حديث: هم منهم ولا حمى إلا لله ولرسوله

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قتل النساء والصبيان من غير تعمد

عن الصعب بن جثامة قال: مر بي النبي ﷺ بالأبواء، أو بودان وسئل عن أهل الدار يبيتون من المشركين، فيصاب من نسائهم وذراريهم، قال: «هم منهم» وسمعته يقول: «لا حمى إلا لله ولرسوله ﷺ».

متفق عليه: رواه البخاري في الجهاد والسير (٣٠١٢)، ومسلم في الجهاد والسير (١٧٤٥: ٢٦) من طريق سفيان بن عيينة، حدثنا الزهري، عن عبيد الله، عن ابن عباس، عن الصعب بن جثامة .

عن الصعب بن جثامة قال: مر بي النبي ﷺ بالأبواء، أو بودان وسئل عن أهل الدار يبيتون من المشركين، فيصاب من نسائهم وذراريهم، قال: «هم منهم» وسمعته يقول: «لا حمى إلا لله ولرسوله ﷺ».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث الذي رواه الصعب بن جثامة رضي الله عنه، مع بيان مفرداته ومعانيه والدروس المستفادة منه:

الحديث:


عن الصعب بن جثامة قال: مر بي النبي ﷺ بالأبواء، أو بودان وسئل عن أهل الدار يبيتون من المشركين، فيصاب من نسائهم وذراريهم، قال: «هم منهم» وسمعته يقول: «لا حمى إلا لله ولرسوله ﷺ».

تخريج الحديث:


رواه الإمام البخاري في صحيحه (رقم 3010)، ومسلم في صحيحه (رقم 1745)، وأبو داود والترمذي والنسائي وغيرهم.

1. شرح المفردات:


● الصعب بن جثامة: صحابي جليل، كان من أهل البادية، واشتهر برواية الحديث.
● الأبواء، أو بودان: موضعان قرب المدينة المنورة، والأبواء معروفة بأنها موضع غزوة النبي ﷺ الأولى (غزوة الأبواء).
● أهل الدار: المقصود بهم المشركون الذين يسكنون في دار أو مكان معين.
● يبيتون: أي يُهاجمون ليلاً وهم نائمون.
● يُصاب من نسائهم وذراريهم: يُقتل من النساء والأطفال.
● هم منهم: أي هؤلاء النساء والأطفال تبع لأهل الدار المشركين، فيحكم بحكمهم.
● لا حمى إلا لله ولرسوله: الحمى هو المكان المحمي المحظور على الآخرين دخوله أو الانتفاع به، وهنا نفى النبي ﷺ أن يكون لأحد حق في أن يحمي أرضاً أو مكاناً لنفسه إلا ما حماه الله ورسوله للمصالح العامة.

2. شرح الحديث:


هذا الحديث يجيب على سؤال حول حكم قتل النساء والأطفال في الغارات الليلية على المشركين إذا كانوا معهم في دار واحدة. فقد سأل الصحابة النبي ﷺ عن ذلك، فأجاب: «هم منهم»، أي أن النساء والأطفال الذين يكونون في دار المشركين يعتبرون جزءاً منهم، وإذا هوجم المشركون ليلاً فإنهم قد يُصابون معهم.
ولكن يجب فهم هذا الحديث في سياقه الصحيح، فليس المقصود إباحة قتل النساء والأطفال عمداً، بل المقصود أنهم إذا كانوا في معية المشركين واختلطوا بهم، فإنهم قد يتعرضون للقتل خطأً أو inadvertently، ولا إثم على المسلمين في ذلك لأنهم لم يتعمدوا قتلهم. وهذا من باب الضرورة الحربية في حالات القتال الدفاعي.
ثم أتبع النبي ﷺ هذا الكلام بقوله: «لا حمى إلا لله ولرسوله»، وهذا تحذير من الاستئثار بالأراضي والمراعي، وأنه لا يجوز لأحد أن يحمي أرضاً لنفسه إلا ما حماه الله ورسوله للمصلحة العامة، كحمى النبي ﷺ لنقيع الخضمات للإبل والغنم الزكوية.

3. الدروس المستفادة:


1- تحريم قتل النساء والأطفال عمداً: الأصل في الشريعة تحريم قتل غير المقاتلين، كالنساء والأطفال والشيوخ، إلا إذا اشتركوا في القتال، أو كانوا درعاً بشرياً للمشركين.
2- مراعاة الضرورات في الحرب: إذا اختلط غير المقاتلين بالمقاتلين، وتعذر تمييزهم، فإن القتل قد يقع خطأً دون إثم على المسلمين.
3- العدل والرحمة حتى في الحرب: الشريعة الإسلامية تحرم التمثيل بالقتلى، وقتل المدنيين عمداً، وهذا من رحمة الإسلام وعدله.
4- تحريم الاستئثار بالمرافق العامة: قوله «لا حمى إلا لله ولرسوله» تحذير من احتكار الأراضي والمراعي، وأن ذلك حق عام للمسلمين إلا ما خصصه ولي الأمر للمصلحة.
5- التأكيد على أن الأحكام تختلف باختلاف الظروف: فالحكم في حالة الاشتباك والقتال يختلف عن حالة السلم.

4. معلومات إضافية:


- هذا الحديث من الأحاديث التي تستخدم في أبواب الجهاد وأحكامه.
- العلماء استدلوا به على أن من كان في معسكر الأعداء فإنه يحكم بحكمهم إذا تعذر تمييزه.
- القاعدة الفقهية: "الضرورات تبيح المحظورات" تُطبق هنا في حالة الاشتباك الحربي.
- ينبغي التفريق بين هذا الحديث وبين الأحاديث الصريحة في تحريم قتل النساء والأطفال، مثل حديث ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي ﷺ قال: «لا تقتلوا ذرية ولا عسفاً» (رواه أبو داود).
نسأل الله أن يفقهنا في الدين، وأن يرزقنا العمل بما علمنا، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الجهاد والسير (٣٠١٢)، ومسلم في الجهاد والسير (١٧٤٥: ٢٦) من طريق سفيان بن عيينة، حدثنا الزهري، عن عبيد الله، عن ابن عباس، عن الصعب بن جثامة .. فذكره.
وكان عمرو بن دينار يقول في روايته: «هم من آبائهم».
ورواه أبو داود (٢٦٧٢) من طريق سفيان، عن الزهري به وزاد: قال الزهري: ثم نهى النبي ﷺ بعد ذلك عن قتل النساء والولدان.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 185 من أصل 424 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: هم منهم ولا حمى إلا لله ولرسوله

  • 📜 حديث: هم منهم ولا حمى إلا لله ولرسوله

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: هم منهم ولا حمى إلا لله ولرسوله

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: هم منهم ولا حمى إلا لله ولرسوله

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: هم منهم ولا حمى إلا لله ولرسوله

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب