حديث: قتل فرات بن حيان وكان عينا لأبي سفيان

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في حكم الجاسوس

عن فرات بن حيان أن رسول الله ﷺ أمر بقتله، وكان عينا لأبي سفيان، وكان حليفا لرجل من الأنصار، فمر بحلقة من الأنصار، فقال إني مسلم. فقال رجل من الأنصار: يا رسول الله إنه يقول: إني مسلم. فقال رسول الله ﷺ: «إن منكم رجالا نكلهم إلى إيمانهم منهم فرات بن حيان».

صحيح: رواه أبو داود (٢٦٥٢)، وأحمد (١٨٩٦٥)، وابن الجارود (١٠٥٨)، والحاكم (٢/ ١١٥، و٤/ ٣٦٦) كلهم من طرق عن سفيان الثوري، عن أبي إسحاق، عن حارثة بن مضرب، عن فرات بن حيان فذكره.

عن فرات بن حيان أن رسول الله ﷺ أمر بقتله، وكان عينا لأبي سفيان، وكان حليفا لرجل من الأنصار، فمر بحلقة من الأنصار، فقال إني مسلم. فقال رجل من الأنصار: يا رسول الله إنه يقول: إني مسلم. فقال رسول الله ﷺ: «إن منكم رجالا نكلهم إلى إيمانهم منهم فرات بن حيان».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن ينفعنا بما ندرس من حديث نبيه الكريم.
هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، وابن حبان في صحيحه، وغيرهما، وهو حديث صحيح، وفيه قصة وعبر عظيمة.

أولاً. شرح مفردات الحديث:


● عَيْنًا: الجاسوس الذي يتجسس على أخبار المسلمين وينقلها إلى أعدائهم.
● حَلِيفًا: أي له عقد حلف ومعاهدة مع رجل من الأنصار، فينال حمايته.
● حَلْقَةً مِنَ الأَنْصَارِ: جماعة من الأنصار مجتمعين.
● نُكِلُهُمْ إِلَى إِيمَانِهِمْ: نتركهم ونحاكمهم بحسب ما يظهرونه من إيمان، وندع سرائرهم لله تعالى. والمقصود أننا لا نتعامل معهم بناء على ظنوننا، بل بناء على ما أظهروه من الإسلام.

ثانيًا. شرح الحديث وقصته:


تدور أحداث هذا الحديث حول فرات بن حيان، الذي كان يعمل جاسوساً (عَيْنًا) لأبي سفيان زعيم قريش وزعيم المشركين في ذلك الوقت، ينقل له أخبار المسلمين ويتجسس عليهم.
أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتله لما بلغه خبر خيانته وتجسسه. فلما علم فرات بن حيان بالأمر، هرب واختبأ، وكان له حلف مع رجل من الأنصار، فذهب إلى جماعة من الأنصار (حلفاءه) وهم مجتمعون في حلقة، وادَّعى أمامهم أنه أسلم وأصبح مسلماً (إِنِّي مُسْلِمٌ) طلباً للحماية.
شفع أحد الأنصار له عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: (يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهُ يَقُولُ إِنِّي مُسْلِمٌ)، أي إنه يدعي الإسلام الآن فكيف نقتله؟
فأجاب النبي صلى الله عليه وسلم بجواب عظيم فيه قاعدة شرعية كبرى، فقال: «إِنَّ مِنْكُمْ رِجَالًا نُكِلُهُمْ إِلَى إِيمَانِهِمْ، مِنْهُمْ فُرَاتُ بْنُ حِيَانَ».
أي: إن هناك رجالاً amongكم، نحن نتركهم ونسلمهم إلى ما أظهروه من إيمان، ونحاكمهم بالظاهر، وندع سرائرهم لله تعالى. فما دام قد نطق بالشهادتين وأظهر الإسلام، فلا يجوز لنا أن نتعرض له بسوء، ونكل أمر باطنه إلى الله.
فالحديث يدل على أن الحكم في الدنيا على الناس يكون بما يظهرونه، وأما ما في القلوب فالله وحده هو الذي يعلمه ويحاسب عليه.

ثالثًا. الدروس المستفادة والعبر من الحديث:


1- الحكم بالظاهر وترك السرائر لله: هذه من القواعد العظيمة في الشريعة الإسلامية. فليس للإنسان أن يحكم على نيَّات الناس أو يتهمهم في إيمانهم ما داموا يظهرون الإسلام ويقيمون شعائره.
2- عظمة مبدأ "لا إله إلا الله": فمن نطق بالشهادتين وأظهر الإسلام، صان دمه وماله وعرضه، وتحرم معاداته أو الاعتداء عليه.
3- العدل واجتناب الظن: نهت الشريعة عن الظن السوء والتجسس على المسلمين. فالحديث يعلمنا أن نتعامل مع الناس بناء على ما يظهرونه من خير، لا بناء على الشكوك.
4- حكمة النبي صلى الله عليه وسلم: حيث وضع قاعدة شرعية تمنع الفتنة، وتمنع من أن يتهم الناس بعضهم بعضاً في أديانهم تحت أي ذريعة.
5- التفريق بين الحكم الدنيوي والأخروي: ففي الدنيا نحكم بالظاهر، أما في الآخرة فيحكم الله تعالى على النيات والسرائر.

رابعًا. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث أصل من الأصول التي يستدل بها العلماء على أن الإسلام يجب ما قبله، فمن أسلم تائباً، فإن الإسلام يجُبُّ كل ذنب سابق، ولا يُعاتَب على ما فعله في جاهليته.
- يستدل به الفقهاء على أن من أظهر الإسلام يحكم بإسلامه، ويُعامل معاملة المسلمين في جميع الأحكام، حتى لو كان في قلبه نفاق أو كفر، فهذا أمره إلى الله تعالى.
- القصة توضح أيضاً مدى حرص الصحابة رضي الله عنهم على تطبيق شرع الله، حتى إنهم شفعوا لعدو كان يتربص بهم، بمجرد أن نطق بكلمة الإسلام.
أسأل الله تعالى أن يفقهنا في ديننا، وأن يعلمنا ما ينفعنا، وينفعنا بما علمنا.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٢٦٥٢)، وأحمد (١٨٩٦٥)، وابن الجارود (١٠٥٨)، والحاكم (٢/ ١١٥، و٤/ ٣٦٦) كلهم من طرق عن سفيان الثوري، عن أبي إسحاق، عن حارثة بن مضرب، عن فرات بن حيان فذكره. وإسناده صحيح.
وقال الحاكم: حديث صحيح على شرط الشيخين.
وقال أيضا: حديث صحيح الإسناد.
قال الأعظمي: هذا هو الصحيح فإن حارثة بن مضرب لم يرو له الشيخان أو أحدهما.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 166 من أصل 424 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: قتل فرات بن حيان وكان عينا لأبي سفيان

  • 📜 حديث: قتل فرات بن حيان وكان عينا لأبي سفيان

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: قتل فرات بن حيان وكان عينا لأبي سفيان

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: قتل فرات بن حيان وكان عينا لأبي سفيان

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: قتل فرات بن حيان وكان عينا لأبي سفيان

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب