حديث: تلقينا رسول الله ﷺ فحملنا وتركك

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب استقبال المجاهدين الشرعيين

عن ابن أبي مليكة قال: قال ابن الزبير لابن جعفر: أتذكر إذْ تلقينا رسول الله ﷺ أنا وأنت وابن عباس؟ قال: نعم، فحملنا وتركك.

متفق عليه: رواه البخاري في الجهاد والسير (٣٠٨٢)، ومسلم في فضائل الصحابة (٢٤٢٧: ٦٥) كلاهما من حديث حبيب بن الشهيد، عن عبد الله بن أبي مليكة فذكره.

عن ابن أبي مليكة قال: قال ابن الزبير لابن جعفر: أتذكر إذْ تلقينا رسول الله ﷺ أنا وأنت وابن عباس؟ قال: نعم، فحملنا وتركك.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث شريف رواه الإمام البخاري في صحيحه، وفيه قصة طفولية جميلة تحمل معاني عميقة. وإليك الشرح الوافي للحديث:

الحديث:


عن ابن أبي مليكة قال: قال ابن الزبير لابن جعفر: أتذكر إذْ تلقينا رسول الله ﷺ أنا وأنت وابن عباس؟ قال: نعم، فحملنا وتركك.

1. شرح المفردات:


● ابن أبي مليكة: هو عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة، تابعي جليل، كان قاضيًا في مكة.
● ابن الزبير: هو عبد الله بن الزبير بن العوام، صحابي جليل، ابن أسماء بنت أبي بكر الصديق، وكان من فقهاء الصحابة.
● ابن جعفر: هو عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، ابن عم النبي ﷺ، وكان معروفًا بكرمه.
● تلقينا: استقبلنا وخرجنا لاستقباله.
● فحملنا: رفعنا وأركبنا معه على الدابة.
● وتركك: لم يحملك معنا.

2. شرح الحديث:


يحكي عبد الله بن الزبير لصاحبه عبد الله بن جعفر ذكريات الطفولة، فيذكره بحادثة حدثت عندما كانوا أطفالًا، حيث خرجوا هم وابن عباس لاستقبال النبي ﷺ عند عودته من سفر أو غزوة. فلما رآهم النبي ﷺ، حمل ابن جعفر وابن عباس معه على دابته، ولم يحمل ابن الزبير. وهذا يدل على مدى حب النبي ﷺ للأطفال وملاطفتهم، حتى في أصغر المواقف.

3. الدروس المستفادة منه:


● ملاطفة النبي ﷺ للأطفال: فقد كان النبي ﷺ يُظهر حبه وعطفه على الأطفال، ويمازحهم ويلاعبهم، مما يجعلهم يشعرون بالأمان والقرب منه.
● التواضع النبوي: حيث لم يستنكف النبي ﷺ من حمل الأطفال معه على دابته، مع علو مكانته.
● قوة الذاكرة والوفاء للذكريات: حيث بقي هذا الموقف محفورًا في ذاكرة الصحابة الصغار، مما يدل على تأثير النبي ﷺ في نفوسهم.
● عدم الاستئثار بالخير: فقد قبل ابن الزبير الموقف بروح رياضية، دون حقد أو غضب، مما يعلمنا تقبل المواقف التي قد لا تكون في صالحنا أحيانًا.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث يدل على حرص الصحابة الصغار على رؤية النبي ﷺ واستقباله، مما يعكس محبتهم له.
- كان النبي ﷺ يُعطي كل طفل حقه من الاهتمام، وقد يكون ترك حمْل ابن الزبير في هذه المرة لسبب حكمة يعلمها الله، كأن يكون قد حمله في مرات أخرى.
- يُستفاد من هذا الحديث أهمية تكوين ذكريات جميلة مع الصغار، لأنها تبقى في أذهانهم وتؤثر في سلوكهم عندما يكبرون.
أسأل الله أن ينفعنا بما علمنا، وأن يرزقنا حب نبيه ﷺ واتباع سنته، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الجهاد والسير (٣٠٨٢)، ومسلم في فضائل الصحابة (٢٤٢٧: ٦٥) كلاهما من حديث حبيب بن الشهيد، عن عبد الله بن أبي مليكة فذكره. واللفظ للبخاري. ووقع عند مسلم: «قال عبد الله بن جعفر لابن الزبير» هكذا مقلوبا. والله أعلم.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 199 من أصل 424 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: تلقينا رسول الله ﷺ فحملنا وتركك

  • 📜 حديث: تلقينا رسول الله ﷺ فحملنا وتركك

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: تلقينا رسول الله ﷺ فحملنا وتركك

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: تلقينا رسول الله ﷺ فحملنا وتركك

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: تلقينا رسول الله ﷺ فحملنا وتركك

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب