حديث: لقاء النبي ﷺ مع نفر من الخزرج ودعوتهم إلى الإسلام

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

تهيؤ الأنصار لقبول الإسلام

عن ابن إسحاق قال: فحدثني عاصم بن عمر بن قتادة، عن أشياخ من قومه، قالوا: لما لقيهم رسول الله ﷺ قال لهم: «من أنتم؟» قالوا: نفر من الخزرج، قال: «أمن موالي يهود؟» قالوا: نعم، قال: «أفلا تجلسون أكلمكم؟» قالوا: بلى. فجلسوا معه، فدعاهم إلى الله عز وجل، وعرض عليهم الإسلام، وتلا عليهم القرآن. قال: وكان مما صنع الله بهم في الإسلام أن يهود كانوا معهم في بلادهم، وكانوا أهل كتاب وعلم، وكانوا هم أهل شرك وأصحاب أوثان، وكانوا قد غزوهم ببلادهم، فكانوا إذا كان بينهم شيء قالوا لهم: إن نبيًا مبعوث الآن، قد أظل زمانه، نتبعه فنقتلكم معه قتل عاد وإرم، فلما كلم رسول الله ﷺ أولئك النفر، ودعاهم إلى الله، قال بعضهم لبعض: يا قوم! تعلموا والله! إنه للنبي الذي توعدكم به يهود، فلا تسبقنكم إليه. فأجابوه فيما دعاهم إليه بأن صدقوه وقبلوا منه ما عرض عليهم من الإسلام، وقالوا: إنا قد تركنا قومنا، ولا قوم بينهم من العداوة والشر ما بينهم، فعسى أن يجمعهم الله بك، فسنقدم عليهم، فندعوهم إلى أمرك، ونعرض عليهم الذي أجبناك إليه من هذا الدين، فإن يجمعهم الله عليه فلا رجل أعز منك. ثم انصرفوا عن رسول الله ﷺ راجعين إلى بلادهم، وقد آمنوا وصدقوا.

حسن: رواه ابن إسحاق بإسناده كما في سيرة ابن هشام (١/ ٤٢٨ - ٤٢٩) وإسناده حسن من
أجل محمد بن إسحاق.

عن ابن إسحاق قال: فحدثني عاصم بن عمر بن قتادة، عن أشياخ من قومه، قالوا: لما لقيهم رسول الله ﷺ قال لهم: «من أنتم؟» قالوا: نفر من الخزرج، قال: «أمن موالي يهود؟» قالوا: نعم، قال: «أفلا تجلسون أكلمكم؟» قالوا: بلى. فجلسوا معه، فدعاهم إلى الله ﷿، وعرض عليهم الإسلام، وتلا عليهم القرآن. قال: وكان مما صنع الله بهم في الإسلام أن يهود كانوا معهم في بلادهم، وكانوا أهل كتاب وعلم، وكانوا هم أهل شرك وأصحاب أوثان، وكانوا قد غزوهم ببلادهم، فكانوا إذا كان بينهم شيء قالوا لهم: إن نبيًا مبعوث الآن، قد أظل زمانه، نتبعه فنقتلكم معه قتل عاد وإرم، فلما كلم رسول الله ﷺ أولئك النفر، ودعاهم إلى الله، قال بعضهم لبعض: يا قوم! تعلموا والله! إنه للنبي الذي توعدكم به يهود، فلا تسبقنكم إليه. فأجابوه فيما دعاهم إليه بأن صدقوه وقبلوا منه ما عرض عليهم من الإسلام، وقالوا: إنا قد تركنا قومنا، ولا قوم بينهم من العداوة والشر ما بينهم، فعسى أن يجمعهم الله بك، فسنقدم عليهم، فندعوهم إلى أمرك، ونعرض عليهم الذي أجبناك إليه من هذا الدين، فإن يجمعهم الله عليه فلا رجل أعز منك. ثم انصرفوا عن رسول الله ﷺ راجعين إلى بلادهم، وقد آمنوا وصدقوا.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليكم شرح هذا الحديث النبوي الشريف الذي يروي قصة أول لقاء بين النبي صلى الله عليه وسلم ونفر من الخزرج، وهو حدث تاريخي عظيم كان بدايةً لانتشار الإسلام في المدينة المنورة:

أولاً. شرح المفردات:


● الخزرج: إحدى القبائل الرئيسية في المدينة المنورة (يثرب آنذاك).
● موالي يهود: حلفاء أو جيران لليهود في المدينة.
● أهل شرك وأصحاب أوثان: يعبدون الأصنام وغير موحدين.
● قتل عاد وإرم: إشارة إلى الهلاك الشديد الذي أصاب الأمم الكافرة السابقة.
● قد أظل زمانه: اقترب وقته وظهرت علاماته.

ثانياً. شرح الحديث:


يصف هذا الحديث اللقاء التاريخي الذي تم في موسم الحج بين النبي صلى الله عليه وسلم وستة من الخزرج عند العقبة. كان النبي يبحث عن أنصار جدد بعد المعاناة التي لاقاها في مكة.
لما سألهم النبي عن هويتهم، وعلم أنهم من حلفاء اليهود في المدينة، عرض عليهم الجلوس للحديث. فدعاهم إلى الإسلام، وتلا عليهم القرآن، وشرح لهم تعاليم الدين الحنيف.
كان لهذا اللقاء أثر كبير، إذ تذكر الخزرج تحذيرات يهود المدينة من نبي سيظهر وسينصرونه على أعدائهم. فأدركوا أن محمداً صلى الله عليه وسلم هو ذلك النبي الموعود، فبادروا بقبول الإسلام حتى لا يسبقهم اليهود إليه.

ثالثاً. الدروس المستفادة:


1- حكمة النبي صلى الله عليه وسلم في اختيار الوقت والمكان للدعوة، حيث كان اللقاء في موسم الحج حيث تجمع الناس من مختلف الأنحاء.
2- أهمية الاستعداد النفسي للقبول الحق، حيث كان الخزرج مهيئين لقبول الإسلام بسبب تحذيرات اليهود المتكررة.
3- فضل التلاوة القرآنية في التأثير على القلوب، حيث كان لسماع القرآن أثر عميق في إيمانهم.
4- دور اليهود غير المباشر في الدعوة الإسلامية، حيث كان تحذيرهم سبباً في إسراع الخزرج إلى الإسلام.
5- الحكمة في الدعوة حيث عرض النبي الإسلام عليهم بلطف وحكمة، فلم يجبرهم ولم يسيء إليهم.

رابعاً. معلومات إضافية:


- هذا اللقاء كان بداية "بيعة العقبة الأولى" التي تمت في السنة الحادية عشرة من البعثة.
- هؤلاء النفر الستة من الخزرج كانوا نواة الإسلام في المدينة، وعادوا فدعوا قومهم إلى الإسلام.
- من نتائج هذا اللقاء أن أصبح للدعوة الإسلامية قاعدة جديدة في المدينة، مهدت لهجرة النبي صلى الله عليه وسلم لاحقاً.
- هذه القصة تظهر كيف أن الله تعالى يهيئ الأسباب لانتشار دينه، حتى من حيث لا يحتسب البشر.
نسأل الله تعالى أن ينفعنا بهذه الدروس، وأن يجعلنا من الداعين إلى دينه الحنيف بالحكمة والموعظة الحسنة. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه ابن إسحاق بإسناده كما في سيرة ابن هشام (١/ ٤٢٨ - ٤٢٩) وإسناده حسن من
أجل محمد بن إسحاق. وأما جهالة أشياخ فلا تضر لأنهم عدد كثير يشد بعضهم بعضًا.
وهؤلاء الذين لقيهم رسول الله ﷺ عند العقبة كانوا ستة نفر من الخزرج:
١ - أسعد بن زرارة أبو أمامة.
٢ - عوف بن الحارث بن رفاعة
٣ - رافع بن مالك بن العجلان
٤ - قطبة بن عامر بن حديدة
٥ - عقبة بن عامر بن نأبي
٦ - جابر بن عبد الله بن رئاب
فلما قدموا المدينة إلى قومهم ذكروا لهم رسول الله ﷺ ودعوهم إلى الإسلام حتى فشا فيهم، فلم يبق دار من دور الأنصار إلا وفيها ذكر من رسول الله ﷺ.
سيرة ابن هشام (١/ ٤٢٩ - ٤٣٠)

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 144 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لقاء النبي ﷺ مع نفر من الخزرج ودعوتهم إلى الإسلام

  • 📜 حديث: لقاء النبي ﷺ مع نفر من الخزرج ودعوتهم إلى الإسلام

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لقاء النبي ﷺ مع نفر من الخزرج ودعوتهم إلى الإسلام

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لقاء النبي ﷺ مع نفر من الخزرج ودعوتهم إلى الإسلام

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لقاء النبي ﷺ مع نفر من الخزرج ودعوتهم إلى الإسلام

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب