حديث: اتقوا ربكم فإن عذاب الله شديد

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في قول الله ﷿ لآدم: «أخرِجْ بعثَ النار من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين»

عن أنس قال: نزلت ﴿يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ﴾ إلى قوله: ﴿وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ﴾ على النبي ﷺ وهو في مسير له فرفع بها صوته حتى ثاب إليه أصحابه فقال: «أتدرون أي يوم؟، هذا يوم يقول الله لآدم: قم فابعث بعثا إلى النار: من كل ألف تسع مئة وتسعة وتسعين إلى النار، وواحدًا إلى الجنة». فكبُرَ ذلك على المسلمين فقال النبي - صلى الله عليه وسلمن -: «سددوا وقاربوا وأبشروا، فوالذي نفسي بيده! ما أنتم في الناس إلا
كالشامة في جنب البعير أو كالرقمة في ذراع الدابة، إن معكم لخليقتين ما كانتا في شيء قط إلا كثَّرتاه: يأجوج ومأجوج، ومن هلك من كفرة الجن والإنس».

صحيح: رواه أبو يعلى (٣١٢٢)، وابن حبان (٧٣٥٤)، والحاكم (١/ ٢٩) كلهم من طريق عبد الرزاق، عن معمر، عن قتادة، عن أنس .

عن أنس قال: نزلت ﴿يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ﴾ إلى قوله: ﴿وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ﴾ على النبي ﷺ وهو في مسير له فرفع بها صوته حتى ثاب إليه أصحابه فقال: «أتدرون أي يوم؟، هذا يوم يقول الله لآدم: قم فابعث بعثا إلى النار: من كل ألف تسع مئة وتسعة وتسعين إلى النار، وواحدًا إلى الجنة». فكبُرَ ذلك على المسلمين فقال النبي - صلى الله عليه وسلمن -: «سددوا وقاربوا وأبشروا، فوالذي نفسي بيده! ما أنتم في الناس إلا
كالشامة في جنب البعير أو كالرقمة في ذراع الدابة، إن معكم لخليقتين ما كانتا في شيء قط إلا كثَّرتاه: يأجوج ومأجوج، ومن هلك من كفرة الجن والإنس».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإني أسعد بطلبك شرح هذا الحديث النبوي الشريف، الذي يرويه الصحابي الجليل أنس بن مالك رضي الله عنه، وسأقوم بشرحه وبيان معانيه وفق منهج أهل السنة والجماعة، معتمدًا على كبار الشروح المعتمدة.

الحديث بتمامه:


عن أنس قال: نزلت ﴿يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ﴾ إلى قوله: ﴿وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ﴾ على النبي ﷺ وهو في مسير له فرفع بها صوته حتى ثاب إليه أصحابه فقال: «أتدرون أي يوم؟، هذا يوم يقول الله لآدم: قم فابعث بعثا إلى النار: من كل ألف تسع مئة وتسعة وتسعين إلى النار، وواحدًا إلى الجنة». فكبُرَ ذلك على المسلمين فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «سددوا وقاربوا وأبشروا، فوالذي نفسي بيده! ما أنتم في الناس إلا كالشامة في جنب البعير أو كالرقمة في ذراع الدابة، إن معكم لخليقتين ما كانتا في شيء قط إلا كثَّرتاه: يأجوج ومأجوج، ومن هلك من كفرة الجن والإنس».


1. شرح المفردات:


● اتقوا ربكم: أي اخشوا الله واحذروه بطاعته واجتناب معصيته.
● ثاب إليه: رجعوا واجتمعوا حوله.
● كبُرَ ذلك: عظم وشق عليهم.
● سددوا: اطلبوا السداد وهو الإصابة في الأمر والاستقامة على الحق.
● قاربوا: اقتربوا من الصواب واجتهدوا في الطاعة وإن لم تبلغ الكمال.
● أبشروا: تهللوا واستبشروا بالخير والثواب.
● الشامة: البياض في جلد البعير.
● الرقمة: علامة أو نقطة في جسم الدابة.
● خليقتين: خلقين أو أمتين.
● كثَّرتاه: جعلتاه كثيرًا وزادت في عدده.


2. شرح الحديث:


نزلت الآيات من سورة الحج (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ ۚ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ ... وَلَٰكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ) على النبي صلى الله عليه وسلم أثناء سيره مع أصحابه، فرفع صوته بتلاوتها ليسمعهم، فاجتمعوا حوله. ثم سألهم: "أتدرون أي يوم؟" أي يوم يُقال هذا الكلام؟ ثم بين أن هذا يشير إلى يوم القيامة عندما يأمر الله تعالى آدم عليه السلام أن يبعث بعثًا إلى النار، ويكون من كل ألف شخص، تسعمائة وتسعة وتسعون في النار، وواحد فقط في الجنة.
فظهر الحزن والانكسار على الصحابة لما سمعوا هذا النبأ العظيم، فبشرهم النبي صلى الله عليه وسلم وأمرهم بثلاثة أمور:
● سددوا: أي الزموا الصواب واستقيموا على الطاعة.
● قاربوا: اجتهدوا في الوصول إلى الحق وإن لم تبلغوا الكمال.
● أبشروا: فلا تيأسوا وافرحوا بوعد الله.
ثم أكد لهم أنهم قلة بالنسبة لبقية الناس، مثل الشامة في جنب البعير أو الرقمة في جسم الدابة، أي نسبة قليلة جدًا. وبيَّن أن سبب هذه القلة وجود أمم أخرى كثيرة العدد مثل:
● يأجوج ومأجوج: أمم عظيمة العدد من بني آدم.
● كفرة الجن والإنس: الكفار من الجن والإنس الذين هم أكثر عددًا.
فهؤلاء جميعًا يدخلون في حساب الألف، وبالتالي يكون نسبة المؤمنين قليلة جدًا مقارنة بهم.


3. الدروس المستفادة:


1- عظمة يوم القيامة وشدة هوله، مما يدعو المسلم إلى الخوف والاستعداد.
2- قلة عدد أهل الجنة نسبيًا مقارنة بأهل النار، وهذا يحذر من الغرور ويحث على الجد والاجتهاد.
3- التوازن بين الخوف والرجاء؛ فبعد أن أخبرهم بالخبر المفزع، بشرهم وأمرهم بالاستبشار.
4- الحث على الاستقامة والسعي للصواب حتى لو لم يبلغ المرء الكمال، فالمقاربة مقبولة.
5- بيان حكمة الله في الابتلاء ووجود الأمم الكافرة الكثيرة التي تمتحن المؤمنين وتظهر فضلهم.
6- التذكير بنعمة الله على هذه الأمة حيث جعلها منارة للخير وإن كانت قليلة العدد.


4. معلومات إضافية:


- هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، والحاكم في المستدرك، وصححه الألباني.
- المراد بـ "يوم" في الحديث: هو يوم القيامة، أو يوم المحشر.
- القلة المذكورة لا تعني اليأس، بل تحفيز للعمل، وقد جاء في أحاديث أخرى أن الله يدخل من أمته عددًا كبيرًا الجنة بفضله ورحمته.
- يأجوج ومأجوج من الأمم التي ستظهر في آخر الزمان، وهم من بني آدم، ولكنهم مفسدون في الأرض.
أسأل الله أن يجعلنا من أهل الجنة، وأن يوفقنا للاستقامة على دينه، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو يعلى (٣١٢٢)، وابن حبان (٧٣٥٤)، والحاكم (١/ ٢٩) كلهم من طريق عبد الرزاق، عن معمر، عن قتادة، عن أنس .. فذكره. واللفظ لأبي يعلى. وإسناده صحيح.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 20 من أصل 185 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: اتقوا ربكم فإن عذاب الله شديد

  • 📜 حديث: اتقوا ربكم فإن عذاب الله شديد

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: اتقوا ربكم فإن عذاب الله شديد

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: اتقوا ربكم فإن عذاب الله شديد

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: اتقوا ربكم فإن عذاب الله شديد

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب