حديث: لن أستعين بمشرك
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب ما جاء في الاستعانة بالكافر في الجهاد
قالت: ثم مضى حتى إذا كنا بالشجرة أدركه الرجل فقال له كما قال أول مرة، فقال له النبي ﷺ كما قال أول مرة، قال: «فارجعْ فلن أستعين بمشرك»، قال: تم رجع فأدركه بالبيداء، فقال له كما قال أول مرة: «تؤمن بالله ورسوله؟» قال: نعم. فقال له رسول الله ﷺ: «فانطلقْ».
صحيح: رواه مسلم في الإمارة (١٨١٧) من طريق مالك بن أنس، عن الفضيل بن أبي عبد الله، عن عبد الله بن نيار الأسلمي، عن عروة بن الزبير، عن عائشة فذكرته.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النافع الذي روي عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها:
الحديث:
عن عائشة زوج النبي ﷺ أنها قالت: خرج رسول الله ﷺ قبل بدر فلما كان بِحرّة الوبرة أدركه رجلٌ، قد كان يذكر منه جرأة ونجدة، ففرح أصحاب رسول الله ﷺ حين رأوه، فلما أدركه قال لرسول الله ﷺ جئت لأتبعك، وأصيب معك، قال له رسول الله ﷺ: «تؤمن بالله ورسوله؟» قال: لا. قال: «فارجعْ، فلن أستعين بمشرك». قالت: ثم مضى حتى إذا كنا بالشجرة أدركه الرجل فقال له كما قال أول مرة، فقال له النبي ﷺ كما قال أول مرة، قال: «فارجعْ فلن أستعين بمشرك»، قال: ثم رجع فأدركه بالبيداء، فقال له كما قال أول مرة: «تؤمن بالله ورسوله؟» قال: نعم. فقال له رسول الله ﷺ: «فانطلقْ».
1. شرح المفردات:
● بِحَرَّةِ الْوَبَرَةِ: مكان معروف قرب المدينة المنورة، والحَرَّة هي أرض ذات حجارة سوداء.
● جَرَأَةً وَنَجْدَةً: شجاعة وقوة وبأس في القتال.
● فَرِحَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ حِينَ رَأَوْهُ: لأنهم ظنوا أنه سينضم إليهم ويقوّي صفوفهم في المعركة.
● الْبَيْدَاءَ: مكان بين مكة والمدينة، وهي أرض واسعة.
2. شرح الحديث:
يحدثنا هذا الحديث عن موقف حدث قبل غزوة بدر الكبرى، حيث خرج النبي ﷺ بأصحابه لملاقاة قافلة قريش، فالتقى بهذا الرجل الذي كان معروفًا بالشجاعة والإقدام. فرح الصحابة برؤيته لأنهم ظنوا أنه سيعزز قوتهم في المواجهة المتوقعة.
ولكن النبي ﷺ لم ينظر إلى القوة المادية فقط، بل اشترط أن يكون الانضمام إلى الجيش الإسلامي based on الإيمان بالله ورسوله. فسأله النبي ﷺ: «تُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ؟» فأجاب الرجل في المرة الأولى والثانية: "لا"، يعني أنه كان مشركًا. فرفض النبي ﷺ أن يستعين به، وقال: «فَارْجِعْ فَلَنْ أَسْتَعِينَ بِمُشْرِكٍ».
وفي المرة الثالثة، عندما أدركه عند البيداء، أجاب الرجل: "نعم"، أي آمن بالله ورسوله، فقبله النبي ﷺ وانطلق معه.
3. الدروس المستفادة:
● أهمية الإيمان شرطًا في نصر الله: النبي ﷺ لم يقبل انضمام الرجل حتى أعلن إيمانه، لأن النصر من عند الله، ولا يُستعان بالمشركين في قتال المسلمين.
● التوحيد أساس القبول: ليس البطولة الجسدية أو العدد هي التي تحقق النصر، بل الإيمان والتقوى.
● الصبر على مبدأ التوحيد: على الرغم من حاجة المسلمين إلى الرجال في المعركة، إلا أن النبي ﷺ لم يتنازل عن شرط الإيمان.
● التدرج في الدعوة: قد يُمنح الإنسان فرصًا متعددة للهداية، كما حدث مع هذا الرجل الذي أعطاه النبي ﷺ ثلاث فرص.
4. معلومات إضافية:
- هذا الحديث رواه الإمام مسلم في صحيحه، وهو من الأحاديث الصحيحة.
- الغزوة المذكورة هي غزوة بدر الكبرى التي وقعت في السنة الثانية للهجرة، وكانت من أعظم انتصارات المسلمين.
- القصة تدل على أن الإيمان هو الأساس الذي تُبنى عليه الولاء والبراء، فلا موالاة بين المسلم والكافر في القتال.
- يستفاد منه أيضًا أن الدعوة إلى الله تكون بالحكمة والموعظة الحسنة، كما ظهر في تعامل النبي ﷺ مع الرجل حيث أعاده ثلاث مرات دون غلظة أو عنف.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يعيننا على تطبيق سنة نبيه ﷺ في حياتنا. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
قوله: «فارجع فلن أستعين بمشرك» وقد جاء في الحديث الآخر: أن النبي ﷺ استعان بصفوان بن أمية قبل إسلامه، فأخذ طائفة من العلماء بالحديث الأول على إطلاقه، وقال الشافعي وآخرون إن كان الكافر حسن الرأي في المسلمين ودعت الحاجة إلى الاستعانة به أُسْتعينَ به، وإلا فيكره، وحمل الحديثين على هذين الحالين، وإذا حضر الكافر بالإذن رضخ له ولا يسهم له، هذا مذهب مالك والشافعي وأبي حنيفة والجمهور، وقال الزهري والأوزاعي: يسهم له. انظر: شرح مسلم للنووي.
وفي الباب عن خبيب بن عبد الرحمن عن أبيه عن جده قال: أتيت رسول الله ﷺ وهو يريد غزوا أنا ورجل من قومي ولم نُسلم فقلنا: إنا نستحيي أن يشهد قومنا مشهدًا لا نشهده معهم قال: «أو أسلمتما؟» قلنا: لا قال: «فإنا لا نستعين بالمشركين على المشركين» قال: فأسلمنا، وشهدنا معه، فقتلت رجلا، وضربني ضربة، وتزوجت بابنته بعد ذلك، فكانت تقول: لا عدمت رجلا
وشحك هذا الوشاح فأقول: لا عدمتِ رجلا عجل أباك إلى النار.
رواه أحمد (١٥٧٦٢)، والطبراني في الكبير (٤/ ٢٦٤)، والحاكم (٢/ ١٢١ - ١٢٢) كلهم من طريق يزيد بن هارون، أنبأنا المستلم بن سعيد الثقفي، عن خبيب بن عبد الرحمن به. ووالد خبيب هو عبد الرحمن بن أساف لا يعرف فيه جرح ولاتعديل فهو في عداد المجهولين.
وأما الحاكم فقال: صحيح الإسناد، وخبيب بن عبد الرحمن بن الأسود بن حارثة جده صحابي معروف.
وقوله: «لا نستعين بمشرك» قال أهل العلم: وذلك عند الاستغناء عنه، وأما عند الحاجة فلا بأس بذلك.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 192 من أصل 424 حديثاً له شرح
- 167 لم تراعوا لم تراعوا
- 168 تخلّف كعب بن مالك عن رسول الله ﷺ في الغزوة
- 169 الحرب خدعة
- 170 معنى الحرب خدعة
- 171 ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس فينمي خيرًا أو يقول...
- 172 أنا النبي لا كذب، أنا ابن عبد المطلب
- 173 معي معي
- 174 الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق
- 175 قصة الرماة يوم أحد على جبل الرماة
- 176 يكره الصوت عند القتال
- 177 أخذت لقاح النبي ﷺ فاستنقذتها من غطفان وفزارة
- 178 نهى رسول الله عن قتل النساء والصبيان
- 179 لا تغلوا ولا تغدروا، ولا تمثلوا، ولا تقتلوا وليدا
- 180 قتل شيوخ المشركين والاستبقاء على صبيانهم
- 181 لا يقتلن امرأة ولا عسيفا
- 182 عن ابن عباس نهى النبي عن قتل النساء والصبيان
- 183 انطلقوا باسم الله وبالله وعلى ملة رسول الله
- 184 لا نقتل صبيا ولا امرأة
- 185 هم منهم ولا حمى إلا لله ولرسوله
- 186 إن وجدتموهما فاقتلوهما
- 187 لا تعذبوا بعذاب الله
- 188 لا تحرقوه بالنار فإنما يعذب بالنار رب النار
- 189 حرّق رسول الله ﷺ نخل بني النضير وقطع
- 190 من قال إن عامرًا حبط عمله فقد كذب
- 191 إذا ظهر على قوم أقام بالعرصة ثلاث ليال
- 192 لن أستعين بمشرك
- 193 لا تنزلهم على حكم الله ولكن أنزلهم على حكمك
- 194 الرجل يغزو فيشتري ويبيع ويتجر في غزوته
- 195 إعقاب الغزاة بعضا بعضا
- 196 لولا أن الرسل لا تقتل لضربت أعناقكما
- 197 من أراد أن ينظر إلى ابن النواحة قتيلا بالسوق
- 198 اللهم! ثبته، واجعله هاديا مهديا
- 199 تلقينا رسول الله ﷺ فحملنا وتركك
- 200 تلقينا رسول الله ﷺ مع الصبيان إلى ثنية الوداع
- 201 صحبت طلحة بن عبيد الله وسعدًا والمقداد وعبد الرحمن بن...
- 202 لا تسافر بالقرآن إلى أرض العدو مخافة أن يناله العدو
- 203 لأعطين الراية غدا رجل يحبه الله ورسوله
- 204 ها هنا أمرك النبي أن تركز الراية
- 205 أخذ الراية زيد فأصيب ثم أخذها جعفر فأصيب
- 206 صاحب لواء رسول الله أراد الحج فرجل
- 207 بعث عمرو بن العاص وجهاً
- 208 راية رسول الله ﷺ سوداء ولواؤه أبيض
- 209 كانت راية رسول الله ﷺ سوداء مربعة من نمرة
- 210 حم لا ينصرون
- 211 قتلت بيدي سبعة من المشركين ليلة بيتنا هوازن
- 212 أمِتْ أمتْ كان شعارنا مع خالد بن الوليد
- 213 اشترى رسول الله طعاما ورهن درعا من حديد
- 214 ما ينقم ابن جميل إلا أنه كان فقيرا فأغناه الله
- 215 سمعت النبي ﷺ يقول: أوجب طلحة
- 216 عارية مضمونة حتى نؤديها عليك
معلومات عن حديث: لن أستعين بمشرك
📜 حديث: لن أستعين بمشرك
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: لن أستعين بمشرك
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: لن أستعين بمشرك
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: لن أستعين بمشرك
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








