حديث: فيتمثل لهم الشيطان فيقول: ألا تستجيبون فيقولون: فما تأمرنا؟ فيأمرهم بعبادة الأوثان

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في قول الله ﷿ لآدم: «أخرِجْ بعثَ النار من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين»

عن عبد الله بن عمرو أنه جاءه رجل فقال: ما هذا الحديث الذي تُحدث به
تقول: إن الساعة تقوم إلى كذا وكذا فقال: سبحان الله! أو لا إله إلا الله أو كلمة نحوهما، لقد هممت أن لا أحدث أحدا شيئا أبدا إنما قلت: إنكم سترون بعد قليل أمرًا عظيمًا يحرق البيت ويكون ويكون ثم قال: قال رسول الله ﷺ: «يخرج الدجال في أمتي فيمكث أربعين لا أدري أربعين يوما، أو أربعين شهرًا، أو أربعين عامًا فيبعث الله عيسى بن مريم كأنه عروة بن مسعود، فيطلبه فيهلكه، ثم يمكث الناس سبع سنين ليس بين اثنين عداوة، ثم يرسل الله ريحًا باردة من قبل الشام، فلا يبقى على وجه الأرض أحدٌ في قلبه مثقال ذرة من خير أو إيمان إلا قبضته حتى لو أن أحدكم دخل في كبد جبل لدخلته عليه حتى تقبضه». قال: سمعتها من رسول الله ﷺ.
قال: «فيبقى شرارُ الناس في خفة الطير، وأحلام السباع لا يعرفون معروفا، ولا ينكرون منكرًا فيتمثل لهم الشيطان فيقول: ألا تستجيبون فيقولون: فما تأمرنا؟ فيأمرهم بعبادة الأوثان، وهم في ذلك دار رزقهم، حسن عيشهم، ثم ينفخ في الصور فلا يسمعه أحدٌ إلا أصغى لِيتا ورفع ليتا».
قال: «وأول من يسمعه رجل يلُوط حوضَ إبله قال: فيصعق، ويصعق الناس ثم يرسل الله - أو قال: ينزل الله - مطرا كأنه الطل أو الظل (نعمان الشاك) فتنبت منه أجساد الناس، ثم ينفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون، ثم يقال: يا أيها الناس هلم إلى ربكم، وقفوهم إنهم مسؤولون».
قال: «ثم يقال: أخرجوا بعث النار فيقال: من كم؟ فيقال: من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين قال: فذاك يوم يجعل الولدان شيبا وذلك يوم يكشف عن ساق».

صحيح: رواه مسلم في القتن (٢٩٤٠: ١١٦) عن عبيد الله بن معاذ العنبري، حدثنا أبي، حدثنا شعبة، عن النعمان بن سالم قال: سمعت يعقوب بن عاصم بن عروة بن مسعود الثقفي يقول: سمعت عبد الله بن عمرو .

عن عبد الله بن عمرو أنه جاءه رجل فقال: ما هذا الحديث الذي تُحدث به
تقول: إن الساعة تقوم إلى كذا وكذا فقال: سبحان الله! أو لا إله إلا الله أو كلمة نحوهما، لقد هممت أن لا أحدث أحدا شيئا أبدا إنما قلت: إنكم سترون بعد قليل أمرًا عظيمًا يحرق البيت ويكون ويكون ثم قال: قال رسول الله ﷺ: «يخرج الدجال في أمتي فيمكث أربعين لا أدري أربعين يوما، أو أربعين شهرًا، أو أربعين عامًا فيبعث الله عيسى بن مريم كأنه عروة بن مسعود، فيطلبه فيهلكه، ثم يمكث الناس سبع سنين ليس بين اثنين عداوة، ثم يرسل الله ريحًا باردة من قبل الشام، فلا يبقى على وجه الأرض أحدٌ في قلبه مثقال ذرة من خير أو إيمان إلا قبضته حتى لو أن أحدكم دخل في كبد جبل لدخلته عليه حتى تقبضه». قال: سمعتها من رسول الله ﷺ.
قال: «فيبقى شرارُ الناس في خفة الطير، وأحلام السباع لا يعرفون معروفا، ولا ينكرون منكرًا فيتمثل لهم الشيطان فيقول: ألا تستجيبون فيقولون: فما تأمرنا؟ فيأمرهم بعبادة الأوثان، وهم في ذلك دار رزقهم، حسن عيشهم، ثم ينفخ في الصور فلا يسمعه أحدٌ إلا أصغى لِيتا ورفع ليتا».
قال: «وأول من يسمعه رجل يلُوط حوضَ إبله قال: فيصعق، ويصعق الناس ثم يرسل الله - أو قال: ينزل الله - مطرا كأنه الطل أو الظل (نعمان الشاك) فتنبت منه أجساد الناس، ثم ينفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون، ثم يقال: يا أيها الناس هلم إلى ربكم، وقفوهم إنهم مسؤولون».
قال: «ثم يقال: أخرجوا بعث النار فيقال: من كم؟ فيقال: من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين قال: فذاك يوم يجعل الولدان شيبا وذلك يوم يكشف عن ساق».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإني أشرح هذا الحديث الشريف شرحًا وافيًا مستندًا إلى كلام أهل العلم من أهل السنة والجماعة، وأسأل الله التوفيق والسداد.

الحديث في سنده ومتنه:


هذا الحديث رواه الإمام مسلم في صحيحه، وهو حديث صحيح ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم، وفيه بيان لأشراط الساعة الكبرى وأهوال يوم القيامة.


1. شرح المفردات:


● هممت: أي عزَمت ونويت.
● يحرق البيت: أي الكعبة.
● الدجال: هو الأعور الدجال، أعظم فتنة على وجه الأرض.
● عروة بن مسعود: صحابي جليل كان معروفًا بالوسامة وحسن الهيئة.
● كبد الجبل: أي داخله وأصله.
● خفة الطير: سرعة الطير وخفتها.
● أحلام السباع: عقول السباع وغرائزها.
● يلوط حوض إبله: أي يصلحه ويبني عليه.
● أصغى ليتا ورفع ليتا: أي مال بأذنه واستمع.
● يكشف عن ساق: كناية عن شدة الأمر وهوله.


2. شرح الحديث:


يبدأ الحديث بأن رجلاً سأل عبدالله بن عمرو عن حديث يرويه عن قرب الساعة، فتعجب عبدالله بن عمرو من سؤاله واستعظمه، وكاد أن لا يحدث بأي شيء بعد ذلك، ثم بين أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أن الناس سيشهدون أحداثًا عظيمة، منها حرق الكعبة.
ثم ذكر النبي صلى الله عليه وسلم خروج الدجال، الذي يمكث أربعين (يوماً أو شهراً أو عاماً)، ثم يبعث الله عيسى بن مريم عليه السلام فيقتله.
بعدها يمكث الناس سبع سنين في سلام وأمان لا عداوة بينهم.
ثم ترسل ريح باردة من قبل الشام تقبض أرواح كل مؤمن فيه مثقال ذرة من إيمان، ولا يبقى إلا شرار الناس الذين في قلوبهم لا خير، يعيشون كالبهائم لا يعرفون معروفًا ولا ينكرون منكرًا.
ثم يتمثل لهم الشيطان فيأمرهم بعبادة الأوثان، وهم في رغد من العيش.
ثم ينفخ في الصور نفخة الصعق، فيصعق كل من في السماوات والأرض إلا من شاء الله.
ثم ينزل مطر كالطل أو الظل، تنبت منه الأجساد، ثم تنفخ النفخة الثانية فيقوم الناس من قبورهم للحساب.
ويُقال: هلم إلى ربكم للحساب والمساءلة.
ثم يؤمر بإخراج بعث النار، ويكون من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين.
وهذا هو اليوم العظيم الذي يكشف عن شدته، حتى إن الولدان يشيبون من هوله.


3. الدروس المستفادة:


● الإيمان بالغيب من أصول الإيمان، ومنه الإيمان بأشراط الساعة.
● خروج الدجال من أعظم الفتن، ويجب الاستعاذة بالله منها.
● نزول عيسى عليه السلام وقتله للدجال حق يجب الإيمان به.
● الريح التي تقبض أرواح المؤمنين رحمة من الله بهم حتى لا يشهدوا الفتن.
● حال الناس بعد قبض المؤمنين يكون قد فسدت فطرهم، فلا يعرفون معروفًا ولا ينكرون منكرًا.
● النفخ في الصور من أهوال يوم القيامة، وهو واقع لا محالة.
● البعث والنشور حق، والحساب والجزاء واقع.
● كثرة أهل النار نسبيًا، وأن أهل الإيمان قلة.
● شدة يوم القيامة حتى إنه يكشف عن ساق، ويشيب الولدان.


4. معلومات إضافية:


- هذا الحديث يجمع بين أشراط الساعة الكبرى وأهوال يوم القيامة.
- ينبغي للمسلم أن يستعد لهذا اليوم بالإيمان والعمل الصالح.
- يجب الحذر من الفتن، وخصوصاً فتنة الدجال، والاستعاذة بالله منها في كل صلاة.
- الإيمان بنزول عيسى عليه السلام وقتله للدجال من عقيدة أهل السنة والجماعة.
- الحديث يذكر نعمة الله على المؤمنين بأن قبض أرواحهم قبل قيام الساعة.
أسأل الله أن يجعلنا من المؤمنين المهتدين، وأن يحفظنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يبلغنا يوم القيامة آمنين.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في القتن (٢٩٤٠: ١١٦) عن عبيد الله بن معاذ العنبري، حدثنا أبي، حدثنا شعبة، عن النعمان بن سالم قال: سمعت يعقوب بن عاصم بن عروة بن مسعود الثقفي يقول: سمعت عبد الله بن عمرو .. فذكره.
«أصغى ليتا»: أي أمال صفحة العنق، وهما ليتان. كذا في النهاية.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 18 من أصل 185 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: فيتمثل لهم الشيطان فيقول: ألا تستجيبون فيقولون: فما تأمرنا؟ فيأمرهم بعبادة الأوثان

  • 📜 حديث: فيتمثل لهم الشيطان فيقول: ألا تستجيبون فيقولون: فما تأمرنا؟ فيأمرهم بعبادة الأوثان

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: فيتمثل لهم الشيطان فيقول: ألا تستجيبون فيقولون: فما تأمرنا؟ فيأمرهم بعبادة الأوثان

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: فيتمثل لهم الشيطان فيقول: ألا تستجيبون فيقولون: فما تأمرنا؟ فيأمرهم بعبادة الأوثان

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: فيتمثل لهم الشيطان فيقول: ألا تستجيبون فيقولون: فما تأمرنا؟ فيأمرهم بعبادة الأوثان

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب