قال: سمعت سلمة بن الأكوع يقول .

عن سلمة بن الأكوع قال: خرجتُ من المدينة ذاهبا نحو الغابة، حتى إذا كنتُ بثنية الغابة لقيني غلامٌ لعبد الرحمن بن عوف، قلت: ويحك! ما بك؟ قال: أخذت لقاحٌ النبي ﷺ. قلت: من أخذها؟ قال: غطفان، وفزارة. فصرختُ ثلاث صرخات أسمعتُ ما بين لابتيها: يا صباحاه! يا صباحاه! ثم اندفعت حتى ألقاهم، وقد أخذوها، فجعلتُ أرميهم، وأقول:
أنا ابن الأكوع ... واليوم يوم الرضع
فاستنقذتها منهم قبل أن يشربوا، فأقبلت بها أسوقها، فلقيني النبي ﷺ فقلت: يا رسول الله، إن القوم عطاش، وإني أعجلتهم أن يشربوا سقيهم، فابعث في إثرهم، فقال: «يا ابن الأكوع ملكت، فأسجِحْ إن القوم يقرون في قومهم».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النافع الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه عن صحابي جليل، هو سلمة بن الأكوع رضي الله عنه:

أولاً. شرح المفردات:


● لقاح النبي ﷺ: الإبل التي كان النبي ﷺ يحلبها ليشرب لبنها.
● ثنية الغابة: مكان مرتفع قرب المدينة.
● ويحك! ما بك؟: كلمة تعبير عن التعجب والاستفهام عن حاله.
● يا صباحاه: نداء استغاثة وإعلام بالخطر، كأنه ينبه الناس أن عدواً قد أغار في الصباح.
● أنا ابن الأكوع ... واليوم يوم الرضع: يعني اليوم يوم الهزيمة والذل للعدو.
● مَلَكْتَ فأسجح: أي قد غلبت وقهرت، فأسجح يعني تسامح وأعفُ.
● يقرون في قومهم: أي يعيشون بين قومهم، وليسوا محاربين معروفين بالعداء.


ثانياً. شرح الحديث:


يحدثنا الصحابي الجليل سلمة بن الأكوع رضي الله عنه أنه خرج من المدينة متجهاً نحو منطقة الغابة، فلما وصل إلى مكان مرتفع يسمى "ثنية الغابة"، لقيه غلام لعبد الرحمن بن عوف، فسأله: ما الخبر؟ فأخبره الغلام أن قبيلتي غطفان وفزارة قد أغاروا وسرقوا إبل النبي ﷺ.
فما كان من سلمة إلا أن صرخ ثلاث صرخات قوية ليُنذر أهل المدينة بالخطر، ثم انطلق بسرعة لملاحقة اللصوص، وبدأ يرميهم بالسهام وهو ينشد شعراً يفخر بنفسه ويُرهب العدو، حتى استطاع أن يسترد الإبل منهم قبل أن يشربوا لبنها.
وعندما كان returning بالإبل، لقيه النبي ﷺ، فأخبره بما حدث، واقترح عليه أن يبعث جنوداً لتعقب القوم لأنهم عطاش ولم يشربوا بعد، لكن النبي ﷺ قال له: "يا ابن الأكوع، لقد انتصرت وغلبت، فاعف عنهم وتسامح، فإن هؤلاء القوم يعيشون بين قومهم وليسوا محاربين معروفين بالعداء".


ثالثاً. الدروس المستفادة:


1- الشجاعة والدفاع عن مال المسلمين: فعل سلمة بن الأكوع يدل على شجاعته الفائقة وهمته العالية في الدفاع عن مال النبي ﷺ وهو من مال المسلمين.
2- الرفق والعفو عند المقدرة: النبي ﷺ علمنا أن العفو والتسامح عند المقدرة من أخلاق الإسلام العظيمة، خاصة إذا كان الخصم ليس من المحاربين المعروفين.
3- الحكمة في التعامل مع الأعداء: ليس كل من أخطأ يجب معاقبته، بل ينظر في حاله وظروفه.
4- الأخذ بالأسباب مع التوكل على الله: سلمة لم ينتظر المساعدة، بل تحرك بسرعة واتخذ الأسباب، ثم رد الأمر إلى النبي ﷺ.
5- فضل الإنكار على المنكر: سلمة أنكر هذا الاعتداء بفعله وقوله، وهذا من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.


رابعاً. فوائد إضافية:


- هذا الحديث يظهر حرص الصحابة على حفظ مال المسلمين ودفع الأذى عنهم.
- فيه بيان لمكانة سلمة بن الأكوع رضي الله عنه وشجاعته.
- النبي ﷺ كان قدوة في العفو والحلم، حتى مع من اعتدى عليه.
- يستفاد منه أهمية الحكمة في معاملة المخالفين، ومراعاة الظروف.
وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الجهاد والسير (٣٠٤١)، ومسلم في الجهاد والسير (١٨٠٦: ١٣١) كلاهما من طرق عن يزيد بن أبي عبيد قال: سمعت سلمة بن الأكوع يقول .. فذكره.
قوله: «فأسجِحْ» أي أحسِنْ وارفقْ.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 177 من أصل 424 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أخذت لقاح النبي ﷺ فاستنقذتها من غطفان وفزارة

  • 📜 حديث: أخذت لقاح النبي ﷺ فاستنقذتها من غطفان وفزارة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أخذت لقاح النبي ﷺ فاستنقذتها من غطفان وفزارة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أخذت لقاح النبي ﷺ فاستنقذتها من غطفان وفزارة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أخذت لقاح النبي ﷺ فاستنقذتها من غطفان وفزارة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب