حديث: من أهون على الله من الجعل الذي يدهده الخرء بأنفه

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في أخبار آدم ﵇

عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ قال: «لينتهين أقوام يفتخرون بآبائهم الذين ماتوا، إنما هم فحم جهنم أو ليكونن أهون على الله من الجُعل الذي يدهده الخرء بأنفه، إن الله قد أذهب عنكم عبية الجاهلية وفخرها بالآباء، إنما هو مؤمن تقي وفاجر شقي، الناس كلهم بنو آدم، وآدم خلق من تراب».

حسن: رواه الترمذي (٣٩٥٥)، وأحمد (١٠٧٨١) كلاهما من طريق أبي عامر العقدي عبد الملك بن عمرو، حدثنا هشام بن سعد، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة .

عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ قال: «لينتهين أقوام يفتخرون بآبائهم الذين ماتوا، إنما هم فحم جهنم أو ليكونن أهون على الله من الجُعل الذي يدهده الخرء بأنفه، إن الله قد أذهب عنكم عبية الجاهلية وفخرها بالآباء، إنما هو مؤمن تقي وفاجر شقي، الناس كلهم بنو آدم، وآدم خلق من تراب».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
فأقدم لكم شرحًا وافيًا لهذا الحديث النبوي الشريف، معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.

الحديث:


عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي ﷺ قال: «لينتهينَّ أقوام يفتخرون بآبائهم الذين ماتوا، إنما هم فحم جهنم، أو ليكوننَّ أهون على الله من الجُعَل الذي يدهدِه الخرء بأنفه، إن الله قد أذهب عنكم عُبِّيَةَ الجاهلية وفخرها بالآباء، إنما هو مؤمن تقي وفاجر شقي، الناس كلهم بنو آدم، وآدم خلق من تراب».

١. شرح المفردات:


● لينتهينَّ: أسلوب قَسَمٍ ووعيد شديد، أي ليتركنَّ ويتوقفنَّ.
● يفتخرون بآبائهم: يتباهون وينتفخون بنسب أسلافهم وأحسابهم.
● فحم جهنم: وقود ووقيد للنار، يشير إلى أن من مات على الكفر مصيره النار.
● الجُعَل: نوع من الحشرات الصغيرة (خنفساء).
● يدهدِه: يدفعه ويسوقه ويتعامل معه.
● الخرء: الروث أو الفضلات.
● عُبِّيَةَ الجاهلية: الكبر والتغطرس والتعالي الذي كان سائدًا في الجاهلية. والعُبِّيَة: من العَبّ، وهو الكبر والفخر.
● مؤمن تقي: الشخص الذي آمن بالله واتقاه بطاعته.
● فاجر شقي: العاصي المتمرِّد على الله، الشقي في الدنيا والآخرة.
● بنو آدم: جميعهم أولاد رجل واحد، فلا فضل لأحد على أحد بالنسب.

٢. شرح الحديث:


يوجِّه النبي ﷺ في هذا الحديث تحذيرًا شديدًا وعظةً بليغة إلى من يتفاخر بأنساب آبائه وأجداده، ويذكر الحقائق التالية:
* الوعيد الشديد: يبدأ الحديث بتهديدٍ ووعيدٍ لأولئك المفتخرين بأنسابهم، ويصور حال آبائهم الذين ماتوا على الكفر بأنهم أصبحوا "فحم جهنم"، أي وقودًا لها، وهذا لا يُفتَخَر به بل يُستحى منه ويُخاف عليه. ثم يزيد في التهويل بالمقارنة بأحقر المخلوقات، وهو "الجعل" الذي يتدحرج بالروث، ليبيّن أن المفتخر بنسبه الكافر سيصير "أهون على الله" وأحقر وأذل من هذه الحشرة في ميزان الله تعالى، لأنه استخدم نعمة النسب في معصية الله بالتكبر والتفاخر على خلقه.
* إبطال قيم الجاهلية: يعلن النبي ﷺ أن الإسلام قد محا ونسخ تلك الأخلاق الجاهلية القائمة على الكبر والفخر بالآباء والأحساب ("عُبِّيَةَ الجاهلية وفخرها بالآباء"). لقد جاء الإسلام بنظام قيمي جديد完全不同.
* معيار التفاضل الحقيقي: يضع النبي ﷺ الميزان الصحيح للتفاضل بين الناس، وهو ليس النسب أو الجنس أو اللون أو المال، بل هو "التقوى" والعمل الصالح. فالناس صنفان فقط:
* مؤمن تقي: هذا هو الكريم عند الله، regardless of his lineage.
* فاجر شقي: هذا هو الحقير الذليل عند الله، حتى لو كان من أشراف القوم.
* الأصل الجامع: يختم ﷺ بالحجة الدامغة التي تسوي بين جميع الناس في الأصل، فهم "بنو آدم" من أب واحد وأم واحدة، وآدم نفسه "خلق من تراب"، فليس هناك مكان للتفاخر على الآخرين بأصلٍ مشتركٍ للجميع، وهو التراب.

٣. الدروس المستفادة والعبر:


1- تحريم التفاخر بالأنساب: يحرم الإسلام التفاخر بالآباء والأجداد، خاصة إذا كانوا على غير الإسلام، ويعتبر ذلك من أمر الجاهلية.
2- معيار القيمة عند الله هو التقوى: يتضاءل كل شيء أمام تقوى الله تعالى وعمل الصالحات، فهو الأساس الوحيد للكرامة عند الله والفوز في الدنيا والآخرة.
3- المساواة في الأصل الإنساني: يؤكد الإسلام على مبدأ المساواة بين البشر جميعًا، وينبذ العصبية القبلية والعرقية، لأن الجميع خلقوا من أصل واحد.
4- التحذير من الكبر: الحديث تحذير واضح من خلق الكبر والتعالي على الآخرين، وهو من الصفات الذميمة التي قد تؤدي إلى الهوان في الدنيا والآخرة.
5- التواضع خلق إسلامي: يحث الحديث على التواضع، وعدم الاغترار بالنسب أو الحسب، والتذكير الدائم بالأصل المتواضع (التراب) والمصير المشترك (إلى الله).

٤. معلومات إضافية مفيدة:


* السياق: نزل هذا الحديث في سياق محاربة النبي ﷺ للعصبيات الجاهلية التي كانت سائدة في العرب، ولبناء مجتمع إسلامي قائم على الإيمان والتقوى، لا على النسب والعرق.
* في القرآن الكريم: يؤكد هذا الحديث معنىً جاء في القرآن الكريم، كما في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} [الحجرات: 13].
* القدوة: كان النبي ﷺ القدوة في التواضع، فلم يتفاخر بنسبه وهو س
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الترمذي (٣٩٥٥)، وأحمد (١٠٧٨١) كلاهما من طريق أبي عامر العقدي عبد الملك بن عمرو، حدثنا هشام بن سعد، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة .. فذكره.
وإسناده حسن من أجل هشام بن سعد المدني، وهو أبو عباد ويقال: أبو سعيد القرشي مختلف فيه غير أنه حسن الحديث.
وقال الترمذي: «هذا حديث حسن».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 9 من أصل 185 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من أهون على الله من الجعل الذي يدهده الخرء بأنفه

  • 📜 حديث: من أهون على الله من الجعل الذي يدهده الخرء بأنفه

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من أهون على الله من الجعل الذي يدهده الخرء بأنفه

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من أهون على الله من الجعل الذي يدهده الخرء بأنفه

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من أهون على الله من الجعل الذي يدهده الخرء بأنفه

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب