حديث: تلا رسول الله ﷺ: إن زلزلة الساعة شيء عظيم

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في قول الله ﷿ لآدم: «أخرِجْ بعثَ النار من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين»

عن عبد الله بن عباس قال: تلا رسول الله ﷺ هذه الآية وأصحابه عنده: ﴿يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ (١) إلى آخر الآية، فقال: «هل تدرون أي يوم ذاك؟» قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: «ذاك يوم يقول الله لآدم: يا آدم، قم فابعث بعث النار قال: فيقول: يا رب، من كل كم؟ فيقول: من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين، وواحدًا إلى الجنة». فشق ذلك على القوم ووقعت عليهم الكآبة والحزن، فقال رسول الله ﷺ: «إني لأرجو أن تكونوا ربع أهل الجنة» ثم قال: «إني لأرجو أن تكونوا ثلث أهل الجنة» ثم قال: «إني لأرجو أن تكونوا شطر أهل الجنة ففرحوا». فقال رسول الله ﷺ: «اعملوا وأبشروا، فإنكم بين خليقتين لم تكونا مع أحد إلا كثّرتاه يأجوج ومأجوج، وإنما أنتم في الناس - أو قال: في الأمم - كالشامة في جنب البعير، أو كالرقمة في ذراع الدابة، وإنما أمتي جزء من ألف جزء».

صحيح: رواه الطبري في تهذيب الآثار (١/ ٣٩٦)، والبزار (كشف الأستار ٢٢٣٥، ٣٤٩٧)، والحاكم (٤/ ٥٦٨) كلهم من طرق عن سعيد بن سليمان قال: حدثنا عباد بن العوام، عن هلال بن خباب، عن عكرمة، عن ابن عباس .

عن عبد الله بن عباس قال: تلا رسول الله ﷺ هذه الآية وأصحابه عنده: ﴿يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ (١)﴾ إلى آخر الآية، فقال: «هل تدرون أي يوم ذاك؟» قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: «ذاك يوم يقول الله لآدم: يا آدم، قم فابعث بعث النار قال: فيقول: يا رب، من كل كم؟ فيقول: من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين، وواحدًا إلى الجنة». فشق ذلك على القوم ووقعت عليهم الكآبة والحزن، فقال رسول الله ﷺ: «إني لأرجو أن تكونوا ربع أهل الجنة» ثم قال: «إني لأرجو أن تكونوا ثلث أهل الجنة» ثم قال: «إني لأرجو أن تكونوا شطر أهل الجنة ففرحوا». فقال رسول الله ﷺ: «اعملوا وأبشروا، فإنكم بين خليقتين لم تكونا مع أحد إلا كثّرتاه يأجوج ومأجوج، وإنما أنتم في الناس - أو قال: في الأمم - كالشامة في جنب البعير، أو كالرقمة في ذراع الدابة، وإنما أمتي جزء من ألف جزء».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
الحديث الشريف:
رواه الإمام أحمد في مسنده، والإمام البخاري في صحيحه، والإمام مسلم في صحيحه عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما.
شرح المفردات:
● زلزلة الساعة: الزلزال العظيم الذي يكون عند قيام الساعة.
● بعث النار: إخراج أهل النار وإرسالهم إليها.
● من كل كم: أي من كل عدد كم؟ (استفهام عن العدد).
● كآبة وحزن: غم وهم بسبب خشية أن يكونوا من أهل النار.
● شطر أهل الجنة: نصف أهل الجنة.
● خليقتين: أمتين عظيمتين هما يأجوج ومأجوج.
● كالشامة في جنب البعير: مثل البياض في جلد البعير (أي قلة العدد).
● كالرقمة في ذراع الدابة: مثل الوصمة أو العلامة الصغيرة في ذراع الدابة.
شرح الحديث:
كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ على أصحابه قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ} [الحج: 1]، ثم سألهم: "هل تدرون أي يوم ذاك؟" فأجابوا بأن الله ورسوله أعلم، فبيّن لهم أن هذا اليوم هو يوم القيامة حين يقول الله تعالى لآدم: "يا آدم، قم فابعث بعث النار"، فيسأل آدم: "يا رب، من كل كم؟" فيجيب الله: "من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين إلى النار، وواحدًا إلى الجنة".
فظهر الحزن والهم على وجوه الصحابة لما سمعوا هذا العدد الكبير من الهالكين، فبشّرهم النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث مرات: أولاً بأنه يرجو أن يكونوا ربع أهل الجنة، ثم ثلث أهل الجنة، ثم نصف أهل الجنة، ففرحوا. ثم أمرهم بالعمل والبشارة، وبيّن لهم أنهم قلة بالنسبة للأمم السابقة، خاصة أمتي يأجوج ومأجوج الهائلين في العدد، وأن أمته جزء من ألف جزء من مجموع البشر.
الدروس المستفادة:
1- عظم يوم القيامة وأهواله: الحديث يذكرنا بهول ذلك اليوم وخطورة الأمر.
2- فضل هذه الأمة: رغم قلة عددها بالنسبة للأمم السابقة، إلا أن نصيبها من الجنة عظيم بفضل الله ثم باتباعها لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
3- البشارة والأمل: النبي صلى الله عليه وسلم يبشر أصحابه وأمته بأنهم سيكونون نسبة كبيرة من أهل الجنة، مما يدعو إلى التفاؤل والعمل الصالح.
4- الحث على العمل والاستبشار: الأمر بالعمل مع التفاؤل برحمة الله وفضله.
5- قلة المسلمين numerically: نسبة المسلمين قليلة مقارنة بغيرهم من الأمم، ولكن القيمة ليست بالكم وإنما بالتقوى والإيمان.
فوائد إضافية:
- الحديث يظهر رحمة النبي صلى الله عليه وسلم بأمته وحرصه على بث الأمل في نفوسهم.
- يؤكد على أن النجاة ليست بالأعداد بل برحمة الله واتباع الهدى.
- فيه توجيه إلى عدم اليأس من رحمة الله، فمع قلة العدد فإن الرحمة واسعة.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الطبري في تهذيب الآثار (١/ ٣٩٦)، والبزار (كشف الأستار ٢٢٣٥، ٣٤٩٧)، والحاكم (٤/ ٥٦٨) كلهم من طرق عن سعيد بن سليمان قال: حدثنا عباد بن العوام، عن هلال بن خباب، عن عكرمة، عن ابن عباس .. فذكره.
قال البزار: «لا نعلمه يُروى عن ابن عباس إلا بهذا الإسناد».
وقال الحاكم: هذا حديث صحيح بهذه الزيادة، ولم يخرجاه.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 21 من أصل 185 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: تلا رسول الله ﷺ: إن زلزلة الساعة شيء عظيم

  • 📜 حديث: تلا رسول الله ﷺ: إن زلزلة الساعة شيء عظيم

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: تلا رسول الله ﷺ: إن زلزلة الساعة شيء عظيم

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: تلا رسول الله ﷺ: إن زلزلة الساعة شيء عظيم

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: تلا رسول الله ﷺ: إن زلزلة الساعة شيء عظيم

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب