حديث: لا نقتل صبيا ولا امرأة
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب النهي عن قتل الصبيان والنساء في الحرب
صحيح: رواه إسحاق بن راهويه (المطالب العالية - ١٩٥٩) عن روح بن عبادة، حدثنا محمد
ابن أبي حفصة، عن الزهري، من عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك، أو عبد الله بن كعب - وكان قائد كعب بن مالك - عن كعب بن مالك .

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، و نسأل الله تعالى أن يعلمنا ما ينفعنا و أن ينفعنا بما علمنا و أن يزيدنا علما وفقها في الدين، وأن يغفر ذنوبنا ويستر عيوبنا ويجعلنا هداة مهتدين.
الحديث الذي طلبت شرحه هو جزء من حديث طويل رواه الإمام مسلم في صحيحه عن كعب بن مالك رضي الله عنه، وفيه بيان هدي النبي ﷺ في القتال وأخلاق الحرب في الإسلام.
أولاً. شرح المفردات:
* عهد إلينا: أوصانا وأمرنا وألزمنا.
* ونحن بخيبر: أي أثناء غزوة خيبر، التي وقعت في السنة السابعة للهجرة.
* أن لا نقتل: أن نمتنع عن القتل والتعمد بالإيذاء القاتل.
* صبيًا: الطفل الصغير الذي لم يبلغ سن المحاسبة.
* ولا امرأة: أي الأنثى، سواء كانت مقاتلة أو غير مقاتلة.
ثانيًا. شرح الحديث:
يخبر الصحابي الجليل كعب بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ وهو في أرض المعركة (خيبر) قد أوصى جيش المسلمين وصية صريحة وملزمة بعدم تعمد قتل فئتين محددتين من السكان غير المقاتلين: النساء والصبيان.
وهذا ليس حكمًا خاصًا بغزوة خيبر فحسب، بل هو قاعدة عامة وأصل ثابت في الشريعة الإسلامية في كل حرب وقتال. فقد جاءت نصوص أخرى تؤكد هذا المعنى وتوسعه ليشمل غير المقاتلين عمومًا، مثل الشيوخ، والرهبان في الصوامع، والزراع الذين لا يشتركون في القتال.
الحكمة من النهي:
النساء والصبيان ليسوا من أهل القتال والحرب أصلاً، فلا قوة لهم فيها، ولا يتوقع منهم الاعتداء، فقتلهم يكون عدوانًا محضًا وإفسادًا في الأرض، لا علاقة له بالجهاد المشروع الذي目的是 إعلاء كلمة الله ورد العدوان.
ثالثًا. الدروس المستفادة والعبر:
1- الرحمة والإنسانية في الإسلام: يظهر هذا الحديث بوضوح لا لبس فيه الرحمة والعدل اللذين تميزت بهما شريعة الإسلام حتى في أوقات الحرب وأشد حالات العداء. فالإسلام يحرم الاعتداء على من لا يقاتل، وهذا خلق لم تعرفه كثير من شرائع الأرض قديمًا ولا حديثًا.
2- تمييز المقاتل من غير المقاتل: من أهم قواعد الجهاد في الإسلام التمييز بين المحاربين وغير المحاربين، فلا يجوز قتل إلا من حمل السلاح وشارك في القتال فعليًا.
3- رفع الظلم والعدوان: مقصد الشريعة من الجهاد هو دفع الظلم ورد العدوان، وليس الإفساد في الأرض أو الاعتداء على الآمنين، قال تعالى: *{وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ}* [البقرة: 190].
4- سمو الأخلاق الحربية: وضع النبي ﷺ بهذه الوصية أساسًا لأخلاقيات الحرب التي تتفوق على كثير من المواثيق الدولية الحديثة، مما يدل على سماوية هذا الدين وعدالته المطلقة.
رابعًا. معلومات إضافية مفيدة:
* هذا النهي عام، ولكن يستثنى من ذلك إذا كانت المرأة أو الصبي قد اشتركا في القتال فعليًا (كأن ترمي امرأة بحجر أو تطعن بخنجر، أو يشارك صبي في القتال)، أو إذا كانا يشاركان في التخطيط العسكري ونحوه، مما يجعلهما منفذين لأعمال حربية، فيصبحان عندئذٍ مقاتلين ويجوز قتالهم.
* هذه التوجيهات النبوية كانت تقال للجنود في ساحة المعركة ليرسخ في أذهانهم أن الحرب لها أخلاق وآداب، وأن الغلبة ليست مبررًا للهمجية والانتقام العشوائي.
* 对比 هذا المنهج النبوي الرحيم بما كان يفعله المحاربون في الجاهلية وفي كثير من الحضارات من قتل للأسرى وتمثيل بالجثث وعدم التمييز بين مقاتل وغير مقاتل، لتبين لك عظمة الإسلام وسماحته.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
تخريج الحديث
ابن أبي حفصة، عن الزهري، من عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك، أو عبد الله بن كعب - وكان قائد كعب بن مالك - عن كعب بن مالك .. فذكره.
قال الحافظ في المطالب: «هذا إسناد صحيح».
قال الأعظمي: اختلف في الراوي عن كعب بن مالك كما اختلف هل هو من مسند كعب، أو مسند أخيه كما هو عند أحمد (في النسخة الساقطة المستدركة ٠٠٠/ ٦٦) عن عبد الرزاق، عن معمر قال: قال الزهري: فأخبرني ابن كعب بن مالك عن عمه أن النبي ﷺ حين بعث إلى ابن أبي الحقيق بخيبر .. فذكر مثله. وهو في مصنف عبد الرزاق (٩٣٨٥).
لكن يرى الحافظ ابن حجر أنه لم يكن لمالك ولد غير الشاعر المشهور. ذكره في ترجمة كعب بن مالك في الإصابة.
ولذا رجح غير واحد من أهل العلم أنه من مسند كعب بن مالك يروي عنه ولده، وعنه عدد من أصحابه، وقد ساق ابن عبد البر في التمهيد (١١/ ٧٠ - ٧١) بعض هذه الأسانيد وجزم بأن الحديث لعبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك (يعني عن عبد الله، عن أبيه كعب بن مالك).
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 184 من أصل 424 حديثاً له شرح
- 159 ملأ الله بيوتهم وقبورهم نارًا شغلونا عن الصلاة الوسطى
- 160 اللهم أنج المستضعفين من المؤمنين
- 161 بعث النبي كتابًا إلى كسرى فمزقوه فدعا عليهم
- 162 اللهم اهد دوسا وأت بهم
- 163 إن لكل نبي حواريا، وحواري الزبير
- 164 رسالة حاطب بن أبي بلتعة إلى أناس من المشركين من...
- 165 اطلبوه واقتلوه
- 166 قتل فرات بن حيان وكان عينا لأبي سفيان
- 167 لم تراعوا لم تراعوا
- 168 تخلّف كعب بن مالك عن رسول الله ﷺ في الغزوة
- 169 الحرب خدعة
- 170 معنى الحرب خدعة
- 171 ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس فينمي خيرًا أو يقول...
- 172 أنا النبي لا كذب، أنا ابن عبد المطلب
- 173 معي معي
- 174 الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق
- 175 قصة الرماة يوم أحد على جبل الرماة
- 176 يكره الصوت عند القتال
- 177 أخذت لقاح النبي ﷺ فاستنقذتها من غطفان وفزارة
- 178 نهى رسول الله عن قتل النساء والصبيان
- 179 لا تغلوا ولا تغدروا، ولا تمثلوا، ولا تقتلوا وليدا
- 180 قتل شيوخ المشركين والاستبقاء على صبيانهم
- 181 لا يقتلن امرأة ولا عسيفا
- 182 عن ابن عباس نهى النبي عن قتل النساء والصبيان
- 183 انطلقوا باسم الله وبالله وعلى ملة رسول الله
- 184 لا نقتل صبيا ولا امرأة
- 185 هم منهم ولا حمى إلا لله ولرسوله
- 186 إن وجدتموهما فاقتلوهما
- 187 لا تعذبوا بعذاب الله
- 188 لا تحرقوه بالنار فإنما يعذب بالنار رب النار
- 189 حرّق رسول الله ﷺ نخل بني النضير وقطع
- 190 من قال إن عامرًا حبط عمله فقد كذب
- 191 إذا ظهر على قوم أقام بالعرصة ثلاث ليال
- 192 لن أستعين بمشرك
- 193 لا تنزلهم على حكم الله ولكن أنزلهم على حكمك
- 194 الرجل يغزو فيشتري ويبيع ويتجر في غزوته
- 195 إعقاب الغزاة بعضا بعضا
- 196 لولا أن الرسل لا تقتل لضربت أعناقكما
- 197 من أراد أن ينظر إلى ابن النواحة قتيلا بالسوق
- 198 اللهم! ثبته، واجعله هاديا مهديا
- 199 تلقينا رسول الله ﷺ فحملنا وتركك
- 200 تلقينا رسول الله ﷺ مع الصبيان إلى ثنية الوداع
- 201 صحبت طلحة بن عبيد الله وسعدًا والمقداد وعبد الرحمن بن...
- 202 لا تسافر بالقرآن إلى أرض العدو مخافة أن يناله العدو
- 203 لأعطين الراية غدا رجل يحبه الله ورسوله
- 204 ها هنا أمرك النبي أن تركز الراية
- 205 أخذ الراية زيد فأصيب ثم أخذها جعفر فأصيب
- 206 صاحب لواء رسول الله أراد الحج فرجل
- 207 بعث عمرو بن العاص وجهاً
- 208 راية رسول الله ﷺ سوداء ولواؤه أبيض
معلومات عن حديث: لا نقتل صبيا ولا امرأة
📜 حديث: لا نقتل صبيا ولا امرأة
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: لا نقتل صبيا ولا امرأة
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: لا نقتل صبيا ولا امرأة
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: لا نقتل صبيا ولا امرأة
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








