حديث: من أراد أن ينظر إلى ابن النواحة قتيلا بالسوق

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب أن الرسُل لا تُقتل

عن حارثة بن مضرب أنه أتى عبد الله فقال: ما بيني وبين أحد من العرب حنّة، وإني مررت بمسجد لبني حنيفة، فإذا هم بؤمنون بمسيلمة. فأرسل إليهم عبد الله، فجيئ بهم فاستتابهم غير ابن النواحة، قال له: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «لولا أنك رسول لضربت عنقك». فأنت اليوم لست برسول، فأمر قرظة بن كعب فضرب عنقه في السوق، ثم قال: من أراد أن ينظر إلى ابن النواحة قتيلا بالسوق.

صحيح: رواه أبو داود (٢٧٦٢)، وصحّحه ابن حبان (٤٨٧٩)، كلاهما من طريق محمد بن كثير العبدي، حدثنا سفيان الثوري، عن أبي إسحاق، عن حارثة بن مضرب فذكره.

عن حارثة بن مضرب أنه أتى عبد الله فقال: ما بيني وبين أحد من العرب حنّة، وإني مررت بمسجد لبني حنيفة، فإذا هم بؤمنون بمسيلمة. فأرسل إليهم عبد الله، فجيئ بهم فاستتابهم غير ابن النواحة، قال له: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «لولا أنك رسول لضربت عنقك». فأنت اليوم لست برسول، فأمر قرظة بن كعب فضرب عنقه في السوق، ثم قال: من أراد أن ينظر إلى ابن النواحة قتيلا بالسوق.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث الشريف الذي رواه الإمام أحمد في مسنده وغيره، مع بيان دروسه وعبره:

الحديث:


عن حارثة بن مضرب أنه أتى عبد الله (يقصد عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، الصحابي الجليل وعالم الأمة) فقال: "ما بيني وبين أحد من العرب حنّة (أي عداوة أو ضغينة)، وإني مررت بمسجد لبني حنيفة، فإذا هم يؤمنون بمسيلمة (الكذاب الذي ادعى النبوة في زمن النبي صلى الله عليه وسلم). فأرسل إليهم عبد الله، فجيء بهم فاستتابهم (أي طلب منهم التوبة والرجوع إلى الإسلام) غير ابن النواحة (وهو رجل من أتباع مسيلمة كان داعية له)، قال له: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «لولا أنك رسول لضربت عنقك». فأنت اليوم لست برسول، فأمر قرظة بن كعب فضرب عنقه في السوق، ثم قال: من أراد أن ينظر إلى ابن النواحة قتيلا بالسوق."

شرح المفردات:


● حِنّة: العداوة والبغضاء.
● بني حنيفة: قبيلة من العرب في اليمامة، منهم مسيلمة الكذاب.
● يؤمنون بمسيلمة: يعتقدون نبوة مسيلمة الكذاب، الذي ظهر في زمن النبي صلى الله عليه وسلم وادعى النبوة كذبا.
● استتابهم: طلب منهم التوبة والرجوع إلى الحق.
● ابن النواحة: كنيته، وكان من دعاته ومؤيديه.
● لولا أنك رسول: أي لولا ادعاؤك النبوة (في رواية أخرى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال هذا لمسيلمة نفسه عندما أرسل إليه رسالة).
● ضرب عنقك: قتلك.

شرح الحديث:


يحكي هذا الحديث قصة عبد الله بن مسعود رضي الله عنه وهو والي الكوفة في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، عندما بلغه أن بعض الناس من بني حنيفة في مسجدهم ما زالوا يعتقدون بنبوة مسيلمة الكذاب بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم وانتهاء حروب الردة.
فأمر بإحضارهم واستتابهم، أي طلب منهم التوبة والرجوع إلى الإسلام، فتابوا جميعًا إلا ابن النواحة، الذي أصر على ضلاله وادعائه أن مسيلمة نبي. فذكر له عبد الله بن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لمسيلمة نفسه: "لولا أنك رسول لضربت عنقك"، أي لولا ادعاؤك النبوة (الذي يجعل الحكم فيه لله) لقتلتك. ثم بين له أن مسيلمة قد مات وهو كاذب، فكذلك أنت لست برسول ولا محميًا بادعاء النبوة، فأمر بقتله حدًا للردة.

الدروس المستفادة:


1- وجوب محاربة الردة والكفر: فالمرتد عن الإسلام يجب أن يستتاب فإن تاب وإلا قتل، وهذا حكم معلوم في الإسلام.
2- حكمة الصحابة في تطبيق الشرع: عبد الله بن مسعود لم يقتله إلا بعد إقامة الحجة عليه وبيان ضلاله.
3- الرد على المدعين الكذابين: مثل مسيلمة وأمثاله ممن ادعوا النبوة كذبًا، وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم منهم.
4- الشجاعة في الحق: موقف ابن مسعود رضي الله عنه يدل على قوته في تطبيق شرع الله وعدم المجاملة في الدين.
5- التعامل مع أهل البدع والضلال: بالحكمة والموعظة الحسنة أولاً، ثم بالحسم إذا استمرروا.

معلومات إضافية:


- مسيلمة الكذاب: من بني حنيفة، ادعى النبوة في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، وأرسل إليه رسالة يدعي فيها أنه شريكه في النبوة، فرد عليه النبي صلى الله عليه وسلم برسالة بين فيها كذبه.
- بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، ارتدت بنو حنيفة وغيرهم، وقاتلهم أبو بكر الصديق رضي الله عنه في حروب الردة حتى قضى على فتنتهم.
- قتل ابن النواحة كان في السوق ليكون عبرة للآخرين، حتى لا يتبع أحدٌ طريق الضلال.
نسأل الله الثبات على الدين، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٢٧٦٢)، وصحّحه ابن حبان (٤٨٧٩)، كلاهما من طريق محمد بن كثير العبدي، حدثنا سفيان الثوري، عن أبي إسحاق، عن حارثة بن مضرب فذكره. وإسناده صحيح، وسفيان الثوري سمع من أبي إسحاق قبل الاختلاط. وللحديث طرق أخرى.
وقوله: «حنة» وفي صحيح ابن حبان: «إحنة» بالهمز وهو الأفصح والمعنى: الضعن.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 197 من أصل 424 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من أراد أن ينظر إلى ابن النواحة قتيلا بالسوق

  • 📜 حديث: من أراد أن ينظر إلى ابن النواحة قتيلا بالسوق

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من أراد أن ينظر إلى ابن النواحة قتيلا بالسوق

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من أراد أن ينظر إلى ابن النواحة قتيلا بالسوق

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من أراد أن ينظر إلى ابن النواحة قتيلا بالسوق

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب