أخرج من كل مائة تسعة وتسعين

حديث: أخرج من كل مائة تسعة وتسعين

عن أبي هريرة أن النبي ﷺ قال: «أول من يدعى يوم القيامة آدم فتراءى ذريته فيقال: هذا أبوكم آدم فيقول: لبيك وسعديك فيقول: أخرج بعث جهنم من ذريتك فيقول: يا رب كم أخرج؟ فيقول: أخرج من كل مائة تسعة وتسعين» فقالوا: يا رسول الله إذا أخذ منا من كل مائة تسعة وتسعون فماذا يبقى منا؟ ! قال: «إن أمتي في الأمم كالشعرة البيضاء في الثور الأسود».

صحيح: رواه البخاري في الرقاق (٦٥٢٩) عن إسماعيل، حدثني أخي، عن سليمان، عن ثور، عن أبي الغيث، عن أبي هريرة .

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين وإمام المتقين.
أما بعد، فإليكم شرح هذا الحديث النبوي العظيم الذي رواه الإمام أحمد في مسنده، والإمام ابن ماجه في سننه، وغيرهما من أئمة الحديث، عن الصحابي الجليل أبي هريرة رضي الله عنه:

أولاً. شرح المفردات:

● تراءى ذريته: أي تُعرض وتظهر ذريته (أبناؤه من البشر) له يوم القيامة.
● لبيك وسعديك: كلمة إجابة وتعظيم، أي أنا مجيب لدعوتك، مسارع إلى طاعتك، وسعديك معناه مساعدتك وإعانتك.
● بعث جهنم: أي الجماعة أو العدد الذي سيدخل النار.
● كالشعرة البيضاء في الثور الأسود: تشبيه للقلة والنُدرة، فالشعرة البيضاء نادرة جدًا في جلد الثور الأسود.

ثانيًا. شرح الحديث:

يخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن أول من يُدعى يوم القيامة هو أبو البشر آدم عليه السلام، فتعرض عليه ذريته من البشر، فيُناديه الله تعالى قائلاً: "هذا أبوكم آدم"، فيجيب آدم بدعاء التعظيم والاستجابة: "لبيك وسعديك". ثم يقول الله تعالى لآدم: "أخرج بعث جهنم من ذريتك"، فيستفهم آدم عن العدد: "كم أخرج؟"، فيجيبه الله: "أخرج من كل مائة تسعة وتسعين".
فظن الصحابة رضي الله عنهم أن هذا العدد الكبير سيشملهم، فاستغربوا وسألوا النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا أخذ منا من كل مائة تسعة وتسعون فماذا يبقى منا؟"، فأجابهم النبي صلى الله عليه وسلم بأن هذه النسبة العالية ليست في أمته، بل في الأمم السابقة، وأما أمته محمد صلى الله عليه وسلم فستكون ناجية وقليلة مقارنة بغيرها، وشبهها بـ "الشعرة البيضاء في الثور الأسود"، أي أن الناجين من الأمم السابقة قليلون جدًا، بينما ناجو أمة محمد كثيرون مقارنة بغيرهم، ولكنهم قليلون مقارنة بعدد الأمم الأخرى الكبير.

ثالثًا. الدروس المستفادة:

1- عظمة يوم القيامة وهوله: حيث يُدعى أول البشر آدم ويحاسب على ذريته.
2- كمال عدل الله تعالى: حيث يحاسب كل إنسان على عمله، ولا يظلم ربك أحدًا.
3- فضل أمة محمد صلى الله عليه وسلم: حيث أن نسبة الناجين فيها أعلى من غيرها بفضل شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم واتباعهم للحق.
4- الحث على العمل الصالح: لأن النجاة ليست بالأماني، بل بالإيمان والعمل الصالح.
5- قلة الصالحين: فحتى في أمة الإسلام، فإن الصالحين هم الأقل عددًا مقارنة بgeneral population، مما يحفز على الجد والاجتهاد في الطاعة.

رابعًا. معلومات إضافية:

- هذا الحديث من أحاديث أشراط الساعة وأهوال القيامة، ويجب الإيمان به دون تشبيه أو تعطيل.
- النسبة المذكورة (99 من 100) خاصة بالأمم السابقة، وأما أمة محمد صلى الله عليه وسلم فإن نسبة الهالكين فيها أقل، لكن المعنى يُذكر للتحذير والاعتبار.
- يستفاد منه أهمية الدعوة إلى الله تعالى لإنقاذ الناس من النار.
نسأل الله تعالى أن يجعلنا من الناجين الفائزين برحمته وفضله. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الرقاق (٦٥٢٩) عن إسماعيل، حدثني أخي، عن سليمان، عن ثور، عن أبي الغيث، عن أبي هريرة .. فذكره.
قوله: «إن أمتي في الأمم كالشعرة ...» فيه إشارة على تكثير عدد الأمم الذين لم يُؤمنوا بأنبيائهم.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 17 من أصل 185 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أخرج من كل مائة تسعة وتسعين

📜 حديث: أخرج من كل مائة تسعة وتسعين

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: أخرج من كل مائة تسعة وتسعين

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: أخرج من كل مائة تسعة وتسعين

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: أخرج من كل مائة تسعة وتسعين

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية