حديث: هل أعمد من رجل قتلتموه

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قتل أبي جهل وهو عمرو بن هشام

عن عبد الله بن مسعود أنه أتى أبا جهل، وبه رمق يوم بدر، فقال أبو جهل: هل أعمد من رجلٍ قتلتموه؟

صحيح: رواه البخاري في المغازي (٣٩٦١) عن ابن نمير (هو محمد بن عبد الله بن نمير) حَدَّثَنَا
أبو أسامة، حَدَّثَنَا إسماعيل (هو ابن أبي خالد)، أخبرنا قيس (هو ابن أبي حازم)، عن عبد الله (هو ابن مسعود) أنه أتى (فذكره).

عن عبد الله بن مسعود أنه أتى أبا جهل، وبه رمق يوم بدر، فقال أبو جهل: هل أعمد من رجلٍ قتلتموه؟

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فالحديث الذي ذكر هو جزء من قصة طويلة وردت في كتب السيرة والحديث، وإليك شرحه الوافي:

نص الحديث بالسياق الكامل:


روى الإمام البخاري في صحيحه عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال:
انطلقت يوم بدر في أثر رجل من المشركين لأقتله، فإذا هو أبو جهل، وبه رمق، فقلت: أنت أبو جهل؟ فقال: "هل أعمد من رجل قتلتموه؟ أو هل فوق رجل قتلتموه رجل؟". فذكرت قوله للنبي صلى الله عليه وسلم: "اللهم أينما لقيت أبا جهل فاقتله"، فضربته فقتلته، ثم جئت النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته، فقال: "آله إلا إله الله؟!" فقلت: لا، إنما قالها مختاراً حين وضعت السيف على صدره.


1. شرح المفردات:


● أعمد: أفعل تفضيل من "عَمَد"، أي: هل هناك رجل أكثر عمداً وقصداً للعداوة من رجل قتلتموه (يقصد نفسه)؟ أو بمعنى: هل هناك رجل أعظم شأناً ممن قتلتم؟
● رمق: بقية من الحياة أو نفس أخير.
● مختاراً: طائعاً غير مكره.


2. شرح الحديث:


● السياق التاريخي: وقع هذا الموقف في غزوة بدر الكبرى (السنة الثانية للهجرة)، حيث انتصر المسلمون على كفار قريش.
● موقف عبد الله بن مسعود: بعد انتهاء المعركة، كان الصحابة يتعقبون أشراف قريش الذين سقطوا جرحى، فوجد ابن مسعود أبا جهل (عمرو بن هشام) وهو في آخر أنفاسه.
● كلمة أبي جهل: عندما عرفه ابن مسعود، قال أبو جهل هذه الجملة "هل أعمد من رجل قتلتموه؟"، وهي كلمة فيها كبر وغرور حتى في ساعة الموت، حيث يفتخر بعداوته للإسلام ويقول: هل هناك أحد أكثر عداوة للمسلمين مني؟! أو: هل قتلتم أحداً أعظم مني شأناً؟!
● رد فعل ابن مسعود: لم يتردد، بل ذكر نذر النبي صلى الله عليه وسلم بقتل أبي جهل، فضربه وقتله.
● موقف النبي صلى الله عليه وسلم: عندما أخبره ابن مسعود، استفهم النبي: "آله إلا إله الله؟!" أي: هل نطق بالشهادة قبل موته؟ فأجابه ابن مسعود بأنه لم ينطقها إلا خوفاً من السيف لا إيماناً.


3. الدروس المستفادة:


1- عاقبة الكبر والعداوة لله: أبو جهل كان سيداً من سادات قريش وأشدهم عداوة للإسلام، فكانت نهايته مهينة في الدنيا قبل الآخرة.
2- إجابة الدعاء: تحقق دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: "اللهم أينما لقيت أبا جهل فاقتله"، وهذا من علامات نبوته.
3- الحكمة في التثبت: سؤال النبي صلى الله عليه وسلم عما إذا نطق أبو جهل بالشهادة يدل على حرص الإسلام على العدل حتى مع الأعداء.
4- البطولة الإسلامية: شجاعة الصحابة مثل عبد الله بن مسعود في تنفيذ أمر الله ورسوله.


4. معلومات إضافية:


- أبو جهل هو عمرو بن هشام، كان يُسمى "أبا الحكم" ولكن النبي صلى الله عليه وسلم سماه "أبا جهل" لجهله وعناده.
- قتل أبو جهل كان نصراً عظيماً للمسلمين، لأنه كان أكبر داعية للشرك وعداوة الإسلام.
- الرواية كاملة موجودة في صحيح البخاري وصحيح مسلم وغيرهما من كتب السنة.
أسأل الله أن ينفعنا بالعلم والعمل، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في المغازي (٣٩٦١) عن ابن نمير (هو محمد بن عبد الله بن نمير) حَدَّثَنَا
أبو أسامة، حَدَّثَنَا إسماعيل (هو ابن أبي خالد)، أخبرنا قيس (هو ابن أبي حازم)، عن عبد الله (هو ابن مسعود) أنه أتى (فذكره).
قوله: «أعمد» بالمهملة أفعل تفضيل من عمد أي هلك.
ولا يصح ما رواه أبو عبيدة عن أبيه عبد الله بن مسعود قال: انتهيت إلى أبي جهل يوم بدر وقد ضربت رجله، وهو صريع، وهو يذبّ الناس عنه بسيف له، فقلت: الحمد الله الذي أخزاك يا عدو الله! فقال: هل هو إِلَّا رجل قتله قومه؟ ! قال: فجعلت أتناوله بسيف لي غير طائل، فأصبت يده، فندر سيفه، فأخذته، فضربته به حتَّى قتلته، قال: ثمّ خرجت حتَّى أتيت النَّبِي ﷺ كأنما أقلّ من الأرض، فأخبرته، فقال: «آلله الذي لا إله إِلَّا هو»فرددها ثلاثًا، قال: قلت: آلله الذي لا إله إِلَّا هو، قال: فخرج يمشي معي، حتَّى قام عليه، فقال: «الحمد لله الذي أخزاك يا عدو الله، هذا كان فرعون هذه الأمة» قال (يعني وكيع): وزاد فيه أبي، عن أبي إسحاق، عن أبي عبيدة قال: قال عبد الله: فنفّلني سيفه».
رواه الإمام أحمد (٤٢٤٦) عن وكيع، حَدَّثَنَا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن أبي عبيدة، قال: قال عبد الله، فذكره.
ورواه أيضًا (٣٨٢٤) من وجه آخر عن شريك، عن أبي إسحاق.
وأبو عبيدة لم يسمع من أبيه.
ورواه أبو داود (٢٧٢٢) من وجه آخر عن وكيع، عن أبيه، عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة، عن عبد الله بن مسعود قال: نفّلني رسول الله ﷺ يوم بدر سيف أبي جهل كان قتله.
ووالد وكيع هو الجراح بن مليح تكلم فيه غير واحد من أهل العلم، والخلاصة فيه أنه لا يقبل تفرده.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 262 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: هل أعمد من رجل قتلتموه

  • 📜 حديث: هل أعمد من رجل قتلتموه

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: هل أعمد من رجل قتلتموه

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: هل أعمد من رجل قتلتموه

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: هل أعمد من رجل قتلتموه

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب