حديث: قصة الرماة يوم أحد على جبل الرماة
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب التنازع والعصيان في الحرب من أسباب الهزيمة
عشر رجلا، فأصابوا منا سبعين، وكان النبي ﷺ وأصحابه أصابوا من المشركين يوم بدر أربعين ومائة سبعين أسيرًا وسبعين قتيلًا، فقال أبو سفيان: أفي القوم محمد؟ ثلاث مرات، فنهاهم النبي ﷺ أن يجيبوه، ثم قال: أفي القوم ابن أبي قحافة؟ ثلاث مرات، ثم قال: أفي القوم ابن الخطاب؟ ثلاث مرات، ثم رجع إلى أصحابه، فقال: أما هؤلاء فقد قتلوا، فما ملك عمر نفسه، فقال: كذبت والله يا عدو الله، إن الذين عددت لأحياء كلهم، وقد بقي لك ما يسوءك، قال: يوم بيوم بدر، والحرب سجال، إنكم ستجدون في القوم مثلة لم آمر بها، ولم تسؤني، ثم أخذ يرتجز: أعلُ هبل، أعلُ هبل، قال النبي ﷺ «ألا تجيبوا له؟» قالوا: يا رسول الله ما نقول؟ قال: «قولوا: الله أعلى وأجل»، قال: إن لنا العزى ولا عزى لكم، فقال النبي ﷺ «ألا تجيبوا له؟» قال: قالوا يا رسول الله ما نقول؟ قال: «قولوا: الله مولانا، ولا مولى لكم».
صحيح: رواه البخاري في الجهاد والسير (٣٠٣٩)، عن عمرو بن خالد، حدثنا زهير، حدثنا أبو إسحاق قال: سمعت البراء بن عازب .

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين وإمام المتقين.أما بعد، فإن حديث البراء بن عازب رضي الله عنه من الأحاديث العظيمة التي تحكي حدثًا جليلًا من أحداث غزوة أحد، والتي فيها من الدروس والعبر ما يعين المسلم على فهم طبيعة الجهاد والصبر على الطاعة. وإليكم الشرح الوافي للحديث:
1. شرح المفردات:
● تخطفنا الطير: أي تأكلنا الطيور من شدة القتل والدمار، كناية عن الهزيمة الساحقة.
● لا تبرحوا: لا تتركوا ولا تتحركوا من أماكنكم.
● هزمنا القوم وأوطأناهم: أي انتصرنا عليهم ودنونا منهم وأثخنا فيهم قتلاً.
● يشتددن: يسرعن في المشي أو الهرب.
● بدت خلاخلهن: ظهرت أساورهن أو حلي أرجلهم.
● الغنيمة: ما يحصل عليه المسلمون من أموال وأسلاب العدو بعد الانتصار.
● صرفت وجوههم: أي انهزموا وولوا الأدبار.
● يدعوهم الرسول: يناديهم ويطلب منهم الثبات.
● الحرب سجال: أي تدور بين الفريقين، مرة لهذا ومرة لذاك.
● مثلة: تشويه أو تمثيل بالقتلى (مثل ما فعلت قريش بحمزة رضي الله عنه).
● يرتجز: ينشد شعرًا أو كلمات ذات إيقاع.
● أعل هبل: هبل كان صنمًا لقريش، وأعل أي علا وارتفع، وهو تهكم واستفزاز.
● العزى: صنم آخر لقريش.
2. شرح الحديث:
يحدثنا البراء بن عازب رضي الله عنه عن موقف في غزوة أحد، حيث وضع النبي ﷺ عبد الله بن جبير على رأس مجموعة من الرماة (50 رجلاً) على جبل عينين لحماية ظهر المسلمين من أي التفاف من العدو. وأمرهم النبي ﷺ بعدم مغادرة مكانهم مهما حدث، سواء رأوا المسلمين يهزمون أو ينتصرون، إلا إذا أرسل لهم رسولاً يأذن لهم بالتحرك.
وبعد أن بدأت المعركة، انتصر المسلمون في البداية، وبدأ المشركون في الهرب، ورأى الرماة النساء يهربن مسرعات حتى ظهرت حليهن وأسوقهن. هنا، طمع بعض الرماة في الغنيمة ونسوا أمر النبي ﷺ، فحاول عبد الله بن جبير تذكيرهم بعهد النبي ﷺ، ولكنهم عصوه وتركوا مواقعهم طمعًا في الغنيمة.
عندما ترك الرماة مواقعهم، استغل خالد بن الوليد (وكان لم يسلم بعد) هذه الثغرة، فالتف بفرسانه على المسلمين من الخلف، فحدثت الهزيمة وفر الكثير من المسلمين، ولم يثبت مع النبي ﷺ إلا اثنا عشر رجلاً، واستشهد من المسلمين سبعون، منهم عبد الله بن جبير قائد الرماة.
ثم يتحدث الحديث عن موقف أبي سفيان بعد المعركة، حيث صعد مكانًا عاليًا ونادى: "أفي القوم محمد؟" ثلاث مرات، يظن أن النبي ﷺ قد قتل، ولكن النبي ﷺ منع أصحابه من الإجابة حتى لا يعلم أبو سفيان بحياته. ثم نادى: "أفي القوم ابن أبي قحافة؟" (أي أبو بكر)، ثم "أفي القوم ابن الخطاب؟" (أي عمر)، فلم يجبه أحد. فظن أنهم قتلوا جميعًا، فقال: "أما هؤلاء فقد قتلوا".
هنا، لم يتمالك عمر رضي الله عنه غضبه، فرد على أبي سفيان قائلاً: "كذبت يا عدو الله، إن الذين عددت لأحياء كلهم"، فرد أبو سفيان قائلاً: "يوم بيوم بدر" (أي انتقام ليوم بدر)، "والحرب سجال" (أي مرة لنا ومرة لكم)، ثم ذكر أن المسلمين سيجدون في قتلى المشركين تمثيلاً (مثلة) لم يأمر بها هو، ولكنه لا يأسف عليها (إشارة إلى ما فعلته هند وغيرها بحمزة رضي الله عنه).
ثم بدأ أبو سفيان يرفع صوته بشعار الشرك: "أعل هبل" (أي ارتفع صنمنا هبل)، فأمر النبي ﷺ أصحابه أن يردوا بقول: "الله أعلى وأجل". ثم قال أبو سفيان: "إن لنا العزى ولا عزى لكم"، فرد المسلمون بأمر النبي ﷺ: "الله مولانا ولا مولى لكم".
3. الدروس المستفادة منه:
● الطاعة والانضباط: عصيان الرماة لأمر النبي ﷺ كان سببًا رئيسيًا في الهزيمة، مما يؤكد أن الطاعة في الجهاد وغيرها من أهم أسباب النصر.
● الطمع وأثره: طمع الرماة في الغنيمة جعلهم يتركون مواقعهم، فخسروا المعركة، وهذا تحذير من الطمع في الدنيا على حساب الدين.
● الصبر في الشدائد: ثبات النبي ﷺ والاثني عشر رجلاً معه في أحرج اللحظات يدل على أهمية الصبر والثبات في سبيل الله.
● الحكمة في المواقف: منع النبي ﷺ أصحابه من الرد على أبي سفيان initially كان حكمة لعدم إفشاء أمرهم، ثم الرد بعد ذلك بدعوة الحق.
● الرد على أهل الباطل: أمر النبي ﷺ بالرد على كفر أبي سفيان بكلمات التوحيد، مما يدل على أهمية المجاهرة بالحق والرد على الباطل.
● أن الحرب لا تخلو من مد وجزر: كما قال أبو سفيان: "والحرب سجال"، مما يعلم المسلم أن النصر والهزيمة أمران متبادلان، ويجب الصبر في كليهما.
4. معلومات إضافية مفيدة:
- غزوة أحد وقعت في السنة الثالثة للهجرة، وكانت بعد انتصار المسلمين في بدر.
- استشهاد حمزة بن عبد الم
تخريج الحديث
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 175 من أصل 424 حديثاً له شرح
- 150 فجعلوا يقولون: صبأنا صبأنا، فجعل خالد يقتل منهم ويأسر
- 151 منزل الكتاب، سريع الحساب، اهزم الأحزاب، اللهم اهزمهم وزلزلهم
- 152 كنا والله إذا احمر البأس نتقي به، وإن الشجاع منا...
- 153 اللهم إني أنشدك عهدك ووعدك
- 154 يا نبي الله كفاك مناشدتك ربك، فإنه سينجز لك ما...
- 155 كان يقول يوم أحد: «اللهم إنك إن تشأ، لا تعبد...
- 156 بك أحول، وبك أصول، وبك أقاتل
- 157 هل تنصرون إلا بضعفائكم
- 158 ابغوني ضعفاءكم فإنما ترزقون وتنصرون بضعفائكم
- 159 ملأ الله بيوتهم وقبورهم نارًا شغلونا عن الصلاة الوسطى
- 160 اللهم أنج المستضعفين من المؤمنين
- 161 بعث النبي كتابًا إلى كسرى فمزقوه فدعا عليهم
- 162 اللهم اهد دوسا وأت بهم
- 163 إن لكل نبي حواريا، وحواري الزبير
- 164 رسالة حاطب بن أبي بلتعة إلى أناس من المشركين من...
- 165 اطلبوه واقتلوه
- 166 قتل فرات بن حيان وكان عينا لأبي سفيان
- 167 لم تراعوا لم تراعوا
- 168 تخلّف كعب بن مالك عن رسول الله ﷺ في الغزوة
- 169 الحرب خدعة
- 170 معنى الحرب خدعة
- 171 ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس فينمي خيرًا أو يقول...
- 172 أنا النبي لا كذب، أنا ابن عبد المطلب
- 173 معي معي
- 174 الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق
- 175 قصة الرماة يوم أحد على جبل الرماة
- 176 يكره الصوت عند القتال
- 177 أخذت لقاح النبي ﷺ فاستنقذتها من غطفان وفزارة
- 178 نهى رسول الله عن قتل النساء والصبيان
- 179 لا تغلوا ولا تغدروا، ولا تمثلوا، ولا تقتلوا وليدا
- 180 قتل شيوخ المشركين والاستبقاء على صبيانهم
- 181 لا يقتلن امرأة ولا عسيفا
- 182 عن ابن عباس نهى النبي عن قتل النساء والصبيان
- 183 انطلقوا باسم الله وبالله وعلى ملة رسول الله
- 184 لا نقتل صبيا ولا امرأة
- 185 هم منهم ولا حمى إلا لله ولرسوله
- 186 إن وجدتموهما فاقتلوهما
- 187 لا تعذبوا بعذاب الله
- 188 لا تحرقوه بالنار فإنما يعذب بالنار رب النار
- 189 حرّق رسول الله ﷺ نخل بني النضير وقطع
- 190 من قال إن عامرًا حبط عمله فقد كذب
- 191 إذا ظهر على قوم أقام بالعرصة ثلاث ليال
- 192 لن أستعين بمشرك
- 193 لا تنزلهم على حكم الله ولكن أنزلهم على حكمك
- 194 الرجل يغزو فيشتري ويبيع ويتجر في غزوته
- 195 إعقاب الغزاة بعضا بعضا
- 196 لولا أن الرسل لا تقتل لضربت أعناقكما
- 197 من أراد أن ينظر إلى ابن النواحة قتيلا بالسوق
- 198 اللهم! ثبته، واجعله هاديا مهديا
- 199 تلقينا رسول الله ﷺ فحملنا وتركك
معلومات عن حديث: قصة الرماة يوم أحد على جبل الرماة
📜 حديث: قصة الرماة يوم أحد على جبل الرماة
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: قصة الرماة يوم أحد على جبل الرماة
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: قصة الرماة يوم أحد على جبل الرماة
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: قصة الرماة يوم أحد على جبل الرماة
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Thursday, November 20, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








