حديث: نسي آدم فنسيت ذريته، وخطئ آدم فخطئت ذريته

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في أخبار آدم ﵇

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: «لما خلق اللهُ آدم مسحَ ظهره فسقط من ظهره كل نسمة هو خالقها من ذريته إلى يوم القيامة وجعل بين عيني كل إنسان منهم وبيصا من نور، ثم عرضهم على آدم فقال: أي رب من هؤلاء؟ قال: هؤلاء ذريتُك فرأى رجلا منهم فأعجبه وبيص ما بين عينيه فقال: أي رب من هذا؟ فقال: هذا رجل من آخر الأمم من ذريتك يقال له داود فقال: رب كم جعلت عمره؟ قال: ستين سنة قال: أي رب زده من عمري أربعين سنة، فلما قضى عمر آدم جاءه ملك الموت فقال: أو لم يبق من عمري أربعون سنة؟ قال: أو لم تعطها ابنك داود؟ قال: فجحد آدم فجحدتْ ذريتُه، ونسي آدم فنسيت ذريته، وخطئ آدم فخطئت ذريته».

حسن: رواه الترمذي (٣٠٨٠) عن عبد بن حميد، حدثنا أبو نعيم، حدثنا هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة .

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: «لما خلق اللهُ آدم مسحَ ظهره فسقط من ظهره كل نسمة هو خالقها من ذريته إلى يوم القيامة وجعل بين عيني كل إنسان منهم وبيصا من نور، ثم عرضهم على آدم فقال: أي رب من هؤلاء؟ قال: هؤلاء ذريتُك فرأى رجلا منهم فأعجبه وبيص ما بين عينيه فقال: أي رب من هذا؟ فقال: هذا رجل من آخر الأمم من ذريتك يقال له داود فقال: رب كم جعلت عمره؟ قال: ستين سنة قال: أي رب زده من عمري أربعين سنة، فلما قضى عمر آدم جاءه ملك الموت فقال: أو لم يبق من عمري أربعون سنة؟ قال: أو لم تعطها ابنك داود؟ قال: فجحد آدم فجحدتْ ذريتُه، ونسي آدم فنسيت ذريته، وخطئ آدم فخطئت ذريته».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإني أقدم شرحًا لهذا الحديث النبوي الشريف الذي رواه الإمام أحمد والترمذي وغيرهما، عن أبي هريرة رضي الله عنه، موضحًا مفرداته ومعانيه والدروس المستفادة منه.

أولاً. شرح المفردات:


● مسح ظهره: أي أمر الله تعالى بمسح ظهر آدم عليه السلام فاستخرج منه ذريته.
● نسمة: الإنسان أو الذرية، وجمعها نسم.
● وبيصاً من نور: الوبيص هو البريق واللمعان، أي جعل على جبين كل إنسان بصمة نورانية تميزه.
● جحد: أنكر ودفع الحق مع العلم به.
● قضى عمر آدم: أي انتهى عمره وبلغ أجله.

ثانياً. شرح الحديث:


يخبر النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث عن أمر عظيم من أمور الغيب، حيث إن الله تعالى عندما خلق آدم عليه السلام، أخرج من ظهره جميع ذريته الذين سيخلقهم إلى يوم القيامة، وجعل على جبين كل إنسان منهم بصمة من النور تميزه.
ثم عرض هذه الذرية على آدم فرأى ضمنهم نبي الله داود عليه السلام، فأعجب به ولمعان النور على جبينه، وسأل الله عن عمره فقيل له: ستون سنة. فوهب آدم من عمره أربعين سنة لداود عليه السلام.
وعندما جاء أجل آدم، جاءه ملك الموت ليقبض روحه، فقال آدم: إنه بقي من عمري أربعون سنة. فأخبره ملك الموت أنه قد وهبها لابنه داود. هنا حدث من آدم ثلاثة أمور:
1- جحد: حيث أنكر وهبه تلك السنوات مع علمه بها.
2- نسي: حيث نسي ذلك الوهب.
3- خطئ: حيث أخطأ بجحوده ونسيانه.
وهذه الصفات (الجحود والنسيان والخطأ) صارت طبيعة في ذريته من بني آدم.

ثالثاً. الدروس المستفادة:


1- الإيمان بالقدر: الحديث يؤكد على الإيمان بقضاء الله وقدره، وأن الأعمار بيد الله تعالى يهبها لمن يشاء.
2- طبيعة البشر: بيان أن الجحود والنسيان والخطأ من طبيعة الإنسان، وهذا يستدعي الاستغفار والتوبة.
3- بر الوالدين: تضحية آدم بعمره لابنه داود تدل على عظم حق الولد على الوالد.
4- الوفاء بالعهد: أهمية الوفاء بالعهود والمواثيق وعدم نكرانها.
5- التثبت في الأمور: عدم التسرع في الإنكار دون تذكر وتدبر.

رابعاً. معلومات إضافية:


- هذا الحديث من الأحاديث التي تُعنى بأشراط الساعة وأحوال القيامة.
- فيه إثبات صفة المسح لله تعالى على وجه يليق بجلاله من غير تشبيه ولا تمثيل.
- العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب، فالمعنى يشمل جميع بني آدم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
ملاحظة: هذا الشرح مبني على فهم أهل السنة والجماعة للحديث، مع الاعتماد على المصادر المعتمدة مثل شرح النووي على صحيح مسلم، وفتح الباري لابن حجر، وغيرها من كتب الحديث الشريف.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الترمذي (٣٠٨٠) عن عبد بن حميد، حدثنا أبو نعيم، حدثنا هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة .. فذكره.
وإسناده حسن من أجل هشام بن سعد فإنه مختلف فيه غير أنه حسن الحديث.
والحديث رواه أبو يعلى (٦٥٨٠) عن عقبة بن مكرم، عن عمرو بن محمد، عن إسماعيل بن رافع، عن المقبري، عن أبي هريرة .. فذكره بنحوه إلا أنه زاد على رواية أبي صالح المذكورة زيادات، تفرد بها إسماعيل بن رافع عن أبي هريرة وهي قوله ﷺ: إن الله خلق آدم من تراب، ثم جعله طينا، ثم تركه حتى إذا كان حمأ مسنونا خلقه وصوره، ثم تركه حتى إذا كان صلصالا كالفخار قال: فكان إبليس يمر به فيقول: لقد خُلقت لأمر عظيم ثم نفخ الله فيه روحه، فكان أول شيء جرى فيه الروح بصره وخياشيمه ... «الحديث.
ثم ذكر أمر عطاس آدم، وسلامه على الملائكة إلى آخر القصة.
والمتفرد بهذه الزيادة هو إسماعيل بن رافع قال أحمد: ضعيف منكر الحديث، وقال أبو حاتم: منكر الحديث، وقال النسائي والدارقطني وعلي بن الجنيد: متروك وضعّفه جماعة. ولذا فهذه الزيادة منكرة. والله أعلم.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 10 من أصل 185 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: نسي آدم فنسيت ذريته، وخطئ آدم فخطئت ذريته

  • 📜 حديث: نسي آدم فنسيت ذريته، وخطئ آدم فخطئت ذريته

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: نسي آدم فنسيت ذريته، وخطئ آدم فخطئت ذريته

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: نسي آدم فنسيت ذريته، وخطئ آدم فخطئت ذريته

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: نسي آدم فنسيت ذريته، وخطئ آدم فخطئت ذريته

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب