حديث: الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب النهي عن الفرار من الزحف
متفق عليه: رواه البخاري في الوصايا (٢٧٦٦)، ومسلم في الإيمان (٨٩) كلاهما من طريق سليمان بن بلال، عن ثور بن زيد، عن أبي الغيث، عن أبي هريرة .

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فحديث أبي هريرة رضي الله عنه الذي ذكرته من الأحاديث العظيمة التي تحذر من كبائر الذنوب التي تهلك صاحبها وتوبقُه في النار - والعياذ بالله -.
أولاً: شرح مفردات الحديث:
● الموبقات: من الإِيباقِ، وهو الإِهلاكُ، يُقال: وبَقَهُ يَبِقُهُ وَبْقًا: أَهْلَكَهُ. فالمُوبِقاتُ هي الذنوب التي تُهْلِك صاحبها في الدنيا والآخرة.
● قذف المحصنات: القذف هو الرمي بالزنا، والمحصنات: هن العفيفات من النساء.
● الغافلات: أي اللواتي لا يخطر ببالهن فعل الفاحشة، أو الغافلات عن القاذف وأذاه.
ثانياً: شرح الحديث:
جاء الصحابة رضوان الله عليهم إلى النبي صلى الله عليه وسلم يسألونه عن الأمور التي تهلك الإنسان، فبيّن لهم هذه السبع الكبائر التي ينبغي على المسلم أن يبتعد عنها خوفاً من الوقوع في الهلاك.
وقد عدّد النبي صلى الله عليه وسلم هذه الكبائر السبع وهي:
1- الشرك بالله: وهو أعظمها وأكبرها، وهو أن يجعل العبد لله نداً في العبادة، كأن يدعو غيره معه، أو يذبح لغير الله، أو يخاف من الموتى ويطمع فيهم، ونحو ذلك. والشرك هو الذنب الذي لا يغفره الله إذا مات صاحبه عليه.
2- السحر: وهو عزائم ورقى وعُقَد تؤثر في القلوب والأبدان، فتُمرض وتُقتل، وتفرق بين المرء وزوجه. وهو من كبائر الذنوب، وقد جاء في القرآن: (وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ).
3- قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق: وهو القتل العمد بغير حق، وحقه هو أن يكون القتل قصاصاً لقاتل، أو حداً على المرتد أو الزاني المحصن، أو محاربا. وقتل النفس بغير حق من أعظم الذنوب بعد الشرك.
4- أكل الربا: وهو الزيادة في القرض أو البيع المشروط، وهو من الذنوب العظيمة التي حذر الله منها في كتابه، وتوعد آكله بالحرب من الله ورسوله.
5- أكل مال اليتيم: وهو التصرف في مال اليتيم بغير حق، بالسرقة أو الغصب أو الاكل بالباطل. وقد توعد الله من يفعل ذلك بأن يأكل النار في بطنه.
6- التولي يوم الزحف: وهو الفرار من ساحة القتال عند لقاء العدو، وهو من كبائر الذنوب التي توجب غضب الله وعذابه، إلا من كان له عذر شرعي.
7- قذف المحصنات المؤمنات الغافلات: وهو اتهام المرأة العفيفة بالزنا بغير بينة، وهذا من أعظم الذنوب، لأنه اعتداء على عرضها وشرفها، وقد جعل الله له حداً في الدنيا وهو ثمانين جلدة، وفي الآخرة عذاباً أليماً.
ثالثاً: الدروس المستفادة من الحديث:
1- تحذير الشريعة من الكبائر: وأن على المسلم أن يجتهد في اجتنابها، ويحذر من الوقوع فيها.
2- بيان خطورة هذه الذنوب: وأنها من المهلكات التي قد تؤدي بصاحبها إلى الهلاك في الدنيا والآخرة.
3- الحث على حفظ الضرورات الخمس: التي جاءت الشريعة بحفظها، وهي: الدين، والنفس، والعقل، والنسل، والمال. فكل هذه الكبائر اعتداء على واحدة من هذه الضرورات.
4- أن الذنوب ليست على درجة واحدة: بل منها كبائر وصغائر، وهذه السبع من أكبر الكبائر.
5- وجوب التوبة من هذه الذنوب: والتوبة النصوح تجب ما قبلها، فمن وقع في شيء منها فعليه أن يبادر بالتوبة إلى الله قبل أن يحال بينه وبينها.
رابعاً: معلومات إضافية:
- ليس معنى الحديث حصر الكبائر في هذه السبع فقط، بل هناك غيرها من الكبائر، كما جاء في حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أكبر الكبائر: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، وقول الزور". ومما يدل على ذلك أن الله تعالى قال في سورة النساء: (إِن تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ).
- جمهور العلماء على أن الكبائر هي كل ذنب توعد الله عليه بنار أو لعنة أو غضب أو حد في الدنيا.
- من فضل الله تعالى أن جعل لهذه الأمة التوبة مفتوحة، فمن تاب من أي ذنب تاب الله عليه.
نسأل الله تعالى أن يجنبنا الموبقات، وأن يوفقنا لطاعته، ويبعدنا عن معصيته.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
تخريج الحديث
وأما ما روي عن عبد الله بن عمر أنه كان في سرية من سرايا رسول الله ﷺ قال: فحاص الناس حيصة فكنت فيمن حاص، فلما برزنا قلنا: كيف نصنع وقد فررنا من الزحف وبؤنا بالغضب؟ فقلن: ندخل المدينة فنتثبت فيها ونذهب ولا يرانا أحدٌ قال: فدخلنا فقلنا: لو عرضنا أنفسنا على رسول الله ﷺ فإن كانت لنا توبة أقمنا، وإن كان غير ذلك ذهبنا، قال: فجلسنا لرسول الله ﷺ قبل صلاة الفجر، فلما خرج، قمنا إليه، فقلنا: نحن الفرارون فأقبل إلينا فقال: لا، بل أنتم العكارون. قال: فدنونا فقبلنا يده فقال: «أنا فئة المسلمين». فهو ضعيف.
رواه أبو داود (٢٦٤٧)، والترمذي (١٧١٦)، وأحمد (٥٣٨٤)، والبخاري في الأدب المفرد (٩٧٢)، كلهم من طرق عن يزيد بن أبي زياد، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن عبد الله بن عمر .. فذكره. والسياق لأبي داود.
ورواه ابن ماجه (٣٤٠٧) من طريق يزيد به مقتصرًا على ذكر التقبيل فقط.
ويزيد بن أبي زياد هو الهاشمي مولاهم ضعيف باتفاق أهل العلم.
وقوله: «فحاص الناس حيصة» بحاء وصاد مهملتين أي جالوا جولة جولة يطلبون الفرار.
وقوله: «بؤنا» بضم الباء على وزن قلنا من باء بالغضب أي رجع به.
وقوله: «أنتم العكارون» أي العائدون إلى القتال والعاطفون عليه.
وقوله: «فئتكم» الفئة الجماعة التي تكون وراء الجيش، يلتجئ إليها الجيش إن وقع بهم هزيمة.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 174 من أصل 424 حديثاً له شرح
- 149 حرمة قتل من اعلن اسلامه بعد القتال
- 150 فجعلوا يقولون: صبأنا صبأنا، فجعل خالد يقتل منهم ويأسر
- 151 منزل الكتاب، سريع الحساب، اهزم الأحزاب، اللهم اهزمهم وزلزلهم
- 152 كنا والله إذا احمر البأس نتقي به، وإن الشجاع منا...
- 153 اللهم إني أنشدك عهدك ووعدك
- 154 يا نبي الله كفاك مناشدتك ربك، فإنه سينجز لك ما...
- 155 كان يقول يوم أحد: «اللهم إنك إن تشأ، لا تعبد...
- 156 بك أحول، وبك أصول، وبك أقاتل
- 157 هل تنصرون إلا بضعفائكم
- 158 ابغوني ضعفاءكم فإنما ترزقون وتنصرون بضعفائكم
- 159 ملأ الله بيوتهم وقبورهم نارًا شغلونا عن الصلاة الوسطى
- 160 اللهم أنج المستضعفين من المؤمنين
- 161 بعث النبي كتابًا إلى كسرى فمزقوه فدعا عليهم
- 162 اللهم اهد دوسا وأت بهم
- 163 إن لكل نبي حواريا، وحواري الزبير
- 164 رسالة حاطب بن أبي بلتعة إلى أناس من المشركين من...
- 165 اطلبوه واقتلوه
- 166 قتل فرات بن حيان وكان عينا لأبي سفيان
- 167 لم تراعوا لم تراعوا
- 168 تخلّف كعب بن مالك عن رسول الله ﷺ في الغزوة
- 169 الحرب خدعة
- 170 معنى الحرب خدعة
- 171 ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس فينمي خيرًا أو يقول...
- 172 أنا النبي لا كذب، أنا ابن عبد المطلب
- 173 معي معي
- 174 الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق
- 175 قصة الرماة يوم أحد على جبل الرماة
- 176 يكره الصوت عند القتال
- 177 أخذت لقاح النبي ﷺ فاستنقذتها من غطفان وفزارة
- 178 نهى رسول الله عن قتل النساء والصبيان
- 179 لا تغلوا ولا تغدروا، ولا تمثلوا، ولا تقتلوا وليدا
- 180 قتل شيوخ المشركين والاستبقاء على صبيانهم
- 181 لا يقتلن امرأة ولا عسيفا
- 182 عن ابن عباس نهى النبي عن قتل النساء والصبيان
- 183 انطلقوا باسم الله وبالله وعلى ملة رسول الله
- 184 لا نقتل صبيا ولا امرأة
- 185 هم منهم ولا حمى إلا لله ولرسوله
- 186 إن وجدتموهما فاقتلوهما
- 187 لا تعذبوا بعذاب الله
- 188 لا تحرقوه بالنار فإنما يعذب بالنار رب النار
- 189 حرّق رسول الله ﷺ نخل بني النضير وقطع
- 190 من قال إن عامرًا حبط عمله فقد كذب
- 191 إذا ظهر على قوم أقام بالعرصة ثلاث ليال
- 192 لن أستعين بمشرك
- 193 لا تنزلهم على حكم الله ولكن أنزلهم على حكمك
- 194 الرجل يغزو فيشتري ويبيع ويتجر في غزوته
- 195 إعقاب الغزاة بعضا بعضا
- 196 لولا أن الرسل لا تقتل لضربت أعناقكما
- 197 من أراد أن ينظر إلى ابن النواحة قتيلا بالسوق
- 198 اللهم! ثبته، واجعله هاديا مهديا
معلومات عن حديث: الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق
📜 حديث: الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








