حديث: لم تراعوا لم تراعوا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب الخروج عند الفزع

عن أنس بن مالك قال: كان رسول الله ﷺ أحسن الناس، وكان أجود الناس،
وكان أشجع الناس، ولقد فزع أهل المدينة ذات ليلة فانطلق ناس قبل الصوت، فتلقاهم رسول الله ﷺ راجعا، وقد سبقهم إلى الصوت، وهو على فرس لأبي طلحة عري، في عنقه السيف، وهو يقول: «لم تراعوا، لم تراعوا»، قال: «وجدناه بحرا، أو إنه لبحر»، قال وكان فرسا يبطأ.

متفق عليه: رواه البخاري في الجهاد (٢٩٠٨)، ومسلم في الفضائل (٢٣٠٧: ٤٨) كلاهما من طرق عن حماد بن زيد، عن ثابت، عن أنس بن مالك قال .

عن أنس بن مالك قال: كان رسول الله ﷺ أحسن الناس، وكان أجود الناس،
وكان أشجع الناس، ولقد فزع أهل المدينة ذات ليلة فانطلق ناس قبل الصوت، فتلقاهم رسول الله ﷺ راجعا، وقد سبقهم إلى الصوت، وهو على فرس لأبي طلحة عري، في عنقه السيف، وهو يقول: «لم تراعوا، لم تراعوا»، قال: «وجدناه بحرا، أو إنه لبحر»، قال وكان فرسا يبطأ.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين وإمام المتقين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم يرويه أنس بن مالك رضي الله عنه، خادم رسول الله ﷺ، وهو في الصحيحين (البخاري ومسلم) وغيرهما من دواوين السنة المعتمدة. وهذا الحديث يجمع بين فضائل النبي ﷺ الخَلقية والخُلُقية، ويظهر شمائله العظيمة التي تميز بها عن سائر البشر.

أولاً. شرح المفردات:


● فزع: خافوا وذعروا من صوت مفاجئ.
● انطلق ناس قبل الصوت: خرج بعض الناس متجهين نحو مصدر الصوت ليعرفوا سبب الفزع.
● فتلقاهم رسول الله ﷺ راجعاً: قابلهم النبي ﷺ وهو عائد من جهة الصوت قبل أن يصلوا هم إليه.
● عري: الفرس العري هو السريع الجري.
● في عنقه السيف: كان السيف معلقاً في عنقه استعداداً لأي طارئ.
● لم تراعوا: كلمة تقال لطمأنة الخائف، أي لا تخافوا ولا تفزعوا.
● بحر: كناية عن الجواد السريع الذي لا يُسبق.
● يبطأ: كان الفرس في العادة بطيئاً، ولكن الله أجرى على يد نبيه ﷺ من الكرامات ما جعله سريعاً في هذه الليلة.

ثانياً. شرح الحديث:


يذكر أنس بن مالك رضي الله عنه ثلاثة من صفات النبي ﷺ التي تميز بها:
1- أحسن الناس: أي أحسنهم خَلقاً وخُلُقاً، فكان جميل الصورة، جميل المعشر، طيب الأخلاق.
2- أجود الناس: أي أكرمهم وأسخاهم، لا يرد سائلاً، ويعطي عطاء من لا يخشى الفاقة.
3- أشجع الناس: والشجاعة خلق عظيم، والشجاع هو من يملك نفسه عند مواجهة المخاطر.
ثم ضرب مثالاً على شجاعته ﷺ: ففي ليلة من الليالي، سمع أهل المدينة صوتاً مفاجئاً فأصابهم الفزع، فخرج بعض الناس ليتحسسوا مصدر الصوت. وإذا بهم يلتقون النبي ﷺ وهو عائد من جهة الصوت، فقد سبقهم إليه وهو راكب على فرس أبي طلحة، وكان الفرس سريعاً في تلك الليلة مع أنه كان معروفاً بالبطء، وهذا من إكرام الله لنبيه ﷺ. وكان النبي ﷺ قد أخذ سيفه معلقاً في عنقه استعداداً للدفاع عن المدينة وأهلها. ثم طمأنهم بقوله: "لم تراعوا" أي لا تخافوا، فقد وجدت أن الأمر لا خطر فيه.

ثالثاً. الدروس المستفادة:


1- كمال خلق النبي ﷺ: فهو المثل الأعلى في حسن الخلق والجود والشجاعة.
2- الشجاعة الحقيقية: وهي الثبات عند المواقف الصعبة، والتقدم لحماية الآخرين، كما فعل ﷺ حين خرج وحده لاستكشاف مصدر الخطر.
3- طمأنة الناس وإزالة الفزع: من هدي النبي ﷺ أنه كان يطمئن أصحابه ويزيل الخوف من قلوبهم.
4- التوكل على الله مع الأخذ بالأسباب: فقد خرج ﷺ بسيفه مستعداً لأي خطر، مع توكله على الله تعالى.
5- إكرام الله لأنبيائه: فقد سخّر الله لهذا الفرس أن يكون سريعاً في هذه الليلة مع أنه كان بطيئاً، وذلك إظهاراً لمعجزة النبي ﷺ.

رابعاً. معلومات إضافية:


- هذا الحديث من الأحاديث التي تجمع فضائل النبي ﷺ، وهو دليل على أن الشجاعة لا تعني التهور، بل هي التصرف الحكيم في مواجهة الخطر.
- وفيه بيان كيف أن النبي ﷺ كان قدوة في كل شيء، حتى في الشجاعة والجود والحلم.
- والحديث يرد على من يتصور أن الشجاعة تنافي الحلم والجود، بل إن النبي ﷺ جمع بين كل هذه الفضائل.
أسأل الله أن يجعلنا من المتبعين لسنة نبيه ﷺ، العاملين بهديه، المستنيرين بشمائله. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الجهاد (٢٩٠٨)، ومسلم في الفضائل (٢٣٠٧: ٤٨) كلاهما من طرق عن حماد بن زيد، عن ثابت، عن أنس بن مالك قال .. فذكره. واللفظ لمسلم.
ورواه البخاري في الجهاد (٢٨٦٢)، ومسلم في الفضائل (٢٣٠٧: ٤٩) من طرق عن شعبة، عن قتادة، عن أنس قال: كان بالمدينة فزع، فاستعار النبي ﷺ فرسا لأبي طلحة يقال له: مندوب. فركبه وقال: «ما رأينا من فزع، وإن وجدناه لبحرا».
وقوله: «لم تُراعوا» مبني للمجهول من الروع بمعن الفزع.
وكان فرس أبي طلحة بطيئا ولكن بعد ركوب النبي ﷺ عليه صار واسع الجري، فقد ذكر ابن ماجه (٢٧٧٢) عقب الحديث المذكور: قال حماد (هو ابن زيد) وحدثني ثابت وغيره قال: «كان فرسا لأبي طلحة يبطأ فما سُبِقَ بعد ذلك اليوم».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 167 من أصل 424 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لم تراعوا لم تراعوا

  • 📜 حديث: لم تراعوا لم تراعوا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لم تراعوا لم تراعوا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لم تراعوا لم تراعوا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لم تراعوا لم تراعوا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب