حديث: إن يكن عند أحد من القوم خير فهو عند صاحب الجمل الأحمر

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

دعوة عتبة بن ربيعة بالانسحاب من القتال

عن ابن عباس قال: لما نزل المسلمون بدرًا، وأقبل المشركون، نظر رسول الله
ﷺ إلى عتبة بن ربيعة، وهو على جمل أحمر، فقال: إن يكن عند أحد من القوم خير فهو عند صاحب الجمل الأحمر، إن يطيعوه يرشدوا، وهو يقول: يا قوم! أطيعوني في هؤلاء القوم، فإنكم إن فعلتم لم يزل ذلك في قلوبكم، ينظر كل رجل إلى قاتل أخيه، وقاتل أبيه، فاجعلوا جبنها برأسي وارجعوا، فقال أبو جهل: اِنتفخَ واللهِ سحره حين رأى محمدًا وأصحابه، إنّما محمد وأصحابه كأكلة جزور، لو قد التقينا، فقال عتبة: ستعلم من الجبان المفسد لقومه، أما والله إني لأرى قومًا يضربونكم ضربًا، أما ترون كأنّ رؤوسهم الأفاعي، وكأن وجوههم السيوف، ثمّ دعا أخاه وابنه فخرج يمشي بينهما ودعا بالمبارزة.

صحيح: رواه البزّار - كشف الأستار (١٧٦٢) عن إبراهيم بن سعيد الجوهري، والحسن بن يونس أبي علي الضرير قالا: ثنا يزيد بن هارون، أنبأ جرير بن حازم، عن أخيه يزيد بن حازم، عن عكرمة، عن ابن عباس فذكره.

عن ابن عباس قال: لما نزل المسلمون بدرًا، وأقبل المشركون، نظر رسول الله
ﷺ إلى عتبة بن ربيعة، وهو على جمل أحمر، فقال: إن يكن عند أحد من القوم خير فهو عند صاحب الجمل الأحمر، إن يطيعوه يرشدوا، وهو يقول: يا قوم! أطيعوني في هؤلاء القوم، فإنكم إن فعلتم لم يزل ذلك في قلوبكم، ينظر كل رجل إلى قاتل أخيه، وقاتل أبيه، فاجعلوا جبنها برأسي وارجعوا، فقال أبو جهل: اِنتفخَ واللهِ سحره حين رأى محمدًا وأصحابه، إنّما محمد وأصحابه كأكلة جزور، لو قد التقينا، فقال عتبة: ستعلم من الجبان المفسد لقومه، أما والله إني لأرى قومًا يضربونكم ضربًا، أما ترون كأنّ رؤوسهم الأفاعي، وكأن وجوههم السيوف، ثمّ دعا أخاه وابنه فخرج يمشي بينهما ودعا بالمبارزة.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليكم شرح هذا الحديث الذي رواه ابن عباس رضي الله عنهما، والذي يروي جانبًا من أحداث غزوة بدر الكبرى، معتمدًا في ذلك على كُتب أهل السنة والجماعة المعتمدة:

1. شرح المفردات:


● نزل المسلمون بدرًا: أي حطوا رحالهم ونزلوا عند بئر بدر استعدادًا للمواجهة.
● عتبة بن ربيعة: أحد زعماء قريش وكبارها، وكان معروفًا بالحكمة والعقل.
● جمل أحمر: الإبل الحمراء كانت تعتبر من النوادر الثمينة، مما يدل على مكانته.
● يرشدوا: يهتدوا إلى الصواب والطريق المستقيم.
● اِنتفخَ سحره: كناية عن الغرور والكبر، أي ظن نفسه عظيمًا ومؤثرًا.
● كأكلة جزور: مثل الذين يأكلون لحم جزور (بعير) في وليمة، أي قلة عددهم وضعفهم الظاهري.
● يضربونكم ضربًا: يقاتلونكم قتالاً شديدًا.
● كأن رؤوسهم الأفاعي: تشبيه لهم بالحيات في شدتهم وضراوتهم.
● وجوههم السيوف: كناية عن البطولة والشجاعة، أو أن وجوههم تلمع كالسيوف من شدة الإيمان والثبات.

2. شرح الحديث:


يصف هذا الحديث موقفًا حاسمًا قبل معركة بدر، حيث كان النبي ﷺ يراقب صفوف المشركين، ولاحظ عتبة بن ربيعة على جمله الأحمر، فامتدحه بقوله: "إن يكن عند أحد من القوم خير فهو عند صاحب الجمل الأحمر"، وذلك لحكمته ورجاحة عقله. فقد نصح قومه بعدم القتال، وحذرهم من عواقبه، قائلاً: "أطيعوني في هؤلاء القوم"، مشيرًا إلى أن القتال سيُورث الأحقاد والثأر بينهم وبين المسلمين، حيث سينظر كل رجل إلى قاتل أخيه أو أبيه، وطلب أن يجعلوا جبنهم (أي ترددهم في القتال) عليه هو، فيتحمل هو اللوم ويرجعوا.
لكن أبا جهل، وهو رمز العناد والكفر، استهزأ به واتهمه بأن سحره (أي كبرياءه وغطرسته) انتفخ عندما رأى قلة المسلمين، وشبههم بـ "أكلة جزور" أي قلة لا قيمة لها. فرد عليه عتبة بتنبؤ صادق: "ستعلم من الجبان المفسد لقومه"، وحذره من العاقبة، ثم وصف المسلمين بأنهم يبدون كأن رؤوسهم أفاعي (أي شديدو البأس) ووجوههم كالسيوف (أي مشرقون بالإيمان والقوة). وأخيرًا، خرج عتبة للمبارزة هو وأخوه وابنه، مما يدل على شجاعته وإيمانه برأيه.

3. الدروس المستفادة منه:


● الحكمة والرأي السديد: عتبة بن ربيعة مثل للحكمة والعقلانية، حتى بين المشركين، مما يدل على أن الخير قد يكون في غير المسلمين أحيانًا، لكنه لا ينفع بدون إيمان.
● ضرورة الاستماع إلى النصيحة: تحذير عتبة لقومه يظهر أهمية الأخذ بمشورة العقلاء، وعدم الاستهانة بالخصم.
● الغرور والكِبْر مذمومان: موقف أبي جهل يرمز إلى الغرور والاستهزاء بالحق، وهو طريق الهلاك.
● البصيرة النافذة: النبي ﷺ كان يملك نظرة ثاقبة لأحوال الناس، فاستطاع تمييز من فيه خير حتى لو كان عدواً.
● قوة الإيمان تغلب العدد والعدة: وصف عتبة للمسلمين يدل على أن الإيمان يمنح القوة المعنوية حتى يبدو المؤمنون أشداء رغم قلتهم.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذه الواقعة ذكرها المؤرخون مثل ابن هشام في "السيرة النبوية"، وابن كثير في "البداية والنهاية"، وهي جزء من أحداث بدر التي وقعت في السنة الثانية للهجرة.
- عتبة بن ربيعة قُتل في المبارزة في بدر على يد حمزة بن عبد المطلب أو علي بن أبي طالب رضي الله عنهما حسب الروايات.
- الحديث يظهر أن النبي ﷺ كان يعرف أخلاق الناس حتى أعداءه، وهذا من فطنته ﷺ.
- فيه إشارة إلى أن بعض المشركين كانوا يعرفون حقانية الإسلام، لكن الكِبْر منعهم من اتباعه، كما في قول عتبة: "لو أطاعوه لاهتدوا".
أسأل الله أن ينفعنا بهذا الحديث، وأن يجعلنا من أهل الحكمة والبصيرة. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البزّار - كشف الأستار (١٧٦٢) عن إبراهيم بن سعيد الجوهري، والحسن بن يونس أبي علي الضرير قالا: ثنا يزيد بن هارون، أنبأ جرير بن حازم، عن أخيه يزيد بن حازم، عن عكرمة، عن ابن عباس فذكره.
قال البزّار: «لا نعلم يرويه بهذا اللّفظ إِلَّا ابن عباس ولا له إِلَّا هذا الطريق، ولا أسنده إِلَّا يزيد بن هارون، وحدث به مرة مسندًا وحدث به في الكتب مرسلًا.
ويزيد بن حازم لم يُسنِد غير هذا الحديث» انتهى.
وقال الهيثمي في «المجمع» (٦/ ٧٦): رجاله ثقات.
قال الأعظمي: وهو كما قال ويزيد بن حازم ثقة ثبت.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 258 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إن يكن عند أحد من القوم خير فهو عند صاحب الجمل الأحمر

  • 📜 حديث: إن يكن عند أحد من القوم خير فهو عند صاحب الجمل الأحمر

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: إن يكن عند أحد من القوم خير فهو عند صاحب الجمل الأحمر

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: إن يكن عند أحد من القوم خير فهو عند صاحب الجمل الأحمر

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: إن يكن عند أحد من القوم خير فهو عند صاحب الجمل الأحمر

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, December 17, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب