حديث: يوم ينادي الله آدم: ابعث بعث النار

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في قول الله ﷿ لآدم: «أخرِجْ بعثَ النار من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين»

عن عمران بن حصين قال: كنا مع النبي ﷺ في سفر فتفاوت بين أصحابه في السير، فرفع رسول الله ﷺ صوته بهاتين الآيتين ﴿يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ﴾ إلى قوله ﴿عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ﴾، فلما سمع ذلك أصحابه حثوا المطي وعرفوا أنه عند قول يقوله. فقال: «هل تدرون أي يوم ذلك؟» قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: «ذاك يوم ينادي الله فيه آدم فيناديه ربه فيقول: يا آدم ابعث بعث
النار فيقول: يا رب وما بعث النار فيقول: من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعون في النار وواحد في الجنة». فيئس القوم حتى ما أبدوا بضاحكة فلما رأى رسول الله ﷺ الذي بأصحابه قال: «اعملوا وأبشروا فوالذي نفس محمد بيده! إنكم لمع خليقتين ما كانتا مع شيء إلا كثرتاه يأجوج ومأجوج ومن مات من بني آدم وبني إبليس». قال: فسري عن القوم بعض الذي يجدون فقال: «اعملوا وأبشروا فوالذي نفس محمد بيده ما أنتم في الناس إلا كالشامة في جنب البعير أو كالرقعة في ذراع الدابة».

صحيح: رواه الترمذي (٣١٦٩)، وأبو دا ود الطيالسي (٨٧٤)، وأحمد (١٩٩٠١)، والحاكم (١/ ٢٨ - ٢٩، ٢/ ٣٨٥) كلهم من طرق عن هشام الدستوائي، حدثنا قتادة، عن الحسن، عن عمران بن حصين .

عن عمران بن حصين قال: كنا مع النبي ﷺ في سفر فتفاوت بين أصحابه في السير، فرفع رسول الله ﷺ صوته بهاتين الآيتين ﴿يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ﴾ إلى قوله ﴿عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ﴾، فلما سمع ذلك أصحابه حثوا المطي وعرفوا أنه عند قول يقوله. فقال: «هل تدرون أي يوم ذلك؟» قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: «ذاك يوم ينادي الله فيه آدم فيناديه ربه فيقول: يا آدم ابعث بعث
النار فيقول: يا رب وما بعث النار فيقول: من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعون في النار وواحد في الجنة». فيئس القوم حتى ما أبدوا بضاحكة فلما رأى رسول الله ﷺ الذي بأصحابه قال: «اعملوا وأبشروا فوالذي نفس محمد بيده! إنكم لمع خليقتين ما كانتا مع شيء إلا كثرتاه يأجوج ومأجوج ومن مات من بني آدم وبني إبليس». قال: فسري عن القوم بعض الذي يجدون فقال: «اعملوا وأبشروا فوالذي نفس محمد بيده ما أنتم في الناس إلا كالشامة في جنب البعير أو كالرقعة في ذراع الدابة».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين وإمام المتقين.
أما بعد، فإليكم شرح هذا الحديث النافع الذي رواه عمران بن حصين رضي الله عنه، معتمدًا على كلام أهل العلم المعتبرين من أهل السنة والجماعة:

أولًا:

تخريج الحديث
هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، والإمام الترمذي في سننه، والإمام ابن ماجه، وغيرهم، وصححه عدد من أهل العلم.

ثانيًا. شرح المفردات:


● تفاوت بين أصحابه في السير: تباعدوا وتفرقوا في المسير.
● حثوا المطي: أسرعوا في سير دوابهم.
● أبدوا بضاحكة: ظهرت عليهم علامات الضحك أو البشاشة.
● خليقتين: مخلوقين.
● الشامة في جنب البعير: علامة صغيرة في جسم البعير.
● الرقعة في ذراع الدابة: قطعة صغيرة مرقعة على جلد الدابة.

ثالثًا. شرح الحديث:


1- الموقف الأول: كان النبي ﷺ في سفر مع أصحابه، فتفرقوا في السير، فرفع صوته بتلاوة الآيتين من سورة الحج (آية 1-2) ليجمهم ويذكرهم بهول يوم القيامة، فقال: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ * يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ﴾.
2- استجابة الصحابة: عندما سمع الصحابة هذا النداء والتذكير، أسرعوا بالرجوع والتجمع حول النبي ﷺ، فعلموا أن هناك أمرًا مهماً سيقوله.
3- الموقف الثاني: سألهم النبي ﷺ: "هل تدرون أي يوم ذلك؟" يعني يوم القيامة، فأجابوا بأن الله ورسوله أعلم، فبين لهم أن ذلك اليوم ينادي الله تعالى آدم عليه السلام ويأمره أن يبعث بعث النار، فيستفهم آدم: "يا رب وما بعث النار؟" فيجيبه ربه: "من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعون في النار وواحد في الجنة".
4- رد فعل الصحابة: اغتم الصحابة وحزنوا حتى لم يظهر على وجوههم بشر أو ضحك، لشدة ما سمعوا من أن أغلب الناس سيدخلون النار.
5- الموقف الثالث: عندما رأى النبي ﷺ تأثير هذا الخبر عليهم، بشرهم فقال: "اعملوا وأبشروا"، وأقسم بنفسه الشريفة أنهم سيكونون مع خليقتين (يأجوج ومأجوج، ومن مات من بني آدم وبني إبليس) يكثرون العدد، فإذا أضيفوا إلى الألف فإن النسبة تتغير لصالح المؤمنين.
6- الموقف الرابع: ثم بين لهم أن المؤمنين من هذه الأمة قلة بالنسبة لغيرهم، لكنهم مميزون، فقال: "ما أنتم في الناس إلا كالشامة في جنب البعير أو كالرقعة في ذراع الدابة"، أي أنهم قلة لكنهم أهل الخير والهداية.

رابعًا. الدروس المستفادة:


1- وجوب التذكير بيوم القيامة: حتى يستعد المسلم بالتقوى والعمل الصالح.
2- فضل هذه الأمة: رغم قلة عددهم النسبي إلا أنهم أكرم الأمم على الله.
3- البشارة للمؤمنين: أن من ثابر على العمل الصالح فله البشرى بالجنة، ولا ينبغي أن ييأس من رحمة الله.
4- حسن تعليم النبي ﷺ: حيث كان يختار الوقت المناسب للتذكير، ويراعي أحوال أصحابه، ويبشرهم بعد أن رآهم قد حزنوا.
5- أن الأكثرية ليست دليلًا على الحق: فالكثرة في غير أهل الإيمان، وأهل الإيمان قلة، لكنهم على الهدى والخير.

خامسًا. فوائد إضافية:


- الحديث يدل على عظم يوم القيامة وهوله، مما يحفز المسلم على الاستعداد له.
- فيه بيان لنسبة أهل الجنة والنار، لكن هذه النسبة لا تعني الحصر، فقد يغفر الله لأكثر من ذلك، وهو تعالى واسع المغفرة.
- الحديث يبعث على الأمل والتفاؤل للمؤمن، وأنه لا ينبغي القنوط من رحمة الله.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من أهل الجنة، وأن يوفقنا للعمل الصالح، وأن يبشرنا برحمته وفضله.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الترمذي (٣١٦٩)، وأبو دا ود الطيالسي (٨٧٤)، وأحمد (١٩٩٠١)، والحاكم (١/ ٢٨ - ٢٩، ٢/ ٣٨٥) كلهم من طرق عن هشام الدستوائي، حدثنا قتادة، عن الحسن، عن عمران بن حصين .. فذكره.
قال الترمذي: «هذا حديث حسن صحيح» وقال عقب حديث علي بن زيد بن جدعان، عن الحسن، عن عمران: «هذا حديث حسن صحيح» قد روي من غير وجه عن عمران بن حصين عن النبي ﷺ.
وقال الحاكم: «هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه بطوله، والذي عندي أنهما قد تحرجا من ذلك خشية الإرسال. وقد سمع الحسن من عمران بن حصين وهذه الزيادات التي في هذا المتن أكثرها عند معمر عن قتادة عن أنس. وهو صحيح على شرطهما جميعا، ولم يخرجاه ولا واحد منهما».
وقال في الموضع الثاني: «صحيح الإسناد وأكثر أئمة البصرة على أن الحسن قد سمع من عمران غير أن الشيخين لم يخرجاه».
قال الأعظمي: ولكن أكثر أهل العلم على أن الحسن لم يسمع من عمران بن حصين منهم: يحيى القطان وأحمد وعلي بن المديني ويحيى بن معين وأبو حاتم. ثم إنه مدلس ولم يصرح بالسماع ولكنه توبع.
رواه الطبراني في الكبير (١٨/ ٢١٨) وهناد بن السري في الزهد (١/ ١٤٨) كلاهما من حديث سعيد بن أبي عروبة عن قتادة، عن العلاء بن زياد، عن عمران بن حصين .. فذكر نحوه.
وبهذه المتابعة صحّ الحديث.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 19 من أصل 185 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: يوم ينادي الله آدم: ابعث بعث النار

  • 📜 حديث: يوم ينادي الله آدم: ابعث بعث النار

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: يوم ينادي الله آدم: ابعث بعث النار

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: يوم ينادي الله آدم: ابعث بعث النار

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: يوم ينادي الله آدم: ابعث بعث النار

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب