معنى الحرب خدعة

حديث: معنى الحرب خدعة

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: «الحرب خدعةٌ».
وفي لفظ: «سمّى النبي ﷺ الحربَ خدعةً».

متفق عليه: رواه البخاري في الجهاد والسير (٣٠٢٩)، ومسلم في الجهاد والسير (١٧٤٠: ١٨) كلاهما من طريق عبد الله بن المبارك، أخبرنا معمر، عن همام بن منبه، عن أبي هريرة.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: «الحرب خدعةٌ».
وفي لفظ: «سمّى النبي ﷺ الحربَ خدعةً».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح الحديث الشريف:

الحديث:

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «الحَرْبُ خَدْعَةٌ». وفي رواية: «سَمَّى النَّبِيُّ ﷺ الحَرْبَ خَدْعَةً».

1. شرح المفردات:

● الحرب: القتال والصراع المسلح بين المسلمين وأعدائهم.
● خدعة: مأخوذة من الخداع، وهو إظهار غير الحقيقة لإيقاع الخصم في الخطأ أو الهزيمة. والخدع الحربية مشروعة في الإسلام إذا كانت ضمن الضوابط الشرعية.

2. شرح الحديث:

هذا الحديث يُبيّن جواز استخدام الحيلة والاستراتيجية في الحرب لتحقيق النصر على الأعداء، بشرط ألا تنطوي على غدر أو نقض للعهود.
● المعنى العام: الحرب تحتاج إلى ذكاء وتخطيط، وليس فقط إلى القوة العسكرية، فمن الحكمة أن يستخدم المسلمون أساليبَ تضعف العدو وتُربكه، كالمباغتة أو التمويه أو نشر المعلومات المضللة، ما دامت لا تخالف الشريعة.
● السياق: جاء هذا الحديث في سياق الحروب التي خاضها النبي ﷺ ضد المشركين، حيث كان يستخدم الخطط الحكيمة لتحقيق النصر بأقل الخسائر.
● الرواية الثانية: «سَمَّى النَّبِيُّ ﷺ الحَرْبَ خَدْعَةً» تؤكد أن التسمية من النبي نفسه، مما يدل على أهمية هذا المبدأ في الاستراتيجية العسكرية الإسلامية.

3. الدروس المستفادة:

1- شرعية الخدع الحربية: يجوز استخدام الحيل المشروعة في الحرب، كإخفاء الخطط أو مفاجأة العدو، بشرط الالتزام بالأخلاق الإسلامية وعدم الغدر.
2- الحكمة في المواجهة: القوة وحدها لا تكفي، بل لا بد من التخطيط الذكي والاستفادة من كل الوسائل المشروعة.
3- مراعاة الضوابط الشرعية: الخدعة في الحرب لا تعني الغدر أو نقض العهود، فقد نهى النبي ﷺ عن الغدر فقال: «مَنْ غَدَرَ بِأَحَدٍ فَلَيْسَ مِنِّي» (رواه مسلم).
4- التأكيد على السنّة النبوية: النبي ﷺ هو القدوة في الحكمة العسكرية، وقد طبّق هذا المبدأ في غزواته، كغزوة الخندق حيث استخدم خطة دفاعية مبتكرة.

4. معلومات إضافية:

- هذا الحديث أخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما، مما يدل على صحته وتواتره.
- الفقهاء استدلوا به على جواز الخداع في الحرب بما لا يُعتبر غدرًا، كإيهام العدو بعدد الجنود أو اتجاه الهجوم.
- الخدع الحربية المشروعة تدخل في باب "الجدال بالتي هي أحسن" عند المواجهة، كما قال تعالى: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ} (الأنفال: 60)، والقوة تشمل التخطيط والحكمة.

أسأل الله أن ينفعنا بما علمنا، وأن يجعلنا من أهل الحكمة والرشاد.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الجهاد والسير (٣٠٢٩)، ومسلم في الجهاد والسير (١٧٤٠: ١٨) كلاهما من طريق عبد الله بن المبارك، أخبرنا معمر، عن همام بن منبه، عن أبي هريرة.
واللفظ لمسلم، واللفظ الآخر للبخاري.
وفي معناه ما روي عن كعب بن مالك أن النبي ﷺ كان إذا أراد غزوة ورّى غيرها وكان يقول: «الحرب خدعة». فرواه أبو داود (٢٦٣٧) عن محمد بن عبيد، حدثنا ابن ثور، عن معمر، عن الزهري، عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك، عن أبيه.
ثم قال أبو داود: لم يجيءْ به إلا معمر - يريد قوله: «الحرب خدعة«- بهذا الإسناد، إنما يروى من حديث عمرو بن دينار، عن جابر، ومن حديث معمر، عن همام بن منبه، عن أبي هريرة».
قال الأعظمي: حديثا جابر وأبي هريرة اتفق عليهما الشيخان كما تقدم، كما أنهما اتفقا على حديث كعب بن مالك وعندهما جزء التورية فقط دون قوله: «الحرب خدعة».
وفي الباب عن أنس بن مالك أن النبي ﷺ قال: «الحرب خدعة».
رواه أحمد (١٣٣٤١، ١٣٣٤٢)، والفسوي في المعرفة والتاريخ (٢/ ٣٣٢)، والطبري في تهذيب الآثار (٢١٢ - ٢١٣) من طرق عن صفوان بن عمرو، عن عثمان بن جابر، عن أنس .. فذكره.
وفي إسناده عثمان بن جابر، ويقال: عمرو بن عثمان بن جابر - لم يرو عنه غير صفوان بن عمرو السكسكي، ترجم له البخاري في التاريخ الكبير (٦/ ٢١٥)، وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (٦/ ١٤٥)، ولم يذكرا فيه جرحا أو تعديلا، وذكره ابن حبان في ثقاته (٥/ ١٥٥) ولم يتابع عثمان على ذلك.
وأما ما روي عن علي قال: قال رسول الله ﷺ: «الحرب خدعة» فالأشبه أنه موقوف. رواه النسائي في الكبرى (٨٥٩٠) قال: أملى علينا عبيد الله بن سعيد بنيسابور، حدثنا أبو أسامة، حدثنا أبو كُدينة (وهو يحيى بن المهلب) عن مطرف (هو ابن طريف الكوفي)، عن الشعبي، عن مسروق قال: سمعت علي بن أبي طالب يقول في شيء: صدق الله ورسوله، قلت: هذا شيء سمعتَه؟ قال: قال رسول الله ﷺ فذكر الحديث.
قال الأعظمي: رواه غير واحد عن أبي أسامة بهذا الإسناد، ولم يذكروا فيه: قال رسول الله ﷺ. منهم: أحمد بن محمد بن يحيى بن سعيد القطان، روايته عند البزار (٥٣٧).
وإسماعيل بن إبراهيم بن معمر الهذلي أبو معمر، روايته عند عبد الله بن أحمد في السنة (١٣٢١).
وكذلك رواه غير مسروق عن علي موقوفا عليه منهم:
سويد بن غفلة روايته عند البخاري (٣٦١١، ٦٩٣٠) ومسلم (١٠٦٦)، ولفظهما قال علي: إذا حدثتكم عن رسول الله ﷺ فلأن أخرّ من السماء أحب إليّ من أن أقول عليه ما لم يقل، وإذا حدثتكم فيما بيني وبينكم فإن الحرب خدعة.
وأبو جحيفة روايته عند أحمد (١١٢٧).
وروي من وجه آخر عن علي كما في مسند أحمد وزوائد عبد الله عليه (٦٩٦، ٦٩٧، ١٠٣٤) وفيه رجل مجهول، والآخر مبهم على خلاف فيه.
انظر: تفصيله في علل الدارقطني (٣/ ٢٢٧) والحاصل أنه موقوف على علي.
وفي معناه ما روي عن عائشة مرفوعا: «الحرب خدعة».
رواه ابن ماجه (٢٨٣٣)، والترمذي في العلل الكبير (٢/ ٧١٠)، وأبو عوانة (٦٥٣٧) من طرق عن يونس بن بكير، عن محمد بن إسحاق، عن يزيد بن رومان، عن عروة، عن عائشة .. فذكرته.
وعند أبي عوانة: «حدثني يزيد بن رومان».
قال الترمذي: «سألت محمدًا عن هذا الحديث فقال: روى عبد الرحمن بن بشير هذا الحديث، عن محمد بن إسحاق، عن أبي ليلى (وهو عبد الله بن سهل)، عن عائشة».
قال الأعظمي: عبد الرحمن بن بشير قال عنه أبو حاتم: منكر الحديث، يروي عن أبي إسحاق غير حديث منكر.
ورواه ابن أبي شيبة (١٢/ ٥٣٠، و١٤/ ٤٢٤) عن وكيع، وأبي خالد الأحمر (وهو سليمان بن حيان) كلاهما عن هشام بن عروة، عن أبيه قال: قال رسول الله ﷺ مرسلا. وهو الأشبه، وأما ما رواه الطبراني في الأوسط، وابن عدي في الكامل (٥/ ١٨٩٤) من طريق هشام بن عروة، عن أبيه عن عائشة مرفوعا ففي الإسناد مقال، وليس هذا موضع بسطه.
وفي معناه أيضا ما روي عن ابن عباس مرفوعا: «الحرب خدعة».
رواه ابن ماجه (٢٨٣٤)، وأبو يعلى (٢٥٠٤)، وأبو عوانة (٦٥٣٩) من طريق مطر بن ميمون، عن عكرمة، عن ابن عباس .. فذكره.
ومطر بن ميمون متروك، وبه أعله البوصيري في مصباح الزجاجة.
وفي معناه أيضا ما روي عن زيد بن ثابت مرفوعا: «الحرب خدعة» رواه الطبراني في الكبير (٥/ ١٤٩)، والفسوي (١/ ٣٧٦)، وأبو عوانة (٦٥٤٢) وفي إسناده فضالة بن المفضل قال عنه أبو حاتم: «لم يكن بأهل أن يكتب عنه العلم» وقال العقيلي: «في حديثه نظر».

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 170 من أصل 424 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: معنى الحرب خدعة

📜 حديث: معنى الحرب خدعة

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: معنى الحرب خدعة

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: معنى الحرب خدعة

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: معنى الحرب خدعة

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية