حديث: غشينا النعاس ونحن في مصافنا يوم بدر

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

وقوع النعاس يوم بدر

عن أبي طلحة ﷺ قال: غشينا النعاس، ونحن في مصافنا يوم بدر. قال أبو طلحة: كنت فيمن غشيه النعاس يومئذ فجعل سيفي يسقط من يدي وآخذه، ويسقط وآخذه.

صحيح: رواه الإمام أحمد (١٦٣٥٧) عن يونس، حَدَّثَنَا شيبان، عن قتادة، وحسين (وهو ابن محمد) في تفسير شيبان، عن قتادة قال: وحدثنا أنس بن مالك أن أبا طلحة قال: فذكره.

عن أبي طلحة ﷺ قال: غشينا النعاس، ونحن في مصافنا يوم بدر. قال أبو طلحة: كنت فيمن غشيه النعاس يومئذ فجعل سيفي يسقط من يدي وآخذه، ويسقط وآخذه.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن ينفعنا بما نسمع ونقرأ. هذا حديث عظيم من أحاديث غزوة بدر الكبرى، التي كانت فرقاناً بين الحق والباطل.

الحديث بلفظه الكامل:


عن أبي طلحة زيد بن سهل الأنصاري رضي الله عنه قال: غَشِيَنَا النُّعَاسُ وَنَحْنُ فِي مَصَافِّنَا يَوْمَ بَدْرٍ. قَالَ أَبُو طَلْحَةَ: كُنْتُ فِيمَنْ غَشِيَهُ النُّعَاسُ يَوْمَئِذٍ، فَجَعَلَ سَيْفِي يَسْقُطُ مِنْ يَدِي فَآخُذُهُ، ثُمَّ يَسْقُطُ فَآخُذُهُ. رواه الإمام أحمد في مسنده، وهو حديث صحيح.


1. شرح المفردات:


● غَشِيَنَا: أصابنا وغطانا.
● النُّعَاسُ: هو النوم الخفيف الذي يسبق النوم العميق.
● مَصَافِّنَا: مصافنا جمع مصف، وهو مكان اصطفاف الجنود للقتال، أي كنا واقفين في صفوفنا الاستعداد للمعركة.
● يَسْقُطُ: يقع من يده بسبب شدة النعاس والاسترخاء.


2. شرح الحديث:


يصف الصحابي الجليل أبو طلحة رضي الله عنه، وهو من أشهر رماة النبي صلى الله عليه وسلم، حالةً عجيبةً حصلت للمسلمين وهم في أحرج لحظات حياتهم، وهي اللحظات التي تسبق اشتباك السيوف في غزوة بدر.
فقد أصابهم نعاسٌ شديدٌ وسط ميدان المعركة، والعدو أمامهم، والسيوف بأيديهم. وكان النعاس شديداً لدرجة أن سيف أبي طلحة كان يتساقط من يده وهو واقف في مكانه، فيلتقطه ثم يعود ليسقط مرة أخرى بسبب شدة الاسترخاء والراحة التي غشيتهم.


3. الدروس المستفادة والعبر العظيمة:


1- تأييد الله ونصره لأوليائه: هذا النعاس كان معجزة ونعمة من الله تعالى لعباده المؤمنين. ففي أشد أوقات الخوف والرهبة، منَّ الله عليهم بالسكينة والطمأنينة، حتى أن بعضهم نام نوماً خفيفاً. قال تعالى: {إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ} [الأنفال: 11]. فكان هذا النعاس أمنة من الله، أي طمأنينة وسكينة تزيل الخوف من قلوبهم، وتقوي عزائمهم للقتال.
2- الفرق بين طمأنينة الإيمان وخوف الكفر: قارن هذه الحالة بحالة المشركين الذين أصابهم الأرق والقلق والخوف ليلة بدر، كما وصف الله حالهم. فالمؤمن قلبه مربوط بالله، يثق بنصره وتأييده.
3- قوة التوكل على الله: يظهر هذا الموقف أن المؤمن الحقيقي يتوكل على الله حق توكله، حتى أنه ينام في ميدان القتال ثقة بنصر ربه، ثم يقوم مقاتلاً بشجاعة لا نظير لها. فلم يمنعهم هذا النعاس من القتال بل زادهم قوة.
4- التاريخ الإسلامي حافل بمعجزات النصر: هذه الحادثة هي واحدة من صور تأييد الله لرسوله صلى الله عليه وسلم وللمؤمنين، وهي دليل على أن النصر من عند الله، وليس بالعدة والعدد فقط.
5- الصبر في أوقات الشدة: يعلمنا هذا الحديث كيف يكون الصبر والثبات، فالمؤمن حتى في أصعب اللحظات يكون قلبه مطمئناً بذكر الله.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث جزء من غزوة بدر التي وقعت في السابع عشر من رمضان في السنة الثانية للهجرة.
- أبو طلحة رضي الله عنه هو زوج أم سليم، وأحد الأنصار الخزرج، وشهد المشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
- ذكر الإمام ابن حجر في "فتح الباري" أن هذا النعاس كان قبل القتال، فاستراحوا به وتقوت به نفوسهم للقتال.
- هذه الآية والحديث يذكران دائماً في سياق فضل السكينة والطمأنينة التي ينزلها الله على قلوب عباده المؤمنين في أوقات المحن.
نسأل الله أن يغشينا برحمته وأمنه، وأن يجعلنا من المطمئنين بذكره.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الإمام أحمد (١٦٣٥٧) عن يونس، حَدَّثَنَا شيبان، عن قتادة، وحسين (وهو ابن محمد) في تفسير شيبان، عن قتادة قال: وحدثنا أنس بن مالك أن أبا طلحة قال: فذكره.
ومن هذا الطريق رواه أيضًا ابن حبَّان (٧١٨٠) وشيبان هو ابن عبد الرحمن النحوي ثقة صاحب كتاب ولكن رواه البخاري في التفسير (٤٥٦٢) عن إسحاق بن إبراهيم بن عبد الرحمن أبي يعقوب، حَدَّثَنَا حسين بن محمد بإسناده فقال فيه: يوم أحد.
وكذلك رواه أيضًا في المغازي (٤٠٦٨): وقال لي خليفة، حَدَّثَنَا يزيد بن زريع، حَدَّثَنَا سعيد، عن قتادة، عن أنس، عن أبي طلحة فذكر نحوه.
فرأى أهل العلم أن النعاس وقع في بدر كما في قوله تعالى في سورة الأنفال: ﴿إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ﴾ [الأنفال: ١١] كما وقع في أحد أيضًا لقوله تعالى في سورة آل عمران:
﴿ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعَاسًا يَغْشَى طَائِفَةً مِنْكُمْ﴾ [آل عمران: ١٥٤] وهذا اختيار البخاري.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 255 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: غشينا النعاس ونحن في مصافنا يوم بدر

  • 📜 حديث: غشينا النعاس ونحن في مصافنا يوم بدر

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: غشينا النعاس ونحن في مصافنا يوم بدر

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: غشينا النعاس ونحن في مصافنا يوم بدر

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: غشينا النعاس ونحن في مصافنا يوم بدر

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب